محتجون وسط ساحة تايم سكوير في نيويورك خلال إحيائهم ذكرى مجزرة كيماوي الغوطة رويترز

تقارير: تنسيق غربي سوري ضد «داعش»

يتجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى طلب أموال جديدة من الكونغرس الشهر المقبل وسط دعوات إلى توسيع الضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية – داعش» لتشمل معاقلها في سوريا، حيث تدرس واشنطن هذا الخيار بـ«جدّية»، في وقت كشفت تقارير أن الولايات المتحدة زودت نظام الرئيس بشار الأسد بمعلومات دقيقة عن «داعش» بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي).

وكشفت تقارير صحافية في بريطانيا أن الولايات المتحدة دعمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة «داعش» بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي).

وذكرت صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية استناداً إلى مصدر لم تفصح عنه أن «الاستخبارات الأميركية زودت القيادة السورية بمعلومات عبر جهاز الاستخبارات الألماني حول أماكن وجود قادة المتطرفين بالضبط، الأمر الذي مكن القوات المسلحة السورية من شن هجمات دقيقة على مواقع تنظيم الدولة».

في المقابل، نفى جهاز الاستخبارات الألماني أن يكون زود النظام السوري بمعلومات، وقال ناطق باسم الاستخبارات الخارجية لوكالة الأنباء الألمانية إن «هذه التقارير تفتقر إلى أي أساس، وهي خاطئة».

طلب أوباما

إلى ذلك، كشف مسؤول في مجلس الشيوخ الأميركي أن الرئيس باراك أوباما قد يطلب من الكونغرس في الأسابيع القليلة المقبلة الموافقة على أموال جديدة لشن ضربات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد أن قطع المتشددون رأس صحافي أميركي.

وقال مساعد لعضو مجلس شيوخ من الحزب الديمقراطي إن إدارة أوباما قد توضح في الفترة بين أوائل ومنتصف سبتمبر المقبل تفاصيل المبلغ الإضافي الذي تريده للعمليات العسكرية، لكن المساعد لم يحدد حجم التمويل المحتمل المطلوب.

وسيأتي الطلب في وقت يطالب أعضاء بارزون في الكونغرس أوباما بتكثيف الضغط العسكري ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال المساعد في مجلس الشيوخ الذي طلب عدم الكشف عن شخصيته إن من المرجح أن تكون الأموال الإضافية للعمليات العسكرية في العراق وسوريا واحدة من مسائل التمويل القليلة والمنفصلة التي قد يناقشها الكونجرس في سبتمبر بعد عودته من عطلة صيفية مدتها خمسة أسابيع.

ودعا السناتور الجمهوري من ولاية أريزونا جون مكين إلى زيادة كبيرة في الضربات الجوية، بما في ذلك قصف مواقع في سوريا. وقال مكين لوكالة «رويترز» عبر الهاتف: «كان يتعين عليك زيادة الهجمات الجوية إلى حد كبير مع تخصيص مهام لقصف أهداف في سوريا».

وأفاد الناطق باسم زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل أن «الإدارة لم تتقدم بعد بخطة للتعامل مع التهديد الأوسع الذي تشكله» الدولة الإسلامية. ومع وجود أعضاء الكونغرس في أماكن متفرقة في الولايات المتحدة خلال عطلة الصيف الطويلة يصعب تقدير مواقفهم إزاء توسيع الحملة العسكرية ضد «داعش». وسيستأنف الكونغرس نشاطه في واشنطن في الثامن من الشهر المقبل.

استعداد للتحرك

في السياق، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن واشنطن مستعدة للتحرك في حال حصول أي تهديد لمصالح الولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن مساعد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، بن رودس: «اذا رأينا مؤامرة ضد الأميركيين، وتهديداً للولايات المتحدة من أية جهة كانت فإننا مستعدون لاتخاذ تدابير ضد هذا التهديد».

وأضاف: «كررنا ذلك مرات عدة: إذا هاجمتم أميركيين فسنطاردكم أينما وجدتم، وهذا ما سيقود تخطيطنا في الأيام المقبلة».

وصرح مسؤول عسكري أميركي للصحيفة نفسها أن تحضير ضربات على «أهداف هامة جداً» وشخصيات من الحركة قد يتطلب بين «ساعة وأسبوع». وأضاف: «إذا تعلق الأمر بمعسكرات تدريب فبإمكاننا القيام بذلك قريباً جداً».

دحر التنظيم

في غضون ذلك، دان مجلس الأمن ما قام به تنظيم الدولة الإسلامية من قطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، وقال إنه يجب هزيمة هذا التنظيم وإيدلوجية عدم التسامح التي يعتنقها. وقال مجلس الأمن في بيان إن «مجلس الأمن يدين بقوة عملية القتل الفظيعة والجبانة لجيمس فولي».

وأضاف: «وهو يظهر من جديد أيضاً وحشية الدولة الإسلامية المسؤولة عن آلاف الانتهاكات ضد الشعبين السوري والعراقي»، لافتاً إلى أن «أعضاء مجلس الأمن يشددون على ضرورة دحر الدولة الإسلامية، وضرورة القضاء على عدم التسامح والعنف والكراهية الذي تعتنقه».

 وشدد المجلس على «ضرورة بذل جهد مشترك في ما بين الحكومات والمؤسسات، بما في ذلك تلك الموجودة في المنطقة الأكثر تأثراً لمواجهة الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وكل الأفراد والجماعات والمنشآت والكيانات المرتبطة بالقاعدة».

لا تحالف مع الشيطان

ذكرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية أن الأسد يقدم نفسه بوصفه حليفاً محتملاً للغرب في الحرب على متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدة على رفض هذا العرض من الرئيس السوري «المعروف بأنه جزار دمشق». وأشارت إلى أن الأسد يعرض نفسه «كأخف الضررين». واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول: «وينبغي علينا ألا نعقد اتفاقاً مع الشيطان بأي حال من الأحوال». لندن- د.ب.أ