عرض فلسطيني للتفاوض 5 أيام بعد وقف النار

أكدت حركة فتح أمس لـ«البيان» أن القيادة الفلسطينية طرحت على القاهرة في إطار مبادرتها لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة آلية تنفيذ تتعلق بتحديد مدة التفاوض خمسة أيام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كل على حدة فور بدء وقف إطلاق النار مباشرة وليس خلال 24 ساعة، فيما تواصلت الجهود الدبلوماسية في القاهرة بشأن التوصل إلى تهدئة أو وقف نار في قطاع غزة، وكان أبرز التحركات في هذا الصدد زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أجرى محادثات مكثفة أمس، في القاهرة، في محاولة لانتزاع وقف إطلاق نار في غزة، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فور وصوله إلى تل أبيب قادماً من القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إسرائيل والفلسطينيين على وقف القتال الدائر في قطاع غزة والتفاوض، في حين أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للصحافيين بعد لقاء مع كيري أن كي مون «يعمل الآن من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية طويلة من أجل إخلاء الجرحى من قطاع غزة».

آلية تنفيذ

وأكد القيادي في حركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية للحركة عزام الأحمد لـ«البيان»، أن القيادة الفلسطينية طرحت على القاهرة في إطار مبادرتها لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة آلية تنفيذ تتعلق بتحديد مدة التفاوض خمسة ايام بين الفلسطينيين والاسرائيليين كل على حدة فور بدء وقف اطلاق النار مباشرة وليس خلال 24 ساعة.

وأكد ان القاهرة لم تعترض على الطرح، وشدد على أنه لا يعتبر تعديلاً على المبادرة المصرية وإنما هو آليه تنفيذ. وأوضح الأحمد «عزمنا على هذه الخطوة لأن لدينا باع طويل في التفاوض مع الاسرائيليين ونحن نتفاوض معهم بشأن عملية السلام على مدار سنوات طويلة دون نتيجة، لذلك لا نريد ترك الامور مفتوحة ونريد ان تحدد بفترة زمنية محددة وهي خمسة أيام فقط من أجل تثبيت التهدئة».

وأضاف الأحمد الذي يرافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس حالياً في جولته الخارجية أن «الأطراف تدرس في هذه اللحظات هذا الاقتراح وفي انتظار اتخاذ القرارات». وشدد أن الفلسطينيين جميعاً يعتبرون طرفاً واحداً وهم في معركة واحدة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت وكالة رويترز نقلت ان الاحمد قال للصحافيين في القاهرة ان القيادة الفلسطينية اقترحت على مصر خطة لوقف إطلاق النار في غزة تليها مفاوضات على مدى خمسة أيام لوقف القتال بين الفلسطينيين وإسرائيل. الا ان الاحمد اوضح لـ«البيان» في اتصال هاتفي: ان «ما تقدمنا به هو آلية تنفيذ وليس خطة جديدة وهي في اطار المبادرة المصرية».

المبادرة المصرية فقط

وقال كيري إن المبادرة المصرية هي الإطار لأي وقف لإطلاق النار. واوضح في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة: «هناك إطار لإنهاء العنف، وهذا الإطار هو المبادرة المصرية». وأضاف أن «على حماس السعي للتفاوض لإنهاء القتال في غزة على أساس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار»

والتقى كيري كلاً من شكري والعربي قبل أن يجتمع بالرئيس المصري. وكان اجتمع بعيد وصوله مساء الاثنين مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يسعى بدوره إلى تهدئة إنسانية في غزة.

دفاع عن إسرائيل

ودافع كيري عن ما سماها «الجهود المشروعة والملائمة» التي تبذلها إسرائيل «لحماية نفسها» من إطلاق الصواريخ. لكنه أعرب عن «قلقه البالغ» حيال مصير المدنيين في غزة. وقال: «على حماس وحدها أن تتخذ قرار تحييد المدنيين الأبرياء عن أعمال العنف»، مطالباً الحركة «بوقف إطلاق الصواريخ في شكل فوري».

لكن مسؤولاً كبيراً في حماس صرح لفرانس برس رافضاً كشف هويته بأن «كل شيء ينبغي أن يتم في شكل متزامن: إنهاء العدوان الإسرائيلي وإنهاء حصار غزة».

وأوضح مسؤولون أميركيون أن كيري سيبقى في القاهرة أقله حتى صباح اليوم، وقد يتوجه إلى دول أخرى في الشرق الأوسط. وقال أحد هؤلاء المسؤولين رافضاً كشف هويته إن «الهدف هو ضمان وقف إطلاق النار في أسرع وقت. هذا لا يعني أن الأمر سيتم سريعاً، ولن يكون سهلاً أيضاً».

هدنة إنسانية طويلة

بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي، بعد مباحثات أجراها مع كيري، أن المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، تشمل كل شيء، ويمكن عندما يتم المحادثة بشأنها أن يتم البناء عليها.

وقال العربي إن التفكير الآن ينصب على التوصل لهدنة إنسانية ليس لأربع أو ست ساعات، بل أكثر من ذلك، لأن الحالة سيئة جداً، كاشفاً عن أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعمل في هذا الاتجاه.

وقال العربي: «التقيت مع الوزير كيري على انفراد في البداية، ثم عقدنا اجتماعاً موسعاً لأكثر من نصف ساعة، حيث ركز اللقاء على أهمية إنهاء هذه الأزمة، وأكدنا ذلك». وأشار إلى أنه أبلغ كيري ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي دمر الكثير من غزة. ولفت إلى أن كيري وعد بأن يبذل كل الجهود الممكنة لوقف هذا القتال.

وأوضح العربي أن المبادرة المصرية تتعلق أولاً بوقف إطلاق النار، وثانياً رفع الحصار عن طريق فتح المعابر، مشيراً إلى أن هذا أمر مهم جداً. وأضاف: «ربما نرى شيئاً قريباً في ما يخص الموافقة على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار».

وأثار تجنّب الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة «شهداء» بشأن ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، استياء عدد من المتابعين والإعلاميين، معتبرين أنه كان مهماً ذكر كلمة «شهداء» بشأن ضحايا غزة، وليس قتلى.

كي مون إلى إسرائيل

وقبل أن يلتقي كيري، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي: «ينبغي أن يتوقف العنف، أن يتوقف فوراً. ما شهدناه في الأيام الأخيرة مرفوض». وأضاف: «أدعو كل الأطراف إلى وقف أعمال العنف من دون شروط والعودة إلى الحوار».

وتوجه كي مون إلى إسرائيل بعد زيارة لمصر استغرقت يومين في إطار جولة بالمنطقة استقبله خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. كما التقى عدداً من كبار المسؤولين من بينهم وزير الخارجية المصري والأمين العام لجامعة الدول العربية.

ووصف بان كي مون عند وصوله تل ابيب اطلاق حركة حماس في غزة للصواريخ على اسرائيل «بالصادم»، ولكنه أكد في ذات الوقت ان على اسرائيل ممارسة «اقصى درجات ضبط النفس». مؤكدا بانه يتوجب ان «يتوقف على الفور».

واضاف: «رسالتي هي ذاتها للإسرائيليين والفلسطينيين: اوقفوا القتال وابدأوا بالتحاور لمعالجة جذور الصراع حتى لا نكون في ذات الموقف بعد ستة شهور او عام».

بينما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن على العالم أن يحمل حركة حماس مسؤولية بدء دوامة العنف لرفضها مبادرة التهدئة المصرية الأسبوع الماضي.

صعوبة إنجاز التهدئة

اعتبر مسؤولون أميركيون يرافقون كيري أن وضع حد للعدوان الخامس على غزة في أقل من عشرة أعوام، سيكون صعباً «بسبب تبدّل الظروف الإقليمية». ورأى هؤلاء أنه خلال عدوان العام 2012، تمكن الرئيس المصري السابق الإسلامي محمد مرسي من إقناع حركة حماس الإسلامية بالموافقة على التهدئة. لكن الوضع تغيّر اليوم مع تولي الرئاسة وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي الذي عزل مرسي الذي أيدته حماس.

رسائل «التعاون الإسلامي»

أرسل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي رسائل لكل من الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة ولوزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وإلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسية الخارجية والأمن وإلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، لحثهم على العمل من أجل إيقاف العدوان على غزة.

وأعرب الأمين العام عن قلقه البالغ لاستمرار الهجوم الوحشي الإسرائيلي الذي أدى إلى سقوط الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن، وتدمير المنازل والمساجد والمدارس والأراضي الزراعية والبني التحتية والمرافق المدنية.

قمة سعودية مغربية تبحث التطورات في كل الساحات

 

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل المغربي الملك محمد السادس التطورات التي تجري في المنطقة لا سيما في الأراضي المحتلة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

أوضاع اقليمية

وذكرت مصادر سعودية مطلعة أن الملك عبدالله بحث مع الملك محمد السادس خلال القمة التي انعقدت ليل الاثنين في القصر الملكي في جدة «مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وأضافت المصادر ذاتها أن الجانبين بحثا، في القمة التي حضرها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمين العام لمجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، آفاق التعاون بين الرياض والرباط وسبل دعمها «وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في جميع المجالات».