السيسي: أمن مصر الإقليمي يمر عبر دول الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أمن مصر الإقليمي يمر عبر دول الخليج وعبر عن شكره  وتقديره لمواقف المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت الداعمة لمصر .. وشدد على أن مصر وشعبها لن ينسوا هذه المواقف أبدا.

وقال السيسي في حوار مع سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة " الشرق الأوسط " التي تصدر من لندن إن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا الاهتمام الكافي.. وسأبحث في الرياض خلال زيارتي المرتقبة لها حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب.
 
وردا على سؤال حول وعوده التي أطلقها خاصة ما يتعلق بتحقيق الحرية والعدالة بعد 8 أشهر من انتخابه رئيسا لمصر قال الرئيس المصري إن رحلة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ممتدة حتى تتحقق، لأن مراحلها كبيرة في بلد تعداد سكانه 90 مليون نسمة.. ولعل السؤال هنا هل الإرادة الشعبية تصب في كل هذه المطالب لتحقيقها وإجابتي: إنني أقدر كثيرا الشعب المصري وأتمنى أن أفعل كل شيء للمصريين وبما يتناسب وتطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه.

وأضاف أن مصر مرت بحالة ثورة خلال 4 سنوات ماضية إلا أن الشعب المصري واع جدا ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما، وبالتالي لا بد أن نعترف بأننا سنأخذ وقتا في ذلك لكننا قمنا أولا بالحفاظ على دولة المؤسسات ودعمها، بعد أن تعرضت لهزة كبيرة على مدار ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. وبالتالي كان لا بد أن تستعيد مكانتها وأن نقوم بتحسين أداء الدولة.. موضحا أن إدارة دولة مثل مصر بحاجة لتوازنات وأولويات حتى تستقر كل الأوضاع.

وحول أهم إنجازاته خلال ثمانية أشهر قال السيسي إن ما قمنا به خلال تلك الفترة ليس بالقليل فلدينا مثال في مشروع قناة السويس الجديدة من المفترض أن يستغرق تقريبا 5 سنوات، لكننا وعدنا بتنفيذه خلال عام وسيفتتح في شهر أغسطس المقبل.. وهذا العمل يعزز قدرة مصر كشريك للتجارة العالمية من خلال قناة السويس.. المثال الثاني العمل على إنشاء شبكة قومية للطرق بطول 3600 كيلومتر والانتهاء منها أيضا خلال شهر أغسطس المقبل مع رفع أداء شبكة الطرق القديمة.. ثالثا: وضعنا خريطة إدارية للمحافظات يمكن من خلالها إضافة أراض جديدة بواجهة صحراوية وواجهة أخرى على الشواطئ وهو ما يسمح بزيادة القدرة الاستثمارية للمحافظات وتوسيع مساحتها.. حتى أزمة الكهرباء استطعنا التخفيف من حدتها بإضافة 360 ميغاوات على الشبكة.. ونقوم حاليا بعمل دراسات دقيقة لزراعة 4 ملايين فدان والبداية ستكون بمليون فدان وفي الوقت نفسه نعمل على توفير البنية الأساسية والخدمات الخاصة بهذه المساحة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية الرئيسية مثل موانئ دمياط والسويس والبحر الأحمر وبورسعيد.. كل هذه الخطوات والإجراءات تمت خلال الأشهر الثمانية الماضية ونحن حاليا في طريقنا لإنجاز كل ما تحتاجه التنمية في مصر وسوف يكون المؤتمر الاقتصادي الذي سيقام الشهر المقبل في شرم الشيخ، فرصة لعرض عدة مشاريع حيوية واستراتيجية تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصري.. وسوف نعلن عن قانون الاستثمار الموحد واتباع نموذج  الشباك الواحد  للتيسير على المستثمرين، فضلا عن تسوية الأزمات التي كانت تحدث مع المستثمرين والتي نعترف بأنها أفقدتهم جزءا من الثقة كما نقوم بعمل ذلك مع المستثمرين على المستوى المحلي والعربي والدولي.. ويجب ألا ننسى أن السنوات الأربع الماضية كانت لها ظروفها الاستثنائية ".

وردا على سؤال حول زيارته للسعودية غدا الأحد كأول زيارة رسمية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم وما الذي سيتم مناقشته خلالها أكد السيسي أنه ستكون هناك مباحثات هامة وبناءة وقال " سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها والتطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب".

وعن نظرته لعلاقة القاهرة مع طهران أوضح الرئيس المصري أن لدينا 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج.. الأول: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والثاني: أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: " مسافة السكة" التي تحدثت عنها سابقا.. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة.. وقال " تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد" .

 وحول هل " مسافة السكة" لا تزال نفس المسافة السابقة قال : "  أكيد ولماذا تتغير .. خلي بالك عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء في الأمر لا اليوم ولا غدا".

 وعن الإرهاب والخطر الذي يمكن أن يتهدد مصر أكد أن الإجابة على هذا السؤال يجب أن تسمعها من الآخرين وليس منا، لأنني شخصيا حذرت ومنذ عامين في خطابات كثيرة عربيا ودوليا، من أن هناك خطورة من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق وكذلك ليبيا.. وحذرت وأبديت مخاوفي من تحول المنطقة إلى ساحة جاذبة للإرهاب.. وما زلت أحذر من المخاطر الحقيقية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، ولذا طالبت بأن يكون العمل جماعيا حتى نستعيد الأمن، لأن استعدادنا معا يطرد الإرهاب من بلادنا، أما تركنا له فهو يعزز من اشتعال البيئة الحاضنة للإرهاب في كل مكان، في مصر والعالم العربي وحتى في دول الخليج .

وردا على سؤال حول تحفظ مصر على المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب في العراق وسوريا والاكتفاء بمشاركة رمزية قال السيسي : " اسمح لي أن أقول إن وصف التحفظ كلمة غير دقيقة، وسبق أن أعلنت مصر منذ اليوم الأول أنها مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأكدت  ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين استراتيجية وشاملة، لأن العمل العسكري والأمني فقط غير كاف.. والأكثر من ذلك أننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصروقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل ".

وحول كيفية  القضاء على تنظيم  داعش   أوضح أن الاجابة عن هذا السؤال تكون من خلال وحدتنا والتي أعتبرها أول خطوة على طريق القضاء على الإرهاب، والوحدة هنا بمعنى التنسيق والتعاون الشامل في كل المجالات لأنني أرى أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها في عمل عسكري وأمني فقط، وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا في المنطقة.. ولدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين.

وأكد ضرورة التحرك الجماعي وقال :"  أعني دورا عربيا مشتركا ولا يقتصر على الدور السعودي والمصري والإماراتي كل على حده.. لا أنا شخصيا، ولا مصر لا نبحث عن دور وإنما عن حالة عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات" .

 وحول وجود مشروع محدد في هذا الشأن قال : "  نحن نتشاور مع أشقائنا بشأنها وهي قوة عربية مشتركة" .
 

Email