الأطراف الليبية طلبت مني التدخل وحل النزاع

السبسي: لن نعيد السفير السوري والوضع الليبي متشعّب

أطلق الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في حديث صحافي، عدة مواقف مؤكداً أنه لن «تعيد السفير السوري والوضع الليبي متشعّب»، بينما ثمن علاقات بلاده بدولة الإمارات.

وقال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في حوار مطول خصّ به قناة «الحوار التونسي» ليلة الجمعة السبت: «علاقاتنا ممتازة مع جميع دول الخليج العربية ومنها دولة الإمارات التي تعتبر علاقاتنا معها خاصة».

وأضاف الرئيس التونسي أن بلاده تعمل على أن تكون لها علاقات جيدة مع جميع الأصدقاء والأشقاء، وأردف «لنا علاقات قوية حاليا مع مصر ودول المغرب العربي ومع دول مجلس التعاون للخليج العربي، ومع فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها» في إشارة منها لتجاوز الأخطاء الدبلوماسية التي أساءت لعلاقات تونس الخارجية خلال فترة حكم الترويكا.

وأوضح السبسي أن السياسة الخارجية التونسية عادت إلى ثوابتها التي عرفت بها منذ عهد الرئيس الحبيب بورقيبة.

الملف الليبي

وقال الرئيس التونسي إن الوضع في ليبيا متشعب ومعقد وأضر كثيرا بأمن تونس وبتوازنات اقتصادها، وشدد على أن بلاده منشغلة كثيرا بالوضع في ليبيا، وهي على علاقة بكل الأطراف في شرق ليبيا وأيضا في الغرب في اشارة لحكومة طرابلس الموازية، مبرزا أن مصلحة تونس هي التي فرضت عليه التعامل مع حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا.

كما أشار الباجي قايد السبسي إلى أن أطراف الصراع الليبي طلبت منه التدخل لحل الأزمة الليبية، إلاّ أنه يرى ضرورة التريث حتى تتوفر الظروف الملائمة لإنجاح أيّ مبادرة تونسية في هذا الشأن.

واعتبر أن طبيعة هذه الأوضاع في ليبيا تجعله على «استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة تونس»، وذلك ردا على سؤال حول استقباله في قصر قرطاج الرئاسي رئيس حكومة طرابلس الموالية للمؤتمر الوطني العام الليبي المنتهية ولايته خليفة الغويل، التي لا تحظى باعتراف دولي، ملاحظا أن «ليبيا لا تملك دولة، كما أن هناك تدخلات أجنبية وكل دولة لها أجندة، ثم أن ليبيا اليوم مهددة بالانقسام وعلينا أن نساير الوضع في ليبيا»، على حد تعبيره.

وأضاف أن الحدود بين بلاده وليبيا «غير مطمئنة وإمكانيات تونس لا تسمح لها بشراء المعدات والتجهيزات اللازمة لحماية الحدود، وبالتالي علينا أن نتفاهم مع كل الأطراف التي طالبت تونس بالتدخل لإيجاد حل للأزمة هناك». وفي ذات السياق قال السبسي إن «المهم هو مصلحة تونس، والتعامل ضروري مع جميع الجهات، ذلك أن تونس متضررة من الأزمة الليبية، حيث تقدر خسائرها من هذه الأزمة بـ5.7 مليارات دولار».

الموقف من سوريا

وحول العلاقات مع سوريا اعتبر الرئيس التونسي أنّ طرد السفير السوري في عهد الرئيس السابق المنصف المرزوقي كان خطأ ولكن مصلحة تونس تقتضي عدم إرجاعه، مؤكدا أن قرار بلاده الوطني مستقل ولا يمكن التأثير عليه من أي دولة شقيقة او صديقة على حد تعبيره.

كما دافع الرئيس التونسي عن الحكومة الحالية وقال إن التلويح بإسقاطها وهم يراود البعض، مشيراً إلى أنه من التجني التسرع بالقول إن الحكومة فشلت بعد 100 يوم من تشكيلها، وذلك بالنظر الى التحديات الكبيرة التي واجهتها وتواجهها، خاصة صعوبة الأوضاع الاجتماعية.

وبيّن الباجي قايد السبسي أن قضية الفوسفات بمنطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة (جنوب غرب) قضية أمن قومي، معتبرا أن المشكل لا يهم أهالي الجهة فقط، رغم أحقيتهم بالأولوية في التشغيل، ولفت الى أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد سيعلن عن إجراءات مهمة للجهة خلال 10 أيام، معتبرا أن هناك لوبيات وتجاذبات سياسية كان لها دور سلبي في قضية الحوض المنجمي، داعيا إلى عدم تعكير عمل الحكومة.

المصالحة الوطنية

وحول مبادرة المصالحة الوطنية أكد الرئيس التونسي أنه لن يتراجع عنها وأن البلاد في حاجة أكيدة إليها كما أنها لا تتناقض مع الدستور ومع مسار العدالة الانتقالية، مشيرا الى أن مؤسسة الرئاسة ستتقدم بمبادرة تشريعية في هذا الشأن إلى مجلس نواب الشعب للنظر في إمكانية إقرارها.

القرضاوي

بخصوص ما تردد عن منعه مؤخرا لدخول يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين إلى تونس قال السبسي إنه لم يمنعه، ولكن غير مرحب به في تونس، ولن أسمح له بدخول البلاد.