عشرات القتلى من التنظيم الإرهابي في معارك العراق

البيشمركة تستعيد 100 كيلومتر من «داعش»

مقاتلون من البشمركة في أربيل يحتفون بالعلم الكردي تزامناً مع المعارك ضد داعش ــ أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعادت القوات الكردية مدعومة بطائرات التحالف الدولي قرابة 100 كيلومتر مربع من الاراضي بالقرب من سنجار منطقة في ثاني يوم من هجوم البيشمركة الواسع على «داعش»، في وقت قتل عشرات الإرهابيين في قصف جوي ومعارك في عدد من المحافظات العراقية، فيما كشفت اللجنة النيابية المكلفة بالتحقيق في أسباب سقوط الموصل عن وجود خيانة سياسية وعسكرية وراء اجتياح التنظيم الإرهابي للمدينة.

وقال قائد الحملة الجوية للتحالف الدولي الجنرال الأميركي جيمس تيري للصحافيين ان طائرات التحالف الدولي شنت خلال الايام الأخيرة أكثر من 50 ضربة جوية «أسفرت عن السماح لهذه القوات (الكردية) بالمناورة واستعادة قرابة 100 كيلومتر مربع من الاراضي بالقرب من سنجار». وأضاف تيري أن أول الضربات الجوية الأميركية بدأت منذ أربعة شهور فقط وتحتاج إلى صبر مشيرا إلى أن الأمر قد يستغرق «ثلاثة أعوام على الأقل» للقضاء على «داعش»، لافتاً إلى أن التحالف شن 1361 غارة منذ بدء العمليات.

قصف مدفعي

وفي إطار الهجوم الذي بدأته البشمركة أول من أمس لاستعادة منطقة سنجار من يد التنظيم، تقوم المدفعية الكردية بقصف مواقعه تزامناً مع غارات جديدة للتحالف بقيادة واشنطن. وتمكن الاكراد من استعادة ثماني مناطق، بعد تمهيد جوي مكثف. وشنت المقاتلات غارات جديدة قرب منطقة تلعفر في شمال العراق، وهي من أولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم، بحسب مسؤول كردي.

وقال مدير قوات الأمن الكردية (الاسايش) في زمار أنور ابراهيم: «قصفت طائرات التحالف ناحية عياضة على مسافة 15 كيلومتراً شمال غرب تلعفر». وأضاف أن البشمركة تقصف المنطقة نفسها «بالمدافع وراجمات الصواريخ»، متحدثا عن وجود «قوات كبيرة تهيئ نفسها للهجوم على سنجار». وأوضح مسؤولون في البشمركة أن حدة الاشتباكات تراجعت، وان العمليات العسكرية تقتصر على الغارات الجوية والقصف المدفعي.

إلى ذلك، رجح بيان لمجلس الامن الكردي سقوط أكثر من 80 قتيلاً من عناصر التنظيم. وعرض عناصر من البشمركة صورا لعدد من الجثث على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتهدف العملية العسكرية الى استعادة منطقة سنجار التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في اغسطس. وكانت هذه المنطقة موطن الاقلية الايزيدية التي تعرضت الى إبادة على يد التنظيم، بحسب الأمم المتحدة، شملت قتل المئات من ابنائها وخطف آخرين، وسبي النساء والفتيات.

قتلى التنظيم

في السياق، أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، بأن أكثر من 31 عنصرا من تنظيم داعش بينهم مسؤول عمليات التفخيخ قتلوا باشتباكات مسلحة وعملية خاصة جنوب تكريت. وفي قضاء بيجي، قتل 14 عنصرا من التنظيم فيما تم تدمير ست عجلات مسلحة تابعة لهم، بقصف جوي. كما قتل ستة إرهابيين باشتباكات مسلحة مع قوة أمنية مسنودة بأبناء العشائر في قضاء الدجيل.

لجنة الموصل

من جهة أخرى، كشفت اللجنة النيابية المكلفة بالتحقيق في أسباب سقوط مدينة الموصل، عن أن اجتماعها الأول مع كبار القادة السابقين المسؤولين عن الموصل قبل سقوطها، أسفر عن معلومات تؤكد وجود خيانة سياسية وعسكرية وراء سقوط الموصل.

وبحسب عضو اللجنة النائب محمد الكربولي، إن اللجنة استضافت قيادات عسكرية، وستكون هناك استضافة لقيادات أخرى، لأن ما جرى في الموصل ليس خيانة سياسية فقط، بل وعسكرية أيضاً. وكانت اللجنة التحقيقية المكلفة بالكشف عن أسباب وحقائق سقوط الموصل باشرت بأعمالها الرسمية باستضافة معاون رئيس أركان الجيش السابق الفريق الأول عبود قنبر، وقائد القوات البرية السابق الفريق الأول الركن علي غيدان، وقائد الشرطة الاتحادية السابق الفريق الركن محسن الكعبي، لأجل الوقوف على جميع حقائق سقوط المدينة.

وأعلن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية المعنية بملف سقوط الموصل، النائب ماجد الغراوي أن اسم محافظ نينوى أثيل النجيفي غير موجود على لائحة اللجنة التحقيقية.

إعدام

أقدم تنظيم داعش الإرهابي على ذبح ما زعم أنه «ساحر» في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بحسب منتديات الكترونية جهادية وشهود عيان. إلا أن الروايات تضاربت حول هوية الرجل، إذ قال البعض إنه انتسب حديثا الى الشرطة العراقية، في حين قال آخرون إنه رجل دين صوفي. وأظهرت صور نشرها منتدى الكتروني يعنى بأخبار الجماعات الإرهابية تنفيذ حكم الإعدام ذبحاً في ناحية العلم شمال مدينة تكريت.

مؤتمر أربيل يدعو إلى إبعاد الميليشيات عن المعارك

 

دعا «المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف» الذي عقد في أربيل أمس بحضور ممثلين عن القوى العراقية السنية أبناء العشائر إلى التطوع في الجيش والحرس الوطني لقتال تنظيم داعش، رافضاً تولي الميليشيات مهمة تحرير الأراضي ودعا الحكومة إلى لجم الممارسات الطائفية لهذه الميليشيات.

وقال القيادي في تحالف القوى الوطنية رافع العيساوي الذي تلا نص توصيات «المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف» في أربيل إن «المؤتمر خلص الى توجيه التحية والشكر لإقليم كردستان رئاسة وحكومة وشعباً لتسهيل عمل المؤتمر واستيعاب نازحي محافظاتنا في الإقليم وتخفيف معاناتهم».

وأضاف العيساوي في المؤتمر الذي حضره ممثل الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف أن «المؤتمر يدعو الى وحدة أبناء عشائرنا العربية الأصيلة جميعاً للوقوف بوجه هذه الهجمة الإرهابية وتشجيع ابنائهم للتطوع في الجيش والحرس الوطني بما يحقق تحرير هذه المحافظات من هؤلاء القتلة وجرائمهم ودعوة الحكومة للإسراع بتسليح المتطوعين».

ودعا العيساوي الحكومة «للالتزام ببرنامجها الحكومي المعلن وإنهاء جميع مظاهر التسلح ولجم الميليشيات وأعمالها الإجرامية لمنع الاحتراب الطائفي، وإعادة هيكلة الجيش العراقي بما يضمن عودة الكفاءات.. لبناء جيش حرفي متوازن من جميع مكونات الشعب العراقي».

وأشار الى أن «المؤتمر يؤكد بأن مهمة تحرير المدن والمناطق المحتلة من قبل داعش هي مهمة أبناء هذه المحافظات وبمساعدة القوات الأمنية الرسمية حصراً وإن تجاوز ذلك يعقد المشهد أكثر في هذه المحافظات». وأوضح العيساوي أن المؤتمر شكل ثلاث لجان لمتابعة تنفيذ توصياته وقيام كل محافظة بعقد مؤتمرها الخاص للوصول الى الأهداف المتفق عليها.

Email