تقارير البيان

تبلور توافق لبناني على التمديد لقائد الجيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفادت معلومات عن تبلور توافق بين الأفرقاء السياسيين في لبنان على الإتجاه نحو التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، بالتزامن مع الفشل الجديد لمجلس النواب اللبناني في اختبار الإستحقاق الرئاسي..

حيث أدّى تطيير نصاب الثلثين، لغياب التوافق على إسم الرئيس، على جاري العادة، دون عقد الجلسة الإنتخابية التي كانت مقرّرة أمس، التي أجّلها الرئيس نبيه بري إلى 7 سبتمبر المقبل، ما أشار مجدّداً إلى إبقاء الإنتخاب الرئاسي معلّقاً في انتظار أن تُستكمل رحلة البحث عن رئيس للجمهورية، على طاولة الحوار، في الجلسة المقبلة المقرّر انعقادها في 5 سبتمبر المقبل.

وكان الأسبوع الطالع انطلق متأثرا بأجواء المنطقة الملبّدة، فلم يُنتظر من جلسة انتخاب الرئيس الـ43 أن تحدِث جديداً على هذا الصعيد، ولا تفاؤل بأن الوقت الفاصل عن حوار سبتمبر سيحمل جديداً يُذكر. أما الخرق الوحيد لهذه المشهدية القاتمة، فتمثلت بما أوردته معلومات عن تبلور توافق بين الأفرقاء السياسيين على الإتجاه نحو التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

إجازة

وبهذا المعنى، فإنّ السياسة اللبنانية دخلت في شبه إجازة، تمتدّ لنحو شهر، إذ يغيب موعد الحوار إلى سبتمبر المقبل، ومثله جلسة انتخاب رئيس للدولة، بعدما تبدّدت الآمال والوعود التي أطلقها فريق «8 آذار» مراهناً على انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً في أغسطس الجاري، أي في جلسة أمس التي انسحبت على مجمل الجلسات السابقة، بل أن تناقص عدد النواب المشاركين بلغ حدّه الأدنى أمس مع توجّه نواب كثر إلى الخارج لتمضية إجازاتهم الصيفية.

ووسط استمرار الظروف والمعطيات السياسية نفسها التي عطّلت هذا الإستحقاق وتسبّبت بتمادي أزمة الفراغ الرئاسي، وفيما العيون شاخصة إلى جولة الحوار المقبلة في 5 سبتمبر المقبل، فإنّ لا مفاجآت سياسية متوقّعة داخلياً هذا الأسبوع، في ظلّ استمرار ردّات الفعل على نتائج الثلاثية الحوارية، التي انعقدت في 2 و3 و4 من الجاري، والتحضير لجلسة 5 سبتمبر بلقاءات ومشاورات ثنائية أو أكثر، لعلّها تؤمّن الخلاصات المطلوبة لمعالجة ما اتّفِق عليه من تنفيذ لبنود متبقّية من اتفاق الطائف والدستور.

تناقض

وفي خضمّ تناقض «الأجندات» السياسية للمدعوّين إلى الحوار، وخصوصاً حيال أزمة الفراغ الرئاسي والعناوين الأخرى، الأمر الذي أثار غباراً حول السيناريوهات المطروحة لمسار الحوار وإمكانات استكماله وبلوغه خواتيم توافقية إيجابية، تجدر الإشارة إلى أن الحوار لم يُترجم بعد بأيّ خرق رئاسي وحكومي ونيابي. وذلك، رغم أن الإتصالات السياسية اتخذت طابعاً بارزاً من حيث محاولة عدد من الأفرقاء السياسيين إحداث اختراق في رتابة هذه الجولات، ينحو بالعملية الحوارية في اتجاه تجاوز العقدة الرئاسية إلى تفعيل عمل مجلسَي الوزراء والنواب.

جمود وترقّب

وفي السياق، أشارت معلومات توافرت لـ«البيان» إلى أنّ الرئيس برّي سيعمل على استجماع مختلف المواقف والآراء لتكوين مقترحات جديدة، لعلّها تفتح كوّةً في الجدار المسدود، بدءاً بالإتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية، وهو قد صارح بعض زوّاره بأنّ تأكيده على انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية العام الجاري ينطوي في جانب منه على حضّ الأطراف المعنية على تحمّل مسؤولياتها.

تشاؤم

وفي خضمّ هدوء الجبهة السياسية الداخلية، ارتفع منسوب الكلام المتشائم عن أنّ الملف الرئاسي عاد إلى المربّع الأول، وبدأ الحديث جدّياً عن«المرشّح التوافقي».وفي رأي أوساط سياسية، فإن لا رئيس في جلسة اليوم، والى أن الملفّ الرئاسي لم يتقدّم ولو خطوة واحدة إلى الأمام، بل ما زال عند نقطة الصفر. أما الثلاثيّة الحواريّة، فقد كرّست الشغور الرئاسي، وفتحت المجال لمزيد من الخلافات.

يحاول رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، وفق مصادره،إعطاء فرصة جديدة لحكومته، لعلّها تقلع مجدّداً بما تيسّر من مسؤولية وطنية. علماً أنّ زوّاره في الآونة الأخيرة لاحظوا أنّ كيله قد شارف على أن يطفح من حكومة صارت في مهبّ الريح، نتيجة المزايدات والنكايات بين مكوّناتها، والمزاجيات السياسية التي تحاول أن تتحكّم بها فتعطّل مسارها وإنتاجيتها.

 

Email