سكان دير الزور يخشون إعدامات «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش سكان مدينة دير الزور السورية في خوف شديد، مع تقدم تنظيم داعش في داخل أحيائهم، فهم يخشون الإعدامات الجماعية والأعمال الوحشية التي اعتاد الإرهابيون ارتكابها في كل منطقة سيطروا عليها.

ويقول أبو نور (51 عاماً)، أحد سكان حي الجورة الذي لا يزال تحت سيطرة الجيش السوري، «المدنيون في المدينة يعيشون حالة من الرعب والتوتر خشية من دخول الإرهابيين كونهم يتهموننا بأننا شبيحة النظام»، وهو مصطلح يطلقه المعارضون على اشخاص موالين للنظام وارتكبوا تجاوزات عدة باسمه.

يتذكر أبو نور خلال اتصال هاتفي ما قام به التنظيم من أعمال قتل وخطف خلال الفترات الماضية. ويضيف أبو نور، الذي يعيش في حي يبعد حوالي كيلومتر واحد عن الاشتباكات الحالية، «ما زال قتلهم حاضرا في أذهان الناس».

ويسيطر «داعش» منذ العام 2014 على اكثر من ستين في المئة من مدينة دير الزور ويحاصرها بشكل مطبق منذ مطلع العام 2015، لتصبح بذلك المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها الإرهابيون قوات النظام.

الجوع سيأكل الناس

ونتيجة حصار المدينة من قبل التنظيم، لم يعد الوصول الى مناطق سيطرة الجيش متاحاً في وقت تلقي طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، المساعدات الغذائية جواً الى نحو مئة ألف شخص محاصرين بشكل رئيسي في غرب المدينة، فيما يقيم قرابة خمسين ألف شخص في القسم الشرقي تحت سيطرة المتشددين. الا ان الهجوم الأخير اضطر برنامج الأغذية العالمي الى وقف إلقاء المساعدات من الجو.

وتعرب أم ايناس (45 عاماً) من سكان حي الجورة عن خشيتها من انقطاع المواد الغذائية والمساعدات. وتقول عبر الهاتف «بدأت المواد المتوفرة في الأسواق بالنفاد نتيجة حصار داعش لمنطقتي الجفرة وهرابش واللتين كنا نأتي ببعض الحشائش والخضار منهما». وتضيف «في حال استمر الوضع على ما هو عليه فالجوع سيأكل الناس، لأن الاسقاط الجوي كان يعتبر شريان الحياة للناس هنا».

وخلال هجومه الأخير، استهدف تنظيم داعش أحياء المدنيين المحاصرة بالقذائف. وتوضح أم إيناس «تتساقط القذائف علينا مثل المطر منذ خمسة أيام (...) حركة الناس قليلة خوفاً من القذائف التي لا ترحم أحدا».

30

أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء هجوم تنظيم داعش السبت الماضي مقتل 30 مدنياً في المعارك.

وأفاد مصدر طبي في المدينة عن إصابة «مئة مدني» بجروح خلال الأيام الخمسة الماضية، مشيراً الى وجود «حالات مستعصية نقل قسم منها (جواً) الى القامشلي (شمال شرق) لحاجتها لرعاية مركزة غير متوفرة في دير الزور».

Email