لبنان .. السياسة في إجازة وإخفاقات 2015 تثقل 2016

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل لبنان إجازة الأعياد، وسط حال من الانتظار لما سيحمله العام الجديد على مسار أزماته المتطاولة،فيما تتلاحق الدعوات إلى الوحدة والحوار وملء الشغور الرئاسي لإعادة العمل إلى مؤسّسات الدولة، إلا أنه، ومع بدء العد العكسي لنهاية 2015، تراجع الاهتمام بالشأن السياسي، ولم تسجّل الساعات الأخيرة أيّ حراك يتصل بحلّ الأزمة الرئيسة، في ظلّ غياب مستمرّ لأيّ مؤشّر يوحي بانتخاب رئيس جمهورية قريباً، ما يشي بترحيل كلّ الملفات إلى العام الجديد الذي بات محملا بكل خيبات وفشل الذي سبقه.

 أما التسوية اللبنانية، فأدخلت على ما يبدو غرفة إنتظار العام الجديد، و«لم تمتْ»، وفق ما تبين من كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أشار إلى أنها «لا تزال حية»، وباتت المشكلة شأناً داخلياً والخارج لا يعارضها وتلقى الدعم المطلوب من السعودية، مشدّداً على أن المطلوب من جميع القوى معالجة هذا الملف والإسراع في انتخاب رئيس للبلاد.

 وفي مجال متصل، لفتت أوساط سياسية متابعة لمسار التسوية لـ«البيان» إلى أن بعض الجهات لجأت إلى أساليب جديدة لاستمرار الفراغ الرئاسي، من بينها ربط الإستحقاق بالسلّة الكاملة وفي شكل خاص قانون الإنتخاب الذي يدور في دوامة المراوحة من دون إحراز أيّ تقدّم.

وفي ظلّ هذا الجو الرمادي، دخلت البلاد فعلياً في عطلة رأس السنة، وغادر الرئيس تمام سلام وعدد من الوزراء والنواب بيروت إلى الخارج، في ما يشبه إجازة كاملة ماعدا الإجراءات الروتينية التي تتخذها القوى الأمنية لحفظ الأمن في رأس السنة الجديدة.

وفي المحصلة، شلّت العطلة الحركة الداخلية، لكنها لم تجمّد المواقف السياسية، وبقي السؤال معلّقاً لأجل غير مسمّى: هل هي لإعادة التموضعات، أم لإبقاء الأبواب مفتوحة أمام كل الإحتمالات؟

وذلك، لكون المواقف والمحطات التي شهدتها الأيام الأخيرة من العام الجاري إلتقت جميعها على نقل «أثقال» هذا العام إلى العام المقبل، وسط خشية من أن يؤدّي تعطيل التسوية الرئاسية مجدّداً إلى مزيد من التآكل في بنية الدولة ومؤسّساتها، وعودة الإستقطاب إلى الساحة السياسية من دون أن تتمكّن القوى الوسطية الرافضة للإستقطاب بين 8 و14 آذار من تثبيت مسار المبادرة الرئاسية التي تبنّاها الرئيس سعد الحريري ودعمها كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط، وأيّدها سرّاً وعلانية البطريرك بشارة الراعي الذي تعرّض لهذا السبب لحملة من «التيار الوطني الحر»، وصلت إلى حدّ وصفه بالإصابة بـ«الزهايمر الروحي»، الأمر الذي اضطّره إلى إصدار توضيح قال فيه إنه يميّز ما بين المبادرة والشخص المرشّح للرئاسة «أي النائب سليمان فرنجية».

وفي وقت لم يسجّل أيّ تحرك سياسي عملي في شأن الإستحقاق الرئاسي، وتوقف الحديث عن المبادرة التي طرحها الرئيس الحريري في شأن دعم ترشيح النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن تفعيل العمل الحكومي وانعقاد مجلس الوزراء سيكون محور الإهتمام الأول مع بداية العام الجديد، لافتاً إلى أن الأولوية تبقى لانتخاب الرئيس، لأنّ «هذا الإنتخاب، إذا حصل، يحلّ كل المشكلات».

Email