اشتباكات وسط دمشق وقصف في حلب وإدلب وحماة

شهد وسط دمشق، أمس، اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات مسلّحة نجحت في الوصول إلى قلب العاصمة، في حين واصلت قوات النظام قصف مناطق في حلب وحمص وإدلب واستعادة مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة في ريف حماة.

ودمّرت جسراً استراتيجياً يستخدمه مسلّحو تنظيم داعش في محافظة دير الزور، في وقت شهد الملف السوري تطوّراً بارزاً سيكون له مفاعيله على الأرض مع مغادرة المئات من عناصر قوة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلها إسرائيل.

وفي تفاصيل الوضع في العاصمة دمشق، دارت اشتباكات فجراً في حيي الميدان والزاهرة القديمة أحد الأحياء التقليدية في العاصمة السورية دمشق بين قوات النظام ومقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل إلى المنطقة، تلا ذلك استنفار أمني وإغلاق شوارع المنطقتين.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان أن الوضع كان لا يزال متوتراً في الحي، في وقت منعت القوات الأمنية دخول السيارات باتجاه شارع أبوالحبل، في حي الميدان الدمشقي الشهير كما منعت حافلات النقل من الدخول إلى حي نهر عيشة.

وأوضح الأهالي أنهم سمعوا في ساعات الفجر الأولى أصوات اشتباكات، في محيط منطقة أبوالحبل بالتزامن مع أصوات تكبير سمعت بين الحين والآخر واستنفار لحواجز المنطقة.

مجموعة متسلّلة

وقالت وسائل إعلام موالية للنظام إن مجموعة مسلحة قامت بالتسلل إلى حي الزاهرة القديمة من جهة المخيم، وقامت قوات النظام ومسلحون موالون بالاشتباك والتعامل معها. ونشرت وسائل إعلام موالية صوراً قالت إنها لجثث مسلّحين حاولوا التسلل إلى منطقة الزاهرة وتم التعامل معهم، حيث ظهر في الصورة ثلاث جثث ملفوفة مسجاة بأحد شوارع المنطقة.

ولفت الأهالي إلى أن المدارس في المنطقة تم إغلاقها، وذلك حتى بعد توقف الاشتباكات في هذه الأحياء المكتظة بالسكان الواقعة في الجهة الجنوبية من دمشق. وتشهد مناطق من دمشق ومحيطها تصعيداً عسكرياً مع إعلان النظام الشهر الماضي، البدء بعملية عسكرية في جوبر، وسيطرة مقاتلي المعارضة على حي الدخانية بالريف.

تدمير جسر مهم

ونقلت وكالة «رويترز» عن وسائل إعلام لبنانية أن وحدة من القوات السورية الخاصة دمرت أمس الاثنين جسر السياسية فوق نهر الفرات الذي يستخدمه مسلحو تنظيم «داعش» في نقل الإمدادات في شرق سوريا. وتشكل هذه العملية ضربة قوية للتنظيم في الجزء السوري الذي تحتله على الحدود مع العراق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يرصد مجريات الحرب السورية إن انفجاراً دمر الجسر في محافظة دير الزور وهو ذو أهمية حيوية لـ«داعش» كونه الطريق البري الوحيد بالنسبة إليها لنقل الإمدادات والانتقال إلى الأجزاء التي تسيطر عليها في المنطقة.

وقالت المصادر إن «القوات السورية دمرت جسر السياسية بدير الزور في عملية نوعية نفذتها القوات الخاصة ووحدات الهندسة في الجيش.. ما أدى إلى مقتل المسلحين المتواجدين عليه».

استعادة مناطق

وأعلن التلفزيون السوري أن قوات الجيش استعادت السيطرة على جميع المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، خلال العامين الماضيين، في ريف حماة وسط البلاد.

وبث التلفزيون صوراً قال إنها تظهر سيطرة الجيش على بلدات عدة في ريف حماة الشمالي، فيما واصل الطيران الحربي قصفه مناطق في حلب وإدلب وحمص وريف دمشق، وسط احتدام معارك في أماكن مختلفة خلفت قتلى ومصابين.

وكانت مصادر في المعارضة قالت إن 16 شخصاً من قوات النظام قتلوا بعد استهداف مواقعهم في مدينة الصقيلبية بريف حماة الغربي بصواريخ، وأن الطيران الحربي شن 10 غارات على مدينة كفرزيتا.

معارك ريف دمشق

وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة بين كتائب من المعارضة وقوات النظام في جرود عسال الورد في منطقة القلمون، فيما سقط عشرات جرحى جراء غارة على مدينة سقبا في الغوطة الشرقية. ولقي 20 عنصرا على الأقل من قوات النظام السوري مصرعهم أمس في اشتباكات مسلحة مع قوات المعارضة السورية دارت في البلدة.

وقالت المعارضة السورية في الداخل في بيانات لها إن قواتها أحرزت تقدماً ملحوظاً في المعارك الدائرة في البلدة التابعة لمنطقة القلمون وتمكنت من قتل 48 عنصراً من قوات النظام السوري والقوات الموالية لها خلال اليومين الماضيين. وأضافت أن مقاتلي المعارضة أجبروا قوات النظام على الانسحاب من مواقع عدة في القلمون.

مقتل مسؤول كبير

وكشفت المعارضة السورية في بياناتها عن مقتل رئيس فرع المخابرات الجوية بدمشق العقيد رضا حافظ مخلوف الملقب بـ«أبو الليث» وعدد من ضباط وعناصر قوات النظام خلال اشتباكات مسلحة دارت في منطقة الدخانية أمس.

وفي تطور متصل ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن تسعة أشخاص أصيبوا بجروح جراء سقوط قذيفتي هاون على منطقتي الدويلعة وكشكول بدمشق.

21 غارة

وفي ريف إدلب، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إنّ «أكثر من 21 غارة شنّت على مدن وبلدات، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل».

وأشارت وكالة «شهبا برس» المعارضة إلى مقتل العديد من القوات الحكومية جراء استهدافهم بقذائف في مؤسسة الإسكان العسكري في مدينة حلب، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات حكومية قرب قرية البريج شمال شرق مدينة حلب.

قصف على الحولة

وفي محافظة حمص، ذكر ناشطون أن بلدة الحولة تعرضت لقصف عنيف من قبل الحواجز المحيطة بالبلدة، وأشاروا إلى اشتداد الحصار بلدات ومدن تلبيسة والرستن والدار الكبيرة والغنطوا والسعن.

وأوضح ناشطون أن هناك الكثير من الجرحى في تلك المدن والبلدات بحاجة للعلاج داخل مستشفيات تخضع لسلطات الحكومية، لكنهم لا يستطيعون الخروج من المناطق، لأن الحواجز المتمركزة على الطرق الرئيسية والفرعية تقوم باعتقال أي شخص يحاول الخروج من المناطق المحاصرة.

مغادرة المراقبين الجولان

في الأثناء، غادر المئات من عناصر قوة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في هضبة الجولان السورية المحتلة بين إسرائيل وسوريا الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلها إسرائيل، كما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.

وعبرت قافلة كبيرة تابعة للأمم المتحدة منطقة فض الاشتباك التي تم ترسيمها في 1974 بين إسرائيل وسوريا. وابتعدت هكذا عن منطقة المعارك بين جنود الجيش النظامي السوري والمعارضين المسلحين وبينهم عناصر من جبهة النصرة.

ولم تكشف الأمم المتحدة عن سبب مغادرة القافلة، لكن عشرات العناصر في القوة الدولية أسروا أخيراً أو تعرضوا للهجوم من الجانب السوري من هضبة الجولان. ويوشك مقاتلو المعارضة على السيطرة على محافظة القنيطرة، الجزء الذي لا تحتله إسرائيل في هضبة الجولان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

1233

تعد قوة الأمم المتحدة في الجولان 1233 رجلاً يتحدّرون من ست دول هي الهند وفيجي والفلبين وايرلندا وهولندا والنيبال.

وتم أخيراً تجديد مهمتها لستة أشهر بحيث تنتهي في 31 ديسمبر 2014. وإسرائيل في حالة حرب مع سوريا رسمياً وهي تحتل منذ 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان، وأعلنت احتلالها رغم أن هذا القرار لم يلق اعترافاً من المجتمع الدولي.

ولا يزال حوالي 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت السيطرة السورية.

الأكثر مشاركة