ارتياح للمسار العسكري والسياسي في لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لليوم الـ288 على التوالي، لا يزال لبنان من دون رئيس للجمهورية، في حين عاد التركيز محلياً على عنوانين: الاستقرار الأمني في الداخل وعلى الحدود، وانتخاب رئيس جديد من أجل إعادة دورة الحياة السياسية والدستورية إلى طبيعتها. وفي هذا الوقت، تستمرّ الحوارات القائمة في محاولة للوصول إلى مساحات مشتركة تُجنّب لبنان حروب المنطقة.

ومع استئناف الحكومة اجتماعاتها على قاعدة التوافق واستعداد رئيسها تمام سلام للسفر إلى مصر للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ وبعده في القمّة العربية، ومع تزايد أيام الشغور الرئاسي، أضاف الجيش اللبناني إنجازاً آخر إلى سجلّ إنجازاته تَمثل بالقبض على أحد أخطر المطلوبين الإرهابيين وهو «أبي حارث الأنصاري» كان شارك في الاعتداءات على مراكزه في جرود عرسال وشهد على ذبح العسكريين اللبنانيين، حيث أدلى بمعلومات حول طبيعة عمل التنظيمات الإرهابية وقادتها.

وأطلقت مصادر أمنيّة عليه تسمية جديدة هي «الصندوق الأسود» للإرهابيين بعد ما كشفه من معلومات خلال التحقيق. وفي خضمّ الخوف من الوضع الأمني على الجبهة الشرقية، ولا سيما بعد المعلومات عن حشد جبهة النصرة المزيد من قواها تمهيداً للقيام بعمليات عسكرية على جبهة القلمون، انشغلت الساحة المحليّة بالإنجاز النوعي الذي حقّقه الجيش اللبناني فيما يخص عنصر «داعش» الذي كان شاهداً على ذبح العريف علي العلي، وكشف هوية من أقدم على ذبح العسكريّين علي السيد وعباس مدلج، إضافة إلى معلومات حول طبيعة عمل التنظيمات الإرهابية وقادتها.

4 نقاط

وفي وقت كان سلام، بصفته القائم مقام رئيس الجمهورية، يتلقّى دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور القمة العربية، والتي ستسبقها مشاركته في المؤتمر الاقتصادي الجمعة المقبلة، كان سفير الولايات المتحدة في بيروت ديفيد هيل يُحدّد أربع نقاط قوة يتمتع بها لبنان. ومن بين تلك النقاط: «دعم بلاده المستمر مع دول أخرى للاستقرار اللبناني، واستعداد الجيش اللبناني للدفاع بشجاعة عن الوطن اللبناني، وحدة الدولة اللبنانية في وجه الإرهاب، وتميّز لبنان مع أصدقائه بقيمه عن المتطرّفين البرابرة». ورأى أن على اللبنانيين الإقلاع عن سياسة الانتظار لما وصفه «أيّ صفقات خارجية لتعيين رئيس».

شغور ورغبتان

وبحسب مصادر معنيّة، فإن الشغور الرئاسي تتقاذفه رغبتان: الأولى تريد إبقاءه معلقاً على خشبة التجاذبات الإقليمية، والثانية تدفع في اتجاه أن يكون صناعة لبنانية بمكونات الحوار الدائر بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والذي ينتظر في الساعات المقبلة ردّ «القوات» على ورقة «إعلان النيات» في وقت تبقى الرئاسة بنداً أول في الحوار.

«14 آذار»

تواصل «قوى 14 آذار» التحضيرات للاحتفال بالذكرى العاشرة انطلاقا مما قرّرته «خلوة البيال» (وسط بيروت) في الثاني من الشهر الجاري تحت عنوان «إنعاش الذاكرة». وأشارت المعلومات التي توافرت لـ«البيان» الى أن هذه القوى «ستعمد إلى الإعلان عن وثيقة تحت عنوان سياسي، فضلاً عن فكرة إنشاء المجلس الوطني التي تخضع بدورها للدراسة والتشاور، غير أن برنامج الاحتفال بالذكرى لم يكتمل بعد لناحية هوية المتكلمين وبعض النقاط التنظيمية من بينها مكان الاحتفال».

Email