أمين عام الحلف يؤكد وجود عدو ومخاطر مشتركة

«الناتو»: التعاون مع الإمارات والمنطقة يعزز الاستقرار

■ أمين عام حلف الناتو خلال مقابلته مع وكالة أنباء الإمارات | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ عن رغبة الحلف في تعزيز التعاون مع الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى للمساهمة في تعزيز الاستقرار في المنطقة ككل، مؤكداً أن الحلف ودول المنطقة يواجهون عدواً مشتركاً ومخاطر مشتركة.

وقال الأمين العام لحلف الناتو في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات «وام» أثناء زيارته إلى الإمارات، إن الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى شركاء ذوو قيمة عالية لدى الحلف.

وكان أمين عام حلف الناتو أجرى مباحثات في الإمارات حول تعزيز التعاون، وذلك بعد زيارة إلى كل من العراق والكويت تهدف أيضاً إلى تعزيز تعاون الحلف مع دول المنطقة.

وأضاف ستولتنبرغ أن الإمارات تتعاون منذ عقود مع «الناتو»، حيث شاركت في عمليات الحلف في كل من البوسنة والبلقان وأفغانستان وليبيا ونود أن نبني على هذا التاريخ من التعاون ونتحرك إلى المستقبل معاً.

وقال إن الحاجة إلى التعاون بين الحلف وشركائه تتزايد لأننا نواجه البيئة الأمنية نفسها وخصوصاً في ما يتعلق بتنظيم داعش، ولذا بحثت خلال زيارتي إلى الإمارات طرق التعاون بيننا.

وأضاف ستولتنبرغ أن المباحثات تناولت كيفية العمل على نحو أوثق في ما يتعلق بالتمارين العسكرية ولتعلم كيفية عمل قواتنا مع بعضها على نحو أوثق كما نبحث في كيفية التعاون السياسي والعملي في مجالات كثيرة. وأشار إلى توقيع الحلف والكويت اتفاقية هذا الأسبوع تتيح للحلف نقل عتاد وجنود وإمدادات من وإلى الكويت، وقال إن الاتفاقية توفر الإطار القانوني لعمليات الحلف في الكويت، إضافة إلى تحسين الدعم اللوجستي لعمليات الحلف في أفغانستان ومناطق أخرى في المستقبل وهو ما يساهم في تعزيز الأمن الدولي.

وتابع ستولتنبرغ أن التعاون مع الإمارات والكويت والدول الأخرى في المنطقة يأتي في إطار عام هو مواجهة تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

طرق مختلفة

وفي رده على سؤال حول مستقبل التعاون بين حلف الناتو ودول الخليج العربية بعد الاتفاق النووي بين مجموعة «5+1» مع إيران قال أمين عام حلف الناتو:«إننا نتعاون مع دول الخليج العربية بطرق مختلفة من بينها مبادرة اسطنبول للتعاون، وهي إطار للحوار السياسي، والتعاون بين الحلف ودول الخليج العربية». وأضاف أن من المهم جداً أن يكون الحوار مع دول الخليج أقوى ما يمكن وخصوصاً عندما نرى تزايد التوترات وانعدام الاستقرار في المنطقة».

وأكد ستولتنبرغ أن الهدف من الاتفاق النووي هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأضاف:«الولايات المتحدة والدول الأخرى المعنية وأوروبا تصب تركيزها على أهمية تنفيذ بنود الاتفاق وعلى أهمية احترامه».

وعلى المستوى الأعم بحسب ستولتنبرغ فإن حلف الناتو يدعم معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية «إن بي تي» التي دخلت حيز التنفيذ في العام 1968.

وأوضح أن هذا الجهد يستند إلى ثلاث ركائز هي: منع الانتشار كإجراء وقائي ونزع السلاح ثم تشجيع الاستخدام السلمي للطاقة النووية.. وأضاف:«خدمتنا هذه المعاهدة في الماضي ونحتاج إلى ضمان أنها ستساعدنا أيضاً في المستقبل».

وأعرب ستولتنبرغ عن تأييد حلف الناتو القوي لجهود منع الانتشار النووي وأسلحة التدمير الشامل بما فيها الأسلحة النووية.. وقال:«لذلك من المهم أن يكون هناك تنفيذ كامل للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 وأن يتم تنفيذ آليات التحقق من التزام إيران بتنفيذ بنوده كاملة وسبب ذلك هو أن علينا أن نمنع انتشار الأسلحة النووية».

وفي سياق الرد على السؤال قال ستولتنبرغ، إن حلف الناتو يرد على التهديدات التي تشكلها الصواريخ البالستية. وأضاف أن حلف الناتو يؤسس الآن منظمة دفاع ضد الصواريخ البالستية وقد أنشأ موقعين لهذه المنظمة في رومانيا وبولندا ويعمل على تطوير منشآت أخرى في سياق بناء هذه المنظومة الدفاعية.

وقال إنه في سياق الرد على التهديدات التي تشكلها الصواريخ البالستية نشرت الولايات المتحدة أيضاً سفناً حربية مجهزة بنظام إيجيس لتوفير مقدرات الدفاع الجوي والدفاع ضد الصواريخ البالستية في الوقت نفسه في عرض البحر.. وتمتد هذه المواجهة مع المخاطر المتعددة في كل المنطقة، حيث يسعى الحلف إلى تعزيز الاستقرار والحوار السياسي فيها.

وتابع أمين عام الحلف في تعليقه على الوضع في سوريا، إن ما يهم الآن هو أن الحلف والتحالف الدولي يجب أن يواصلوا محارية التنظيم في سوريا، وأن ما يهم أيضاً هو أن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا ما بين روسيا والولايات المتحدة متماسك عموماً رغم الخروقات.

ورحب أمين عام حلف الناتو بجهود المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا قائلاً:«إنه يجب أن تؤسس لحل سلمي سياسي للنزاع عبر التفاوض بين الأطراف المعنية».

وأكد أمين عام الحلف أن «الناتو» رغم أجواء العلاقات السائدة حالياً مع روسيا في أوروبا لا يسعى إلى المواجهة لحل أية نزاعات بل إلى تعزيز الحوار.

وأكد ستولتنبرغ أن الأمر الثالث المهم في الهدنة في سوريا هو أنها يجب أن توفر أساساً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

وقال:«من المهم للغاية أن تتمكن المنظمات الإنسانية الدولية من الوصول بحرية إلى المناطق المحاصرة لإيصال المساعدات الإنسانية للذين يعانون هناك منذ زمن طويل».

وأضاف ستولتنبرغ أن الحلف ساعد في إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا، حيث إن دول الحلف هي أيضا أعضاء في التحالف الدولي لمحاربة داعش.

وقال ستولتنبرغ:«الناتو لا يشن عمليات عسكرية في سوريا لكن الدول الأعضاء تشكل جزءاً من ذلك الجهد.. وأضاف أن روسيا لعبت دورها في فرض الهدنة التي وصفها بأنها تطور مشجع وأدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتخفيف حدة التوتر».

 وكبديل عن العمليات العسكرية قال ستولتنبرغ إن حلف ناتو يركز على إمكانية بناء القدرات المحلية في المنطقة لتحقيق الاستقرار ومحاربة داعش على غرار عمليات الحلف في أفغانستان مثلاً، حيث ساعد الحلف في تدريب ومساعدة وتجهيز قوات الأمن المحلية لمكافحة الإرهاب.

دعم مهم

وفي رده على سؤال حول تصنيف مجلس التعاون الخليجي لمليشيا حزب الله كمنظمة إرهابية والهجوم الإرهابي الذي وقع أول من أمس في الأردن قال ستولتنبرغ: إن من المهم جداً أن يتم دعم بلدان مثل الأردن، الذي وصفه بأنه جزيرة للاستقرار في بحر من اللا استقرار، حيث لها حدود مع كل من سوريا والعراق اللذين تمزقهما الحرب.

وقال:«يجب أن نواصل دعم الأردن، منع وقوع الأزمات أفضل من معالجتها بعد وقوعها، وهو ما قال إنه السبب الذي يدفع حلف ناتو إلى التركيز على مساعدة بلدان أخرى مثل تونس».

دعم التحالف

في رده على سؤال حول ما إذا كان «الناتو» يدعم تدخلاً برياً في سوريا بقيادة السعودية، ومشاركة دول خليجية وعربية وإسلامية، قال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ: إن «الناتو» يركز على الهدنة ويدعم جهود التحالف الدولي بنشر طائرات إنذار مبكر من طراز «أواكس»، للعمل في المجال الجوي في العراق وتركيا وسوريا لدعم قدرات المراقبة في سياق الحرب على داعش.

Email