«القاعدة» المستفيد الأكبر من فوضى اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع انهيار الحكومة في اليمن، خسرت الولايات المتحدة شريكا يعتمد عليه في حربها ضد تنظيم القاعدة في اليمن مع ما يمكن ان يترتب على ذلك من انعكاسات صعبة، حسبما افاد مسؤولون وخبراء.

وقد ينجم عن ذلك تعاظم نفوذ تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي ستكون لديه حرية اكبر بالتحرك في الفوضى السياسية التي تشهدها البلاد وبعيدا عن ضغوط الجيش الذي تلقى تدريبا بايدي القوات الاميركية.

وقال المنسق السابق لمكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية دانيال بنجامين ان «المجموعات الارهابية تستفيد من الفوضى والتهديد ازاء الغرب يمكن ان يزداد».

ويعتبر اليمن الركن الاساسي في الحرب التي تشنها واشنطن ضد التنظيم بالنظر الى خطورة هذا التنظيم الذي تبنى الاعتداء الدامي على صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة في باريس كما ارتبط بعدة محاولات لتفجير طائرات متوجهة الى الولايات المتحدة.

تقاسم المعلومات

وكانت الولايات المتحدة تعتمد حتى الآن على الحكومة اليمنية لتقاسم المعلومات الاستخباراتية حول الفرع اليمني للتنظيم خصوصا وان الحكومة اجازت لواشنطن شن غارات بواسطة طائرات بدون طيار ضد زعماء في التنظيم بالاضافة الى نشر عناصر من الوحدات الخاصة في البلاد.

واقر مسؤولون اميركيون بانهم غير واثقين الى ما ستؤول اليه حملة مكافحة الارهاب بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة وفي حال حصول مواجهات مع الحوثيين.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية: «كان اليمن شريكا مهما في مكافحة الارهاب».

واضاف: «لم يعطوا ترخيصا لتنفيذ عمليات اميركية بل يتولون الامور بانفسهم على الارض... لا احد يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك».

واذا شكلت حكومة جديدة وقررت الغاء تعاونها مع الولايات المتحدة فسيترتب على واشنطن اتخاذ اجراءات عسكرية «احادية الجانب» ضد «القاعدة»، بحسب المسؤول نفسه.

زوال الوجود العسكري

وقال ادم شيف النائب الديموقراطي في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب ان الازمة «احدثت بلبلة» في جهود مكافحة الارهاب في اليمن.

واضاف شيف لشبكة «ام.اس.ان.بي.سي» ان «امكان حصول نزاع بين السنة والحوثيين سيزيد من نفوذ وقدرة تنظيم القاعدة على العودة الى البروز في اليمن».

واعتبر العنصر السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بروس ريدل والذي عمل مستشارا لعدد من الرؤساء الاميركيين انه سيكون صعبا ابقاء السفارة الاميركية مفتوحة في حال حصول عنف في صنعاء وهذا سيعني ايضا توقف المساعدات التي تقدمها القوات الاميركية الى الجيش اليمني.

وقال ريدل من معهد «بروكينغز»: «اذا اغلقت السفارة فان القسم الاكبر من الوجود العسكري الاميركي على الارض سيزول».

وفي تلك الحالة سيتعين على واشنطن الاعتماد فقط على غارات الطائرات بدون طيار دون مساعدة من القوات المحلية ودون معلومات استخباراتية يتم الحصول عليها من مقاتلين معتقلين.

واضاف ريدل ان توقف التعاون الحالي سيكون معناه «غارات اكثر في المستقبل»، لكن بدون دعم او موافقة من صنعاء. وأردف: «اعتقد ان تنظيم القاعدة سيكون احد اكبر المستفيدين من انهيار الوضع في اليمن».

Email