تفاقم معاناة النازحين في إقليم كردستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكو نازحون في مخيمات النزوح بأربيل والسليمانية ودهوك في إقليم كردستان العراق من وطأة البرد والثلوج التي تسببت في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن والمرضى، ويدعون الحكومة المركزية إلى تقديم المزيد من الدعم الإنساني لهم لرفع تلك المعاناة والعمل على تحرير مناطقهم من قبضة تنظيم داعش ليتسنى لهم العودة إلى ديارهم.

ويسيطر التنظيم على معظم مناطق محافظة الأنبار، الأمر الذي دفع سكان تلك المناطق إلى الهرب منها وترك ديارهم ومنازلهم نتيجة العمليات العسكرية والمعارك العنيفة التي تشهدها مناطقهم خشية أن ينفذ «داعش» أعمالاً إجرامية بحقهم، ولجأوا إلى إقليم كردستان مع مهجرين من محافظات ديالى والموصل وصلاح الدين التي يسيطر عليها الإرهابيون.

معاناة ووفيات

ويقول النازح عبد الرزاق محمد، 33 عاماً، إن «عشرات الآلاف من العائلات النازحة تسكن في مخيمات لا تتوفر فيها مستلزمات الحياة البسيطة وقد داهمتها الأمطار والثلوج وتسببت بمعاناة شديدة للنازحين».

ويضيف إن «تلك المعاناة تسببت في وفيات عدة نتيجة البرد وغياب المدافئ والأغطية في خيام النازحين». وبحسب معلومات أدلى بها ناشطون في مخيمات أربيل ودهوك والسليمانية، فإن أعداد الوفيات كبيرة وخاصة عند الولادات الجديدة وكذلك كبار السن والمرضى مع غياب الرعاية الصحية.

وقال الناشط محمد علي إن «الإحصائيات الأولية تشير إلى وفاة حوالي 50 يومياً وهذا يعني أن هناك 1500 حالة وفاة في الشهر»، مطالباً الحكومة العراقية ومنظمات دولية بـ«بذل جهود استثنائية للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في المخيمات».

ويوجد فيها، فضلاً عن مخيمات أخرى عدة في كركوك وبغداد والنجف وكربلاء والبصرة وميسان والسماوة، نازحون من محافظة الأنبار هجروا ديارهم منذ مطلع العام الماضي وكذلك من محافظات أخرى مثل نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك. وأخفقت الحكومة العراقية في معالجة أوضاع اللاجئين على الرغم من حشد أكبر حملة إغاثة بمشاركة سبع وزارات برئاسة نائب رئيس الحكومة صالح المطلك.

إطاحة وتخصيص

وكادت أزمة إخفاق الحكومة لإغاثة النازحين أن تطيح بالمطلك على الرغم من تخصيص مليارات الدولارات لإغاثة النازحين بمشاركة الأمم المتحدة وبلدان أخرى، حيث تبرعت المملكة العربية السعودية وحدها بمبلغ 500 مليون دولار لإيواء النازحين العراقيين.

وحذرت حكومة إقليم كردستان العراق من حدوث كارثة إنسانية خطيرة في صفوف اللاجئين جراء موجة الثلج وانتهاء المبالغ التي خصصتها دول ومنظمات تابعة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول لجنة النازحين من محافظة الأنبار في إقليم كردستان عيسى العداي إن المخيمات «تعاني نقصاً في الخدمات الصحية والخدمات الأخرى ومن قلة الكوادر لقلة الأموال مع وجود أعداد كبيرة منهم خارج المخيمات في هياكل المباني والمنازل غير المكتملة والخيام».

Email