مقتل العشرات في معارك معارضين و«داعش» في حلب

السويداء تنتفض على نظام الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطور هو الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية قبل أربعة أعوام ونصف، انتفضت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا ضد نظام بشار الأسد إثر مقتل رجل دين بارز عُرف بمعارضته للنظام بانفجار سيارة مفخخة اتهم الدروز الأسد بتدبيره، حيث عمت التظاهرات أنحاء المحافظة، وقتل ستة من عناصر الأمن بهجوم لمسلحين دروز.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن العشرات من أنصار رجل الدين وحيد البلعوس خرجوا إلى الشارع وحملوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين اللذين وقعا في السويداء أول من أمس وتسببا بمقتل 28 شخصاً بينهم البلعوس المعروف بمواقفه المنتقدة للنظام، بالإضافة إلى إصابة نحو خمسين شخصاً بجروح. وأضاف المرصد: «قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية خلال هجوم لمسلحين دروز على فرع الأمن العسكري».

وأثار انتشار خبر مقتل رجل الدين الدرزي توتراً شديداً. وأفاد المرصد السوري عن خروج «عشرات السوريين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عدداً من السيارات أمامها. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها». وأشار المرصد إلى أن المتظاهرين «حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء». وقال شاب من سكان السويداء إن منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية.

وأضاف: «سمعت صوت تحطم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا المبنى بالحجارة». وأشار سكان إلى انقطاعات في شبكة الإنترنت وفي الاتصالات الهاتفية.

وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعياناً ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الطائفة الدرزية، وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم. وشهدت السويداء خلال الأيام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان إنها كانت تحظى بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء.

وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. إلا أنه لم يأت على ذكر البلعوس، إلا أن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم نظام بشار الأسد باغتياله ورفاقه. وقال في تغريدة على «تويتر» إن البلعوس «قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام».

معارك مارع

وفي سياق ميداني آخر، قتل 47 مسلحاً على الأقل في معارك بين تنظيم داعش وفصائل معارضة في ريف حلب شمال سوريا. وأفاد المرصد أن 27 مسلحاً من التنظيم الإرهابي قتلوا في المعارك التي دارت حول مدينة مارع التي يحاول «داعش» السيطرة عليها منذ أشهر، وفي القرى المحيطة بها كذلك. ومارع من المعاقل المهمة التي تشكل خزاناً بشرياً للفصائل المعارضة التي تحارب قوات النظام و«داعش». كما أنها تعتبر استراتيجية للفصائل المعارضة نظراً لوقوعها على طريق إمدادات بين الحدود التركية ومواقع هذه الفصائل في الشمال.

تغيّر سياسة

نقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية على موقعها الإلكتروني عن «مصدر رفيع المستوى» لم تذكر اسمه قوله إن فرنسا تدرس توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش في سوريا لتنضم إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وذكرت «لوموند» أن هناك أسباباً يمكن أن تؤدي إلى تغيير السياسة الفرنسية ومنها أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا وبينهم كثيرون فروا من الحرب السورية والفشل في صد «داعش» وتنامي وجود روسيا في المنطقة.

وأضافت الصحيفة إن هولاند ناقش الأمر مع فريقه الدفاعي في اجتماع أول من أمس. ورفض مسؤولون حكوميون التعليق على التقرير وقالوا إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيعبر عن وجهة نظره إزاء الأمر في مؤتمر صحافي غداً الاثنين. باريس - رويترز

Email