«بيت المقدس» يبايع «داعش» وتوقعات بتصاعد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أن أثير الجدل على مدار الأسبوع الماضي حول حقيقة مبايعة تنظيم أنصار بيت المقدس في مصر، لتنظيم داعش الإرهابي، تم حسم الأمر، أمس، عبر مقطع صوتي بثّته الجماعة تعلن خلاله مبايعتها رسميا للتنظيم، الأمر الذي يلقي بظلاله حول تداعيات خطيرة لتلك البيعة على الأوضاع في مصر، وشكل الإرهاب بها، في ظل مواجهة الأجهزة الأمنية المصرية للجماعات الإرهابية في سيناء.

وكانت الجماعة أعلنت، الاثنين، مبايعتها لـ«داعش»، قائلة في تسجيل صوتي: «نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد القرشي على السمع والطاعة في العسر واليسر.. وندعو المسلمين في كل مكان لمبايعة الخليفة ونصرته.. أعلنت الخلافة في العراق والشام واختار المسلمون خليفة لهم هو حفيد لخير الأنام ولن يسعنا والحال هذه إلا أن نلبي داعي الله».

ولاية

وتعليقا على المبايعة، يقول الباحث في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب لـ«البيان»، «إن جماعة أنصار بيت المقدس هي في الأساس جزء من تنظيم داعش، ولكن بعد إعلان المبايعة له رسميا، فقد انتقلت الجماعة من مجرد تنظيم إلى ولاية ضمن مخطط داعش بالمنطقة.

ومن ثمَّ فإن التنظيم سيدعمها بإمكانيات لوجيستية ومادية لمساعدتهم في تنفيذ عمليات أكبر وأكثر عنفا خلال المرحلة المقبلة، لاسيّما وأن العملية الأخيرة بكمين «كرم القواديس»، كانت جزءا من شكل جديد لأشكال العمليات الإرهابية المقبلة، والتي من المتوقع أن يتم تنفيذ معظمها في القاهرة والمحافظات، وانخفاضها في سيناء بسبب العمليات الأمنية».

مسار جديد

وحول تداعيات تلك المبايعة على شكل العمليات الإرهابية في مصر، يرجح حبيب أن تتخذ العمليات مسارا جديدا من الإرهاب يدخل في إطار ما يُسمى بـ«الإرهاب الإجرائي»، والذي يمثل تحديا أكبر للدولة من حيث الأماكن المستهدفة وكذلك أدوات التنفيذ والأسلوب نفسه.

إذ تتم خلاله العمليات الجهادية بطريقة مُركبة تتسم في تنفيذها بالجرأة، مثلما حدث بالعملية الأخيرة، والتي استخدم فيها أشكال غير معتادة في الهجوم، حيث تضمنت هجوم مسلح وتفجير وقتل أيضًا، وهو ما أسفر عن هذا العدد الكبير من شهداء القوات المسلحة، وهو ما يتطلب مواجهة قوية من قِبل الدولة واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية من الآن.

يأتي ذلك، في الوقت الذي يستبعد فيه مراقبون أن يتخذ الإرهاب في مصر شكل نظيره في سوريا والعراق، من خلال انتشار العناصر التكفيرية في الشارع المصري بالأعلام السوداء وعربات الدفع الرباعي وقطع الرؤوس، معوّلين في ذلك على الظهير الشعبي وطبيعة الشعب المصري التي ترفض بطبعها العنف وهذا الشكل الفج في استخدامه.

وعلى الجانب الآخر، يرى الخبير الأمني اللواء مصطفى إسماعيل، أن المبايعة ليست جديدة، ولا تغير من الأمر شيئا، إذ إنها تُعد مناورة لإرباك الدولة ومحاولة للتأثير السياسي، لاسيّما وأن هناك دعوات للتظاهر يوم 28 نوفمبر الجاري، والتي من المرجح أن يتم استغلال أنصار بيت المقدس خلالها.

فضلًا عن أن توقيت إعلان تلك البيعة يضع علامات استفهام حول أسبابها؛ حيث إنها تتزامن مع الوقت الذي يتردد فيه أنباء عن إصابة زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي أو مقتله، وهو ما يضع احتمالات أن تكون البيعة تأكيدا على أنه مازال حيا.

ويستبعد إسماعيل، أن تؤدي تلك المبايعة لتصعيد العمليات الإرهابية، معللًا ذلك بأن نسبة كبيرة من عناصر وقيادات بيت المقدس تم إلقاء القبض عليها، إضافة إلى أن التضييق الأمني على العناصر الخطرة منهم ومعاقلهم في سيناء له عامل كبير في انتقال عملياتهم العشوائية بالقاهرة والمحافظات.

معقل

تشن جماعة انصار بيت المقدس التي تتخذ من شمال شبه جزيرة سيناء معقلا لها هجمات دامية باستمرار على قوات الامن خلفت قتلى من رجال الجيش والشرطة منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في يوليو 2013. وسبق وأعربت بيت المقدس عن دعمها لتنظيم داعش، لكنها لم تبايعه بل إنها نفت القيام بذلك الأسبوع الماضي.

Email