9 مارس استئناف محادثات السلام والمعارضة ترى الهدنة على شفا الانهيار

روسيا تضغط دولياً لإغلاق الحدود السورية التركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاعل الملف السوري على نحو لافت، ففيما دعت موسكو إلى إغلاق الحدود مع تركيا بحجة تسرّب أسلحة ومعونات إلى التنظيمات المتشدّدة في الشمال السوري، مشيرة إلى أنّها لم تنتهك الهدنة، حدّدت الأمم المتحدة الأربعاء المقبل موعداً لاستئناف محادثات السلام.

وبينما لفتت واشنطن إلى أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد القدرة على تطوير الزخم الحقيقي لنزع فتيل الصراع.. شدّدت على اتفاقها مع روسيا على تكثيف العمل لوضع آلية تضمن اقتصار الضربات الجوية على «داعش» وجبهة النصرة.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إغلاق الحدود السورية مع تركيا لقطع إمدادات الإرهابيين عبر قوافل المساعدات الإنسانية، على حد قوله. كما حذّر لافروف من تنامي خطر استخدام تنظيم داعش وجماعات أخرى للأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط، داعياً إلى مفاوضات دولية للتوصل إلى اتفاق جديد للتصدي لما وصفته بأنه «واقع خطير».

وقال لافروف إنّ هذا الخطر «أصبح ملحاً في ضوء ما تكشف من استخدام متكرر ليس للكيماويات الصناعية السامة وحسب، بل ولعناصر حرب كيماوية كاملة من جانب داعش وجماعات إرهابية أخرى في سوريا والعراق».

جنيف في 9 مارس

في الشأن، أعلن مكتب الموفد الأممي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، أنّ محادثات السلام في سوريا ستستأنف في 9 مارس بدلاً من 7 من الشهر نفسه.

وقال المكتب في بيان إن «محادثات السلام السورية ستستأنف بعد ظهر يوم التاسع من مارس»، مضيفاً أنّ موعد 7 مارس كان مقرراً في البداية لاستئناف محادثات السلام، إلّا أنّ التأجيل كان ضرورياً لإتاحة الوقت الكافي لمعالجة مسائل لوجستية وعملية.

تنفيذ اتفاق

من جهته، قال بيان للأمم المتحدة، إنّ الأمين العام بان كي مون وسيرغي لافروف، اتفقا، أمس، على الحاجة الماسة لتنفيذ اتفاق الهدنة، وعودة الأطراف إلى المفاوضات.

وذكر البيان أنّ «بان شكر لافروف على دوره في تحقيق التقدم الأخير في سوريا»، مضيفاً: «اتفقا على أهمية التحرك على وجه السرعة وبشكل متزامن لتطبيق اتفاق الهدنة، وتقديم المساعدة الإنسانية والعودة للمفاوضات».

لا انتهاكات

بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إنّ بلاده لم تنتهك وقف القتال، وإنها لم تتلق أي شكاوى من المعارضة.

وفيما أعلنت الإدارة الأميركية أنّ مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عقدوا اجتماعاً عبر الفيديو مع مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية تباحث خلاله الطرفان في سلامة العمليات الجوية التي ينفذها البلدان.

أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أنّ الأيام القلائل المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كنا قادرين أم لا على تطوير بعض الزخم الحقيقي تجاه نزع فتيل الصراع، وأنّه اتفق مع نظيره الروسي على أن تكثيف العمل لوضع آلية لضمان أن أي ضربات جوية ستقتصر على استهداف «داعش» وجبهة النصرة.

إلى ذلك، صرح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أنّ «الأميركيين يستخدمون أسلحة معلوماتية في حربهم ضد داعش في العراق وسوريا».

وفي اتجاه معاكس، قال مسؤول كبير من المعارضة، إن الهدنة تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب هجمات الحكومة.

وأعطى رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض أسعد الزعبي، تقييماً متشائماً، مضيفاً: «نحن لسنا أمام خرق للهدنة، نحن أمام إلغاء كامل».

دخول مساعدات

إنسانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بدء دخول عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية إلى مدينة معضمية الشام بغوطة دمشق الغربية، وذلك برعاية الهلال الأحمر. وقال المرصد في بيان، إن المدينة شهدت خلال الأيام والأسابيع الفائتة إدخال مواد غذائية وإنسانية إلى مناطق فيها.

منشورات

لم يجد نظام الأسد حرجاً في إلقاء المنشورات فوق الغوطة الشرقية، محاولاً إغراء أبنائها بالانقلاب على الثوار. وألقى الطيران المروحي التابع للنظام منشورات يدعو فيها الأهالي إلى ما سمّاه حقن الدماء والعودة إلى حضن الوطن.

وتضمنت المنشورات ما يشبه الإغراء لأهالي الغوطة من أجل طرد الغرباء من المسلحين، واعدة أن يؤمن لهم جيش النظام ممراً آمناً، والعفو عمن غرر به وحمل السلاح من أهالي المدينة بشرط أن يسلم نفسه.

Email