تركيا تطالب بعمليات مشتركة مع روسيا ضد «داعش»

دعوة للتحقيق باستخدام «الكيماوي» في حلب

■ دبابة تابعة للجيش الحر في منطقة الراموسة جنوبي حلب | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن روسيا أبدت استعدادها لمناقشة تمديد الهدنة الإنسانية التي اقترحتها في حلب، ومدتها ثلاث ساعات، في حين تطالب المنظمة الدولية بهدنة من 48 ساعة لإيصال المساعدات إلى المدينة، في وقت تتواصل الاشتباكات جنوبي المدينة، فيما نددت الأمم المتحدة وفرنسا باستخدام غاز الكلور في حلب وطالبتا بالتحقيق.

وقُتل 24 مدنياً وأصيب العشرات بجروح أمس، في قصف جوي روسي كثيف استهدف مدينة الرقة ومحيطها، معقل تنظيم داعش في سوريا.

وكان الجيش الروسي أعلن، الأربعاء، تعليق ضرباته العسكرية كل يوم بين السابعة والعاشرة بتوقيت غرينتش، «لضمان الأمن الكامل للقوافل الإنسانية التي تدخل حلب». ولكن بالنسبة إلى الأمم المتحدة، فإن هذا الاقتراح «الأحادي الجانب» من موسكو لا يمكن أن يؤدي إلى إدخال قوافل المساعدات.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «ثلاث ساعات لا تكفي. قال الروس إنهم يصغون إلينا، وإنهم على استعداد لمناقشة كيفية تحسين اقتراحهم الأصلي». وأضاف: «لقد عبّرنا بوضوح عن وجهة نظرنا، كما أعرب الروس عن استعدادهم للحوار، وسنرى ما سيسفر عن ذلك».

كيماوي في حلب

وقال دي ميستورا إن التحقيق جارٍ لمعرفة مدى صحة التقارير التي تحدثت عن شن هجوم بغاز يعتقد أنه غاز الكلور في حلب. وأضاف: «هناك أدلة كثيرة على أن الهجوم حدث بالفعل». وقال إنه إذا تأكد هذا الهجوم فسيكون بمنزلة جريمة حرب.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن بلاده «قلقة حيال معلومات» عن وقوع هجوم كيميائي في مدينة حلب السورية في العاشر من أغسطس، أسفر عن أربعة قتلى وعشرات الجرحى. وندد وزير الخارجية في بيان «بشدة بكل الهجمات على المدنيين، وخصوصاً حين يتم استخدام أسلحة كيميائية»، محمّلاً النظام السوري مسؤولية ذلك بشكل غير مباشر.

وقال إيرولت إن «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أتيح لها في الماضي تأكيد وقوع هجمات بغاز الكلور ضد السكان السوريين، انطلاقاً من مروحيات تملكها قوات النظام دون سواها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي».

وأضاف: «إذا حصل ذلك فسيكون جريمة حرب، وعلى الجميع أخذ ذلك في الاعتبار». وقال إيرولت إنه «سيولي اهتماماً خاصاً بخلاصات تحقيقات الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي ستعلَن نهاية أغسطس حول هجمات كيميائية محتملة في 2014 و2015».

واعتبر أن «المأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ أكثر من خمسة أعوام والهجمات المشينة التي يتعرض لها هي نتيجة الموقف السيئ للنظام وداعميه الذين يمنعون أي حل سياسي في سوريا». وأكد صحافيون في حلب تراجع حدة القتال نحو الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (0700 ت غ)، لكن المعارك لم تتوقف ولم تدخل مساعدات إلى المدينة.

اشتباكات

وتتواصل الاشتباكات العنيفة حالياً في جنوبي حلب، حيث تسعى قوات النظام لاستعادة المواقع التي خسرتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية. واستمرت المعارك العنيفة والقصف الكثيف طوال الليل حتى صباح أمس في جنوب غربي المدينة، وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن الذي أفاد بتراجع حدة الاشتباكات والقصف من دون أن تتوقف عند الساعة العاشرة صباحاً موعد بدء الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بتقدم الجيش السوري وسيطرته على نقاط عدة في جنوب غربي حلب.

قتلى في الرقة

في شمالي سوريا، أفاد المرصد عن مقتل ثلاثين شخصاً بينهم 24 مدنياً على الأقل وإصابة سبعين آخرين بجروح في قصف جوي روسي عنيف على مدينة الرقة ومحيطها، معقل تنظيم داعش في سوريا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، من جهتها تنفيذها ضربات على أطراف مدينة الرقة، قالت إنها أدت إلى تدمير مصنع للأسلحة الكيميائية ومخزن سلاح ومخيم تدريب للجهاديين. وذكرت أن «عدداً كبيراً من المقاتلين قُتلوا» من جراء هذه الضربات.

تركيا وروسيا

دعت تركيا روسيا إلى عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش في سوريا، حسب ما أعلن أمس وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للتلفزيون على خلفية المصالحة بين موسكو وأنقرة. وقال: «سندرس التفاصيل. لطالما دعونا روسيا إلى عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش». وأضاف أن وفداً يضم ثلاثة مسؤولين أتراك يمثلون الجيش والاستخبارات والخارجية كان في روسيا أمس الخميس لإجراء مباحثات حول سوريا. وتابع في حديث لقناة «إن تي في» الخاصة: «سنبحث في كل التفاصيل. لطالما دعونا روسيا إلى تنفيذ عمليات ضد داعش.. عدونا المشترك (...) الاقتراح ما زال مطروحاً».

وحرك الوزير بذلك اقتراحاً لأنقرة قبل الأزمة مع موسكو، إثر إسقاط سلاح الجو التركي في نهاية 2015 طائرة روسية فوق الحدود التركية-السورية.

وقال الوزير التركي: «فلنحارب معاً التنظيم الإرهابي للقضاء عليه في أقرب فرصة»، لكيلا يتمدد في سوريا ولا إلى دول أخرى. وأضاف: «سنشارك بطائراتنا في العمليات».

مقتل مسؤول

أعلنت السلطات في كردستان العراق عن عملية إنزال مشتركة مع القوات الأميركية في منطقة القائم قرب الحدود العراقية السورية أمس، حيث قتلت قيادياً في تنظيم داعش. وأكد مجلس الأمن في إقليم كردستان، في بيان، أن القوة تمكنت من «قتل سامي جاسم محمد الجبوري الذي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه ضمن 15 آخرين، لكونه يشرف على عمليات تمويل تنظيم داعش من خلال بيع النفط والغاز». أربيل – أ.ف.ب

Email