ترامب يسعى لدحض ادعاءات معاداته الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلافاً لما جرت عليه العادة في الولايات المتحدة الأميركية، اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب دولة إسلامية لتكون أول محطة في زياراته الخارجية ليقدم بنفسه دليلاً أنه غير معادٍ للإسلام والمسلمين عكس ما روج في وسائل الإعلام المختلفة، كما أنها تأتي في إطار إعلان استراتيجية جديدة ضد الإرهاب الذي تتبرأ منه جميع الأديان السماوية.

فاختياره للسعودية له دلالات تعكس مكانة المملكة لدى الولايات المتحدة ويظهر التوافق الكبير بين البلدين نحو التحديات التي يواجهها العالم أبرزها تحدي الإرهاب والبحث عن سبل إرساء الأمن والسلام الدوليين.

وذكرت مصادر أن هذه الزيارة معدة بشكل محدد لدحض الانطباعات عن أن ترامب معاد للمسلمين، وذلك بعد بعض الأفعال التي أثارت العالم الإسلامي مثل المرسوم التنفيذي بحظر دخول مواطنين من بعض الدول الإسلامية للولايات المتحدة، ودعوته خلال الحملة الانتخابية إلى منع دخول المسلمين.

وقال مصدر في تصريحات أوردتها شبكة «سي ان ان» «اعتقدنا أن ذلك مهم جداً لأنه من الواضح أن الناس حاولوا رسم صورة بطريقة ما عن ترامب، بينما أعتقد أن ما يريد فعله هو حل نفس المشكلة التي يريد الكثير من قادة العالم الإسلامي حلها».

عهد جديد

ويرى مراقبون أن زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية تهدف إلى الإعلان عن «عهد جديد» في السياسة الخارجية الأميركية لذا يريد الرئيس الأميركي من خلال هذه الزيارة التأكيد على أهمية الدور السعودي ومحوريته إقليمياً وعالمياً، وكذا التأكيد على ثقل وعمق المملكة عربياً وإسلامياً، ما يعني تعويل واشنطن عليها في القيام بأدوار مفصلية في تكريس الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في وقت سابق، أن زيارة ترامب للمملكة ستشمل قمة ثنائية وقمة مع مجلس التعاون ولقاء مع زعماء عرب ومسلمين. وقال الجبير إن زيارة ترامب ستجلب نهجاً جديداً لعملية السلام في الشرق الأوسط ربما تكون احتمالات نجاحه مرتفعة.

زيارة تاريخية

ورأى الجبير أن الزيارة المرتقبة «تاريخية بكل المقاييس»، معتبراً أنها تعكس احترام الولايات المتحدة للقيادة الحكيمة في المملكة وتؤكد أنه «لا يمكن هزيمة الإرهاب والتطرف من دون المملكة. فنحن أقرب الشركاء في الحرب ضد الإرهاب والتطرف».

ولعل خطاب ترامب بشأن زيارته إلى المملكة دليل آخر على أن الزيارة تاريخية بكل المقاييس، إذ قال الرئيس الأميركي: «من هناك سنبدأ بناء قاعدة جديدة للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين لمكافحة التطرف والإرهاب والعنف وتحقيق مستقبل أكثر عدلاً وأملاً للشباب المسلمين في بلادهم».

لذا فالرئيس الأميركي على خلاف ما روج له فإنه يمدّ يده للعالم الإسلامي، انطلاقاً من السعودية، بزيارة تاريخية يحقق منها هدفاً بإظهار أنه لا يعادي الإسلام، وإنما يعادي المتطرفين والإرهابيين.

اهتمام واسع

ونالت الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي إلى السعودية اهتماماً إعلامياً دولياً واسعاً، إذ اهتمت صحف أميركية وأوروبية بهذا الحدث المرتقب. ورأت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن أحد أهم أسباب التقارب ومحاولة إقامة علاقات قوية بين إدارة ترامب والسعودية هو موقفهما المشترك من إيران، فقد تميل إدارة ترامب للمصالح السعودية أكثر من سلفه باراك أوباما، مؤكدة أن ترامب يأمل أن تكون السعودية صديقاً مخلصاً يمكنه الاعتماد عليه لإحداث التوازن في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة.

من جهتها، ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» أن لقاء ترامب بقادة العالم الإسلامي، في الرياض، سيرسم ملامح مرحلة جديدة لمواجهة التطرف الذي زعزع المنطقة وزرع فيها عدم الاستقرار، مؤكدة أن الزيارة تأتي تأكيداً للنهج الجديد للإدارة الأميركية، وطي صفحة الإدارة السابقة.

Email