استعراض عسكري غير مسبوق للمعارضة السورية

 

بعد عودة قائد جيش الإسلام السوري المعارض زهران علوش من تركيا، حضر عرضاً عسكرياً في الغوطة الشرقية بمناسبة تخريج 1700 مقاتل من اختصاصات عسكرية عدة. غير أن هذا الاستعراض الذي وصف بأنه الأكبر من نوعه منذ اندلاع الصراع العسكري في البلاد، تلقى موجة من انتقادات حادة من جهة استمرار العرض نحو ساعتين في وضعية مكشوفة داخل الغوطة الشرقية المحاصرة، مصحوباً بصبغة النهج المتشدد المتعارض جذرياً مع تطلعات الثورة السورية.

طقس وانسحابات

وجرى إحياء حفلة التخرج العسكري في مشهد يوحي بنوع من الاستقرار والهدوء، مع وجود منصة كبيرة بمكبرات صوت على وقع تصاعد دخان دبابات، وقائد محاط بحشد عسكري لافت، في طقس أقرب ما كان يجري مع قيادة الأركان العسكرية العائدة النظام السوري، ليطال انتقادات موجهة ضد جيش الإسلام بفعل امتلاكه ترسانة عسكرية وبشرية من دون بذل مساعٍ كبيرة في فك الحصار عن الغوطة الشرقية، ورفد جبهات أخرى موازية في دمشق وريفها بالقدرة البشرية والسلاح المطلوب.

استهداف ومراقبة

وأثار منتقدي علوش من معسكر المعارضة نقطة أخرى ضده حيال هذا الاستعراض العلني دون أن يقوم طيران النظام باستهداف مقر الاستعراض، على اعتبار أن النظام يملك محطات تنصت ومراقبة قادرة على كشف تحركات الخصوم على معظم الأراضي السورية بدقة متناهية، واعتبروا أن هذا الأمر قد يعود إلى ثلاث فرضيات رئيسة، أولاً، أن النظام لم يكن يعلم بوجود توقيت عرض عسكري في تلك البقعة العسكرية داخل الغوطة الشرقية، نظراً إلى عدم إيلائه أهمية بخطورة جيش الإسلام..

وتالياً ترك الأمر من دون المراقبة. ثانياً، أن النظام كان يدرك توقيت العرض، غير أنه يراد تحقيق غايات سياسة محددة وراء عدم قصف الموقع المذكور، ثالثاً، أن النظام قد وقع مع علوش في وقت سابق، اتفاق ضمني أقرب إلى الهدنة المتبادلة، علاوة على أن جيش الإسلام يملك مضادات طيران تحمي المعسكر، وهذا بدوره يضع إشارة الاستفهام عن عدول استخدام هذه الصواريخ ضد طيران النظام.

الأكثر مشاركة