محلب مهندس العهد الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن مفاجئاً أن يكون من بين أولى قرارات الرئيس المصري الجديد تكليف رئيس الوزراء المستقيل إبراهيم محلب بتشكيل أول حكومة في عهده، فالرجل مشهود له بالكفاءة، والمثابرة.

يتميّز محلب بالتفكير المنظم، ويقول من يعرفونه إنّه دقيق دائم التفكير، وذو تحليل عميق. شخصية هادئة، تحب العمل، وترى فيه القول.

يدرك محلب أنّ المرحلة المقبلة حبلى بالاستحقاقات، هكذا شخّص الأمر في كتاب استقالته الذي قدّمه صباح أمس إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكن الرئيس كان يعرف من هو الرجل الذي يُعتمد عليه لـ «هندسة» السلطة التنفيذية في المرحلة المقبلة التي يراهن عليها الشعب.. إنّه المهندس محلب.

الرجل، الذي تبوّأ مقعد رئيس الحكومة في مطلع مارس، يتحدّث بالإنجازات وخطط التنمية. وهو قال لـ «البيان» في لقاء قريب إن حكومته، وهو يعرف أنّها انتقالية، تعمل كأنّها باقية، وديدنها الإنجاز.. دون بهرجة.

سجلّه حافل، فقبل رئاسة الحكومة، مرّ على منصب وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، وقبلها كان رئيساً لمجلس إدارة شركة «المقاولون العرب» التي تعد أقدم شركات البناء والتشييد في مصر وإفريقيا والتي نفّذ خلال عمله فيها عشرات الطرق والجسور والأنفاق والمنشآت الرياضية ومحطات الطاقة.

محلب، ذو الـ65 عاماً، كان قبل تولي مسؤولية السلطة التنفيذية قليل الظهور في وسائل الإعلام والبرامج الحوارية.. فأشغاله كثيرة وتتعدى العمل الوزاري أو مسؤوليات «المقاولون العرب» وهي كثيرة، فهو عضو في جهات أكاديمية ومنظمات عدة، منها: مجلس إدارة مركز البحوث ودراسات الهندسة المدنية بكلية الهندسة - جامعة القاهرة، ومجلس إدارة مركز بحوث الإسكان والبناء، ومجلس أمناء الجامعة الفرنسية، ومجلس حكماء منظمة الصداقة والتواصل بين مصر ودول حوض النيل. وهو يرأس مجلس الأعمال المصري الجزائري، بالإضافة إلى الرئاسة الشرفية لجمعية المهندسين الناطقين باللغة الفرنسية في مصر، ورئاسة الجانب المصري في مجلس الأعمال المصري السعودي.

أثار خبر تكليفه في فبراير الماضي بتشكيل الوزارة بعد استقالة د. حازم الببلاوي الكثير من الآراء المتضاربة، وبعضها سأل: محلب رئيساً لوزراء مصر.. عودة لحكم مبارك أم إصلاح؟، لكن الـ100 التي اكتملت أمس في عمر حكومته أعطته الشهادة بالكفاءة والعمل الجاد رغم الظروف بالغة الصعوبة خلال الشهور الماضية والتي تضمّنت إتمام المرحلة الثانية من خريطة الطريق.

كتاب الاستقالة المقدّم إلى السيسي كان بمثابة كتاب الاعتماد، فالحكومة التي ولدت قبل 100 يوم فقط عملت على «تهدئة وامتصاص موجات الغضب العُمّالي، وإعادة عجلة العمل والإنتاج في كثير من المصانع والهيئات، وتوفير الخدمات الأساسية للشعب المصري في ضوء الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، ودفع عجلة العمل لتنفيذ مشروعات الحزمة التحفيزية»، والأهم أنّ حكومة المهندس محلب، وبشكل خاص رئيسها، لم تقطع حبل التواصل مع الشارع وكانت المتابعة الميدانية «خريطة طريق» عمل الوزارة.. فاستحقت، ورئيسها، الثناء واستحسان الشارع.

فترة قصيرة من العمل حافلة بكثير من الإنجازات. والتكليف الجديد سيكون وصفة النهضة والرقي الذي ينشده المشير السيسي لمصر والمصريين.

Email