الزيارة تقرّب الحل في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن أزمة سوريا تتقدّم أولويات السياسة الخارجية الأميركية عندما تسلّم دونالد ترامب الرئاسة، إلا أنه بعد مرور الوقت اتضح لدى إدارته أنه لا يمكن ترك الملف لروسيا واللاعبين الإقليميين، لا سيّما أنّ الجيش الأميركي بات عنصراً فاعلاً في الشمال السوري.

وتصاعدت الرغبة الأميركية في أن تكون رقماً صعباً في الأزمة السورية، بعد مجزرة الكيماوي التي بينت للإدارة الأميركية أنها لن تستطيع الابتعاد عن هذا الملف، في حين أن سياسة ترامب تعتمد على إعادة الهيبة التي تضاءلت في فترة الرئيس السابق باراك أوباما.

وطوال الفترة الماضية، حاولت المعارضة السورية استمالة الموقف الأميركي وتغيير المزاج السياسي في البيت الأبيض، بإجراء المنسق العام لهيئة التفاوض رياض حجاب عدة زيارات، وسبقتها زيارات من قبل قيادات في المعارضة إلى واشنطن.

وطالبت المعارضة السورية بعد الضربة الموجعة على مطار الشعيرات بالمضي قدماً لاستكمال العملية العسكرية وإسقاط الأسد، بعد أن بدا لها أن البيت الأبيض اليوم ليس كما كان في الماضي.

واليوم وبعد أن باتت ملفات المنطقة في مرحلة الحسم، تأتي زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية، والملف السوري بالطبع سيكون من أبرز ملفات محادثاته مع قادة دول المنطقة.

وعلمت «البيان» من مصادر مطلعة أن المعارضة السورية ستكون حاضرة خلال زيارة ترامب إلى السعودية، وسيلتقي مسؤولون أميركيون وفداً من المعارضة للوقوف على إمكانية التوصل إلى حل سياسي.

وقالت المصادر لـ«البيان» إن المعارضة ستقدم رؤيتها للمسؤولين الأميركيين، إذ تتضمن شكل الحل السياسي وفقاً للقرارات الأممية، وعلى رأسها مخرجات مؤتمر «جنيف1»، مؤكدة أنّ المعارضة ستطلب من الأميركيين عقد مؤتمر دولي لإيجاد حل نهائي للأزمة.

ويرى مدير الهيئة العامة للإعلام بالمعارضة إبراهيم الجباوي أنّ زيارة ترامب إلى المنطقة ستكون مفصلية لحلحلة القضايا الإقليمية، لا سيّما سوريا، وأنّ إدارة ترامب لن تقبل باستمرار الفوضى على هذا النحو.

مشيراً إلى أنّ الاستراتيجية الأميركية تتجه لمنع تدخلات إيران في المنطقة، ولا بد أن تكون بداية ذلك بقطع الأذرع الإيرانية. بدوره، يقول عضو الائتلاف عقاب يحيى إن الموقف الأميركي هو المؤشر الدولي للحركة السياسية تجاه سوريا وكل المنطقة، موضحاً أن إدارة ترامب بدأت أخيراً تتحرك باتجاه الملف، إلا أن المطلوب أيضاً دفع عربي وإقليمي لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع.

وأضاف يحيى أنّ زيارة ترامب إلى السعودية تشير إلى أن الإدارة الجديدة لديها رغبة أن تسمع من قادة دول المنطقة، واختيار السعودية يعني أنها ملتزمة بالوقوف إلى جانب الموقف العربي الداعي لرحيل النظام السوري.

Email