أكد أمام المحكمة الدولية تحذيره رئيس الوزراء الأسبق ليلة اغتياله

جنبلاط: الحريري لم يكن يريد معاداة دمشق

ت + ت - الحجم الطبيعي

 واصل رئيس جبهة النضال الوطني في البرلمان اللبناني النائب وليد جنبلاط شهادته أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكشف أنه التقى رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ليلة اغتياله، وحذره حتى اللحظة الأخيرة من استهدافه، مشدداً على أن الأخير لم يكن يريد معاداة دمشق.

وفي اليوم الثالث من إفادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال جنبلاط أمس، إنه التقى رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الراحل رفيق الحريري في 13 فبراير 2005، أي ليلة اغتياله، وحذرهُ حتى اللحظة الأخيرة من خطر استهدافه.

وذكر جنبلاط أن السوريين أرادوا فرض مشروع انتخابي لتحجيمي أنا والحريري، لكننا رفَضناه لأّننا شعرنا أنهم يريدون فرضه لمعاقبة المعارضة اللبنانية، ولو فرضوه بالقوّة، لكانوا ألغونا انتخابياً وبالتالي سياسيّاً.

وأضاف: «تمّ تخويننا أنا والحريري، واعتبرنا عملاء لإسرائيل، وهذا يعني في المفهوم السوري أنّنا كنا قابلَين للتصفية السياسية والجسدية»، موضحاً أن الحريري لم يكن يريد عداوةً مع سوريا وكان يسأل لماذا وضعونا أنا وإياه في خانة الأعداء لسوريا وفي صف الخونة التابعين لإسرائيل وأميركا.

تسجيل صوتي

وفي سياق إدلاء جنبلاط بإفادته، استمعت هيئة المحكمة إلى تسجيل صوتي للقاء جمَع الحريري بوزير الخارجية السوري وليد المعلّم في الأول من فبراير 2005، أي قبل أقل من أسبوعين من اغتيال الحريري، شرح خلاله الأخير للمُعلّم كيف أن مشروع قانون الانتخاب الذي أراد السوريون فرضه في لبنان «كانَ سيؤدي إلى نعراتٍ طائفية».

وقال الحريري للمعلم في التسجيل: «مهما حصل، ستبقى سوريا في قلبي، وأنا تعرضت لكلام قاس من سوريا، والأيام ستثبت من كان صائباً ومن كان مُخطئاً، لكن اعلموا أن مشروع قانون الانتخاب الذي تُريدونه وُضِعَ بكيديّة ويثير النعرات..

لأنّنا اتفقنا مع المسيحيّين أن يُحكم لبنان بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين». وبعدَ انتهاء التسجيل الصوتي، واصل جنبلاط الإدلاء بإفادته، فقال: «النظام السوري أرسل المعلم للقاء الحريري لجس النبض، لكنّهُ كانَ في الوقت عينه يعدّ لعملية اغتياله». وأضاف أنه لم يكن ممكناً عبر التحقيقات أن نصل إلى أي نتيجة تدين سوريا بجريمة الاغتيال لأن الأجهزة الأمنية أخفت كل المعلومات.

علاقات دبلوماسية

ولفت إلى أنه في يناير 2005 دعا للمرة الأولى إلى علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، «فكان لا بد من تبادل السفراء، واعتبرت أن العلاقات الدبلوماسية جزء من الاعتراف بالدولة اللبنانية من قبل سوريا». وأكد أنه «من الطبيعي أن يثير هذا الموقف حفيظة السوريين لأنني كنت أطالب باستقلال لبنان، كما ان حزب البعث العربي لا يعترف بالكيانات الصغيرة وكنت أريد علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين. كانت هذه خطوة من الخطوات التي تؤكد أن هناك بلداً مستقلاً اسمه لبنان. ولا أعلم لماذا وافق السوريون بعد اغتيال الحريري على إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان».

قانون الانتخابات

وأكد جنبلاط أن «الأولويات التي كانت عندنا أنا والحريري هي الفوز بالانتخابات وقانون الانتخاب كان هو الأساس، بالإضافة إلى كيفية تطبيق الطائف». وأردف: «رفضنا مشروع قانون انتخاب بسبب التقسيمات لبيروت لغير صالح الحريري وتقسيمات في الجبل لغير صالحنا وتطال الجو العريض للمعارضة. وكان مستحيلاً وجود هيئة انتخابات مستقلة بسبب انحياز الحكومة لسوريا».

وتابع: «لم تتم صياغة قانون الانتخاب بل كان هناك مشروع قانون كانوا يريدون تمريره عبر وزارة الداخلية التي كان سليمان فرنجية وزيراً عليها». وأكد أن «الموالاة هي الفريق العريض الموالي لسوريا وفرنجية بصفته وزيراً في الحكومة يهدد أننا (سنتصرف على طريقتنا). فماذا يقصد على طريقته؟ ويتحدث وكأنه من موقع رئيس عصابة وهو وزير. فكيف يحق له أن يتحدث هكذا وهو وزير في الحكومة؟».

الحوار مع حزب الله

ذكر النائب جنبلاط في إفادته أنه لم يكن هناك في العام 2004 أو 2005 أي نقاش حول موضوع سلاح حزب الله. ولفت إلى أنه «كان لا بد من الحوار مع الفريق الآخر بغض النظر عن رأيه السياسي ولا يمكننا أن نلغي الآخر وحزب الله جزء من لبنان. إذاً لا بد من حوار داخلي والطائف لا يطبق على الجيش السوري لذلك لا بد من حوار معهم».

Email