تقارير البيان

«الإخوان» تخوض حرباً لتشويه الحياة الحزبية في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتوان جماعة الإخوان الإرهابية عن تحطيم كل العناصر التي قد تكون سبباً في نهوض الدولة المصرية، وفي هذا الصدد لم تجد في الوقت الراهن أهم من الحياة الحزبية التي تعول عليها أية دولة في بناء حياة سياسية وتشريعية سليمة ومتوازنة، لكي تستهدفها وتقضي عليها، مستغلة في ذلك حالة الضعف والانقسام التي تضرب الحياة الحزبية في مصر.

وعلى الرغم من أن استهداف الإخوان للحياة الحزبية في مصر ليس أمراً جديداً أو مستجداً، وإنما هي سياسة الجماعة منذ تأسيسها استناداً إلى مبدأ «فرق تسد»، إلا أنه بحسب تصريحات مصادر مطلعة، فإن أحد أهم عناصر مخطط الجماعة في الوقت الحالي لإفساد الحياة الحزبية من أجل العودة المستترة للبرلمان، هو عنصر الاختراق.

عنصر الاختراق

وفيما تؤكد هذه المصادر أن الأحزاب معظمها مخترقة من قبل عناصر من الإخوان، حتى تكون الجماعة لها عنصر سيطرة وتحريك للأمور داخل الأحزاب، ومن ثم تفتيتها من الداخل، يرى مراقبون أن محاولات الجماعة للقضاء على الحياة الحزبية الآن، تأتي كرد فعل طبيعي على حالة الإقصاء التي تواجهها الجماعة في الوقت الحالي على الساحة السياسية.

وعدم مشاركة الجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وعليه فإن تحطيم الأحزاب، والعمل على تشويهها، سيجعل المصريين يشكون في قدرة هذه الأحزاب على تحقيق مطالبهم، ويصبح لا خيار أمام المصريين سوى المستقلين من المرشحين في الدورات البرلمانية المقبلة، وهو ما يمثل فرصة للجماعة في العودة المستترة إلى البرلمان، لاسيما أن الجماعة تدرك جيداً مفاتيح اللعبة الانتخابية، وكيفية الحشد التصويتي.

آلية التشويه

من جانبه، يؤكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية طارق أبو السعد، أن الجماعة معتادة على استخدام التشويه كآلية لتنفيذ مخططها في تحطيم خصومها، وهو ما تقوم به الجماعة في الوقت الحالي في خصومتها مع الأحزاب، التي تمثل تهديداً حقيقياً على مستقبل الجماعة في العودة مجدداً للحياة السياسية، مشيراً إلى أن هذا التشويه سيتضمن ترويج شائعات حول خصومهم.

سواء كانت في ذممهم المالية أو تاريخهم السياسي، وما إلى ذلك من الأكاذيب، إضافة لبث الإحباط في نفوس المصريين من الأداء الضعيف للأحزاب على الساحة السياسية وفي الشارع، لاسيما أن الأحزاب المصرية تعاني من عدم التواصل مع الشارع.

وأضاف أبو السعد أن الجماعة سوف تعتمد في تنفيذ مخططها على وسائل الإعلام المحسوبة عليهم، ومن خلال صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، ستقوم بتصدير صورة سلبية حول الأحزاب وأدائها.

مهاجمة الأحزاب

أوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية خالد الزعفراني، أن الجماعة تشن هجوماً عنيفاً على الأحزاب المصرية المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقلة، وبالتحديد حزب النور السلفي، نظراً لتخوفها من أن يكون حزب النور هو الوريث الشرعي لتركة الجماعة كممثل للتيار الإسلامي في البرلمان، بعدما كان التحدث باسم الدين حكراً على جماعة الإخوان.

وأشار إلى أن الجماعة تخوض هذه الحرب في تحطيم وإضعاف وتفتيت الحياة الحزبية في مصر أيضاً، من أجل أن تثبت للغرب أنه لا حياة سياسية وحزبية قوية سوى بوجود جماعة الإخوان، لكي يتم الضغط من خلال هذه الورقة لكي تعود الجماعة مرة أخرى للمشهد، بعدما أن تثبت من خلال ضعف الأحزاب الأخرى أنها التيار السياسي القوي والمنظم الوحيد على الساحة السياسية المصرية.

Email