واشنطن تسلّم بغداد أسلحة بـ600 مليون دولار

واصلت الإدارة الأميركية تحركاتها لدعم بغداد في حربها ضد الإرهاب، حيث كشفت صفقة أسلحة جديدة تناهز نصف مليار دولار، في وقتٍ باشر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارته الأولى إلى إيران أمس، محذراً من تهديد تنظيم داعش المنطقة برمتها، بالتوازي مع استمرار التنظيم في هجماته وسقوط عشرات القتلى بتفجيرات.

وأخطرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية النواب في الكونغرس أمس بأن وزارة الخارجية «وافقت على بيع عشرة آلاف قطعة ذخائر إم 831 عيار 120 مليمترا مضادة للدبابات وعشرة آلاف من الرؤوس الحربية إم 865 عيار 120 مليمترا و26 ألف قطعة ذخائر أخرى فضلا عن الخدمات اللوجستية».

وأشارت الوكالة إلى أن موافقتها على بيع ذخيرة دبابات تصنعها شركة «جنرال دايناميكس كورب» إلى بغداد بقيمة 600 مليون دولار تأتي لـ«مساعدة الحكومة على إقامة قدرة دفاعية برية متكاملة». وأمام الكونغرس 30 يوما لمنع عملية البيع على الرغم من أن هذا الإجراء نادر الحدوث إذ إن صفقات الأسلحة تدرس بعناية قبل إخطاره.

بغداد وطهران

وفي جديد المواقف السياسية، بحث رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي والرئيس الايراني حسن روحاني في طهران العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل مواجهة تنظيم داعش. وقال روحاني إن بلاده «لن تدخر جهداً لمساعدة العراق في مكافحة الإرهاب وخاصة داعش»، وأكد على أن طهران «تعتقد بأن القوات العسكریة والشعب العراقي وجيشه یجب أن يتحملا المسؤولیة الرئیسیة لمحاربة التنظیمات الإرهابیة».

وطالب أيضاً بإخراج ما تبقى من عناصر منظمة مجاهدي خلق المعارضة من العراق.

كما بحث العبادي والمرشد علي خامنئي والنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري ووزير الخارجية مُحمد جواد ظريف العلاقات الثنائية ونشاطات الجماعات الإرهابية.

بدوره، تحدث العبادي خلال لقائه جهانجيري عن «التحديات الخطيرة التي تهدد العراق من قبل الإرهابيين»، قائلاً إنهم «يحاولون تدمير الإنجازات التي حققها الشعب العراقي في المرحلة الجديدة». وتابع أن «الإرهاب الذي ينشط حاليا في العراق لا يشكل تهديدا للعراق فحسب بل لكل المنطقة، وأن الجماعات الإرهابية تحاول إشعال فتيل الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة». يشار إلى زيارة رئيس الوزراء العراقي هي الأولى الى إيران منذ توليه مهامه.

الوضع الميداني

ميدانياً، أعلنت الشرطة العراقية ومسعفون أن سلسلة تفجيرات استهدفت مطاعم في أنحاء بغداد، ما أسفر عن سقوط 21 قتيلا. وقتل 12 شخصا في حي الطالبية شمال العاصمة العراقية عندما انفجرت سيارة ملغومة أمام مطعم كما انفجرت أخرى في موقف للسيارات. وذكرت الشرطة ومصادر في القطاع الطبي أن قنبلة انفجرت قرب مطعم في حي الشيخ عمر في بغداد، ما أدى إلى مقتل مدنيين. ووقع تفجيران آخران قرب مطعمين جنوب العاصمة العراقية أوديا بسبعة أشخاص.

كذلك، هاجم مقاتلو تنظيم داعش بلدة قرية تبة شمال شرقي بغداد التي يسيطر عليها مقاتلون من البشمركة بالقصف المكثف في محاولة لاقتحامها، ما ادى الى مقتل سبعة مقاتلين أكراد وثلاثة مدنيين. وقال ضابط عسكري عراقي كبير: «طلبنا دعما جويا من طيران التحالف»، في حين أفاد شهود بأن «قرابة نصف سكان البلدة نزحوا عنها»، مشيرين الى ان السكان الباقين هم «من الشباب والذين حملوا السلاح للقتال الى جانب البشمركة للدفاع عن البلدة». وقدر عدد النازحين بتسعة آلاف. وتضم البلدة خليطا من العرب والاكراد والتركمان.

20

أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن بلاده تعتزم زيادة مساعداتها إلى النازحين في العراق بمقدار 20 مليون يورو. وقال شتاينماير في برلين أمس: «الأوضاع الإنسانية للعديد من النازحين في العراق مأساوية. عندما نفكر في الشتاء المقبل يتضح لنا أنه يتعين علينا توسيع جهودنا بصورة كبيرة». ومن المقرر أن تستخدم هذه الأموال في تهيئة مخيمات اللاجئين لمواجهة فصل الشتاء وتزويد النازحين بملابس شتوية. برلين- د.ب.أ