عبدالله بن زايد يشارك في المؤتمر والفيصل يعتبر أنّ التهديد تجاوز العراق والشام

مؤتمر باريس يتعهد بدعم العراق لمواجهة «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

خرج المؤتمر الدولي بشأن أمن واستقرار العراق الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس امس بمشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى جانب 19 من نظرائه بقرارات حاسمة، أبرزها الالتزام بدعم بغداد في حربها على التنظيم الإرهابي الذي بات يهدد الأسرة الدولية برمتها بكل الوسائل الضرورية.

ومنها إرسال مساعدات عسكرية، واتفقوا على عقد مؤتمر في مملكة البحرين لبحث وسائل وطرق قطع الإمدادات والتمويل عن التنظيم، كما اعتمد القرار 2170 أساساً للعمل الدولي، في حين أكدت السعودية أن التهديد الذي يمثله التنظيم تجاوز في جغرافيته العراق والشام.

ووعدت المجموعة الدولية خلال المؤتمر حسب البيان الختامي بدعم بغداد «بكل الوسائل الضرورية» وبينها العسكرية في حملة التصدي لتنظيم «داعش» وأكد «ضرورة» طرد مسلحيه من شمال البلاد. وأكدت 30 دولة ومنظمة حضرت الاجتماع أن المشاركين في «مؤتمر باريس يؤكدون أن داعش تشكل تهديداً للعراق ولمجموع الأسرة الدولية».

وأفاد بيان المؤتمر، الذي مثل دولة الإمارات فيه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أن «المشاركين شددوا على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق».

وتعهدوا لهذه الغاية «دعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل الضرورية وضمنها تقديم مساعدات عسكرية مناسبة». وسيتم تقديم هذا الدعم «مع احترام القانون الدولي وأمن السكان المدنيين» كما جاء في الوثيقة الختامية.

عمل دولي

في الأثناء، قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن مؤتمر باريس اعتمد القرار 2170 أساساً للعمل الدولي ضد داعش، وأضاف أن «تنظيم داعش ليس دولة ولا يمثل الإسلام، وأن تهديد الجماعات الإرهابية لا يقف عند أي حدود».

واضاف فابيوس ان «الاجتماع يبعث على الأمل رغم خطورة الوضع» مشيدا بمشاركة «30 دولة هي بين الأقوى في العالم ومتباينة جغرافيا وايديولوجيا لكنها كلها تقول قررنا أن نكافح داعش».

وأضاف: «كثيرون شددوا هذا الصباح على ضرورة وقف تمويل هذه المجموعة الإرهابية وسيعقد مؤتمر قريباً بمبادرة من أصدقائنا في البحرين حول هذا الأمر». وذكر أن العالم بأسره معني بالقضاء على التنظيم وليس دول جوار العراق وسوريا وحسب.

التزام دولي

وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم وجها عند افتتاح المؤتمر صباحاً نداءً عاجلاً من اجل التزام دولي ضد المتطرفين.

وقال هولاند ان «معركة العراقيين ضد الإرهابً هي معركتنا أيضا. علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة» الى جانب الحكومة العراقية. وأضاف أنّه «لا وقت نضيعه»، مشدداً على «التهديد الإرهابي الكبير» الذي يمثله التنظيم ازاء «العراق والمنطقة والعالم».

وذكر بان تنظيم داعش يتعرض أيضاً «للضعفاء والنساء والأطفال والأقليات الدينية». وقال انه يطرح «تهديداً عالمياً يتطلب رداً عالمياً».

تدخل جوي

من جهته، اعلن معصوم ان تنظيم داعش «مارس جرائم ابادة جماعية وتطهيراً عرقياً ودينياً ضد الآلاف من العراقيين».

وكان معصوم دعا في مقابلة قبيل افتتاح المؤتمر الى تدخل جوي عاجل في العراق.. بينما قال وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري إن «المعركة ضد داعش شرسة وتتطلب تضافر الجهود».

وأضاف الجعفري: «نحن ماضون في تثبيت وتأكيد الوحدة بين العراقيين».

خطر داعش

الى ذلك أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن التهديد الذي يمثله تنظيم داعش تجاوز في جغرافيته العراق والشام وبات يشكل خطراً يهدد الجميع ويستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي الدول مخاطره ونتائجه.

وقال الفيصل، خلال مداخلته في الاجتماع نقلتها وكالة الأنباء السعودية عن الفيصل، قوله إن «من حق العراق علينا ونحن نجتمع أن نؤازره في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي موفرين للحكومة ورئيس الدولة الجديد ما يساعدهما على المضي قدماً في تطبيق أوجه الإصلاح السياسي المطلوب والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي في إطار من الضمانات المؤسسية كما ورد في كلمة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري».

محاربة الإرهاب

وأكد الفيصل أن محاربة الإرهاب «مسألة لن تنتهي بمعركة واحدة أو خلال فترة قصيرة بل كل الدلائل تشير إلى أن هذه المواجهة سيطول أمدها ولن تكون خاتمتها بالانتصار على داعش مع حتمية هذا الأمر فكما أن الإرهاب لم يتوقف بالقضاء على بن لادن ودحر القاعدة فإن نهايته لن تكون محسومة بالقضاء على داعش ومن هذا المنطلق فإننا نرى ضرورة أن يستمر هيكل التنظيم المزمع إقامته لمحاربة داعش أن يستمر على الأقل عشر سنوات حتى نضمن زوال هذه الظاهرة البغيضة».

والهدف الأساسي من مؤتمر باريس كان تحديد الأدوار العسكرية والمالية والاستخباراتية لكل دولة من الائتلاف.

موقف ألماني

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن «الوقت قد حان للتعامل» ضد تنظيم داعش.

ورأى من باريس أن الحل العسكري وحده لن يكون العنصر الذي سيحسم النجاح في مواجهة ميليشيات التنظيم. وشدد على ضرورة عقد تحالف موسع من دول المنطقة وبقية دول العالم وضرورة دعم حكومة بغداد التي تسعى لإشراك التنظيمات الدينية في العراق في العملية السياسية.

مساهمة روسية

من جهته، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده ستقدم «مساهمة» في الجهود العسكرية الدولية ضد التنظيم المتطرف. واضاف ان هذه «المساهمة» ستخصص لدعم الحكومة العراقية «كي نتأكد انها قادرة على محاربة الإرهابيين لضمان امن الدولة».

وتابع لافروف «كما اننا نوفر مساعدة عسكرية لسوريا، ضمن مساعدات اخرى، حيث انها تواجه تهديداً إرهابياً خطيراً، ولو انه أقل اتساعاً. لدينا شركاء في لبنان ومصر واليمن والأردن». وأكد ان بلاده «مستعدة للمشاركة في وضع إجراءات عمومية اكثر لمحاربة الإرهاب».

السعودية تؤكد نبذ الإرهاب والتطرف

 

جددت المملكة العربية السعودية تأكيداتها مواقفها الثابتة من نبذ الإرهاب والتطرف، ورفضها وإدانتها الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تُرتكب من قبل التنظيمات الإرهابية باسم الإسلام، والإسلام منها بريء.

وأكد وزير الثقافة والإعلام، عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه، عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مواقف المملكة «الثابتة من نبذ الإرهاب والتطرف، ورفضها وإدانتها الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تُرتكب من قبل التنظيمات الإرهابية باسم الإسلام، والإسلام منها بريء».

كما أعرب عن «أسف المملكة الشديد لعدم اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً وشجاع، لإنهاء معاناة الشعب السوري الذي فقد أكثر من 191 ألف إنسان وضعفهم من الجرحى على يد النظام السوري الفاقد للشرعية».

وأضاف وزير الثقافة أن مجلس الوزراء «رحب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وحصولها على ثقة مجلس النواب العراقي»، معرباً عن «الأمل في أن يسهم ذلك في عودة الأمن والاستقرار للعراق، وترسيخ الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف مكونات شعبه، لبناء عراق آمن ومزدهر».

وأوضح أن «مجلس الوزراء استعرض جملة من التقارير حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً، خاصة الجهود المبذولة للتصدي للإرهاب في المنطقة وللتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه»، وشدد على البيان الصادر في ختام الاجتماع الإقليمي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا، بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، وما أكده البيان من التزام مشترك، للوقوف بوجه التهديدات التي يجسدها الإرهاب بكل أشكاله للمنطقة والعالم، بما في ذلك ما يُدعى تنظيم داعش في العراق.

دعم إقليمي

صرح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ان هجوم «داعش» على العراق جاء من خلال دعم هائل من الدول الإقليمية و«الآن انقلب السحر على الساحر».

وقال العبادي في مقابلة مع تلفزيون «العراقية»: «طلبنا من حلفائنا الضغط على الدول الإقليمية لإيقاف الدعم لتنظيم داعش وهناك استجابة سريعة لهذا الطلب». بغداد - د.ب.ا

توفير الدعم

شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، على ضرورة توفير كل الدعم للحكومة العراقية الجديدة ومساعدتها على الاضطلاع بمسؤولياتها في صيانة السلام والأمن في العراق ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة به، وبالخصوص المواجهة المصيرية التي يخوضها العراق وبالشراكة مع أشقائه العرب والمجتمع الدولي ضد تنظيم داعش» الإرهابي.

Email