تقرير إخباري

حرب نفسية عنوانها رأس الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

 اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين بتقارير وتسريبات متعددة المصادر تتحدث عن اغتيال رئيس النظام السوري بشار الأسد على يد أحد حراسه. وتعتبر التقارير الأخيرة حلقة جديدة من مسلسل الحرب النفسية التي تشنها المعارضة على النظام، وبالعكس، بهدف إضعاف المعنويات وبث القلاقل في صفوف الخصم. واستعرت حرب الإشاعات مع الأنباء عن مقتل رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء رستم غزالة على يد النظام..

فيما روج الأخير إلى رواية إقالته على خلفية نزاع مع رئيس شعبة الأمن العسكري رفيق شحادة. ثم أعلن عن وفاة غزالة بينما لا يزال سبب الوفاة غير معروف بالتحديد، ما بين حديث عن تسميمه وآخر عن قتله بالرصاص وثالث عن «فسخ» بربطه بين سيارتين عقاباً له على نيته الانشقاق، خاصةً أنه اعتبر صندوق النظام السوري في لبنان. وبعد يومين، راجت أنباء عن نقل رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك إلى المستشفى، قبل أن ينفي مصدر مقرب من النظام ذلك ويؤكد بقاءه على رأس عمله.

مقتل الأسد

وفي الساعات الـ48 الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأحاديث عن مقتل الأسد نفسه.

وبدأت الحكاية مع تصريحات لمصدر سوري بأن ضابطا إيرانيا يدعى مهدي اليعقوبي، يعمل حارسا شخصيا للرئيس السوري، أطلق النار عليه لينقل الأسد بعدها سريعا إلى «مستشفى الشامي» في دمشق لإخضاعه للإسعافات اللازمة، قبل أن يفارق الحياة.

وأكد المصدر إصابة مسؤول عسكري بارز في الحادث نفسه، من دون أن تؤكد مصادر النظام السوري الخبر أو تنفيه. وأضاف المصدر أن إطلاق النار على الأسد تم من مسافة قريبة، مشيرا إلى أنه توفي في المستشفى بسبب قصور قلبي ناجم عن فقدانه كميات كبيرة من الدم أثناء نقله إلى المستشفى.

وما زاد من حدة الجدل، أن مدونة «روتر» الاستخبارية الإسرائيلية بثت الخبر نفسه ناقلة تأكيدات من مصادر إعلامية روسية، وزاد لهيبها تناقل بعض المواقع الاخبارية صورة عن تغريدة على حساب قناة «الدنيا» السورية المناصرة للنظام، تؤكد إصابة الأسد: «عاجل: إصابة السيد الرئيس بشار الأسد بطلق ناري ونقله الى مشفى الشامي بعد اطلاق النار عليه من أحد مرافقيه الذي تم شراؤه من قبل الخونة».

نفي الخبر

وما لبث أن نفى المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية السورية ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي. ووصف النبأ بأنه «مثير للسخرية». وتلا ذلك، ظهور الأسد على شاشة التلفزيون السوري خلال مناسبة «عيد الشهداء»، وتصريحاته بأن «كل حرب لها مكاسب وخسارة». وبث التلفزيون الرسمي هذه التصريحات في مدرسة بموقع غير معلوم. وآخر ظهور للأسد يعود لمطلع العام الجاري بعد مشاركته في احتفال بذكرى المولد النبوي في أحد مساجد دمشق.

مشكلة بشار

أكدت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور ان مشكلة تنظيم داعش في سوريا ومناطق اخرى من الشرق الاوسط لن تلقى حلا طالما ان الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة. وقالت باور في مقابلة اجرتها معها شبكة «بي بي اس» التلفزيونية ان الرئيس باراك اوباما على قناعة راسخة انه لا يمكن معالجة مشكلة تنظيم داعش بشكل دائم طالما ان مشكلة الأسد لم تلق حلا.

وتابعت من الأسباب التي تجعل المقاتلين الإرهابيين الأجانب يتدفقون الى سوريا انهم يريدون القتال ضد الأسد وانهم يرونه يشن هجمات بالبراميل المتفجرة والكلور، لا يمكن الفصل بين الأمرين».

Email