تراشق إعلامي وتصعيد ميداني يطوّقان المصالحة الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدل مناخ الايجابية الذي ساد بين حركتي «فتح» و«حماس» قبل توقيع اتفاق الشاطئ وبعده وصولا إلى اعلان تشكيل حكومة التوافق. أجواء عاصفة تمثلت في عودة التراشق الاعلامي من اوسع أبوابه بين مسؤولين في الحركتين، في ظل تصعيد ميداني بين أنصار «حماس» والأمن الفلسطيني في الضفة الغربية، بات كلاهما يهددان ملف المصالحة التي لم يجف حبر التوقيع على اتفاقها بعد.

وكان ملف رواتب موظفي حكومة «حماس»، وخروج فعاليات التضامن مع الاسرى التي تنظمها حركة «حماس» في الضفة عن سياقها الداعم للأسرى إلى حملة تحريض وساحة مواجهة مع قوى الامن الفلسطيني، القشة التي كسرت صمت حركة «فتح» التي ترى في تصعيد «حماس» الذي اعقب اعلان تشكيل الحكومة محاولة لبقاء سيطرتها على قطاع غزة واحكام سيطرتها على الضفة تحت ستار المصالحة. باسم حركة «فتح» احمد عساف إلى أبعد من ذلك في تصريحه لاذاعة «موطني» قائلا ان «حماس تلقت قرارا من تنظيم الاخوان المسلمين وايران وغيرهما بالانقلاب على المصالحة من أجل المحافظة على القطاع باعتباره القاعدة الاخيرة لانطلاق مشروع الاخوان مرة أخرى في المنطقة»، حسب تعبيره.

حرب إعلامية

وبمراقبة تصريحات مسؤولي الحركتين، يظهر حجم الهوة التي تتسع بين الطرفين باتجاه العودة إلى المربع الاول، وهذا يتضح جليا في العناوين الاعلامية الاخيرة لوسائل الإعلام المقربة من الحركتين، حيث تحدثت «حماس» عن ما أسمته «زيادة اعتقالات وقمع السلطة الفلسطينية»، و«أجهزة أمن السلطة تهدف لشن حرب على بوصلة الشعب الفلسطيني». فيما ترد الحكومة الفلسطينية مستنكرة «تصريحات وبيانات قيادات حركة حماس وسلوكهم التحريضي».

وجاء في عنوان آخر: «حماس تصادر أجهزة الصرف ببطاقات الائتمان من محلات تجارية في غزة»، وفي تصريح آخر يقول مسؤول وفد المصالحة في «فتح» عزام الاحمد: «الغوغاء سيطروا على بنوك غزة والحكومة غير مسؤولة عن القطاع».

وفيما هاجمت «حماس» رئيس الحكومة رامي الحمدالله على لسان القيادي في الحركة خليل الحية، الذي قال إن «الحمدالله ليس على قدر المسؤولية»، ردت «فتح» باتهام «حماس» بالسعي «لتمويل سيطرتها الأمنية على غزة واستمرار الانقسام».

اتفاق هش

من جانبها، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار لـ «البيان» إن اتفاق الشاطئ هش، ولكن يجب أن يستكمل، مشددة على ضرورة التوصل إلى خريطة طريق باتجاه اتفاق كامل في أسرع وقت.

وأضافت جرار: «اذا بقي الوضع الحالي كما هو فسنشهد تطورات خطيرة، وسيكون هناك تعقيدات اكثر، لاننا لم ندخل بعد في الملفات الصعبة مثل الامن ووحدة المؤسسات». وأوضحت جرار ان الهدف انهاء الانقسام وليس المصالحة مشددة على أن مدخل انهاء الانقسام ليس تشكيل الحكومة، بل هو الاطار القيادي وانتظام عمله، وانتخابات المجلس الوطني.

معوقات

يرى مراقبون أن ما يجرى لا يشير إلى ان قطار المصالحة قد أقلع فعلا، نظرا للمعضلات الكثيرة والمعوقات الخطيرة والاجندات العديدة المتكدسة فوق سكته. فلم يمض على تشكيل حكومة التوافق فترة قصيرة حتى انحرفت عجلة المصالحة وسط تخوفات بخروج القطار عن سكته في حال استمرار الظروف الحالية بشكلها العلني، دون إعادة ترتيب الملفات على طاولة الحوار مرة أخرى على أرضية أكثر متانة بدل تركها في صورة قابلة للانفجار في كل مطب وقضية.

Email