مسلحون يخطفون السفير الأردني لدى ليبيا

أعلنت مصادر ليبية وأردنية رسمية أن مسلحين مجهولين خطفوا أمس السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان، في أحد أحياء العاصمة طرابلس، وسط تسريبات عن مطالبتهم بالإفراج عن محتجزين إسلاميين في عمان، فيما حملت الحكومة الأردنية الخاطفين المسؤولية عن حياته.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الليبية سعيد الأسود إن «سيارتين من دون لوحات إحداها من نوع بي إم دبليو، يقودها ملثمون، هاجموا العيطان وسائقه، وخطفوا السفير واقتادوه الى جهة غير معروفة».

وأوضح الأسود أن سائق السفير أصيب جراء الهجوم برصاصتين، وهو متواجد في احد المستشفيات في طرابلس لتلقي العلاج. موضحا أن الخارجية الليبية بدأت على الفور إجراء الاتصالات العاجلة مع الجهات المختصة في الحكومة لمعرفة مصير السفير الأردني والجهة التي تقف وراء اختطافه.

تعزيزات أمنية

في الأثناء، كثفت السلطات الليبية تعزيزاتها الأمنية حول السفارة الأردنية في طرابلس، وكذلك حول مقر إقامته، بينما ذكرت مصادر أمنية ليبية أن هناك تعزيزات أمنية حول السفارة الليبية في عمان تحسباً لأي ردود فعل.

ونقلت مصادر أمنية ليبية عن سائق السفير الأردني المختطف أن ثلاث سيارات ذات دفع رباعي تقل ملثمين هاجمت موكب السفير الأردني فواز العيطان المكون من سيارتين.

إطلاق متشددين

من جانبه، أكد مصدر أمني ليبي أن خاطفي السفير الأردني يطالبون السلطات الأردنية بالإفراج عن محتجزين إسلاميين في عمان، لكنه لم يفصح عن هويتهم.

وأشار المصدر إلى توجه وفد رفيع المستوى من الأردن إلى ليبيا للوقوف على ملابسات عملية خطف العيطان.

كما تدور في الأوساط الأردنية تكهنات ان تكون جماعات جهادية وراء عملية الاختطاف، وذلك للضغط على الحكومة الأردنية للإفراج عن معتقلين ينتمون لهذه الجماعات.

ووفق مصادر في وزارة الخارجية الأردنية، فإن الأردن ينتظر إعلان هذه الجماعات أسباب الاختطاف ومطالبها، وإمكانية تنفيذها.

تحذير أردني

أما أردنيا، فقد قال رئيس الوزراء عبدالله النسور خلال جلسة مجلس النواب أمس ان المعلومات التي وردت الى الحكومة أفادت بخطف السفير الأردني لدى ليبيا من قبل ملثمين مدنيين غير معروفين، مشيرا الى انه تم اطلاق النار عليه، وإصابة سائقه بإصابات بالغة.

وحمّل النسور الجهة الخاطفة للسفير مسؤولية سلامته، وقال إن حكومته ستتخذ كل الإجراءات لإطلاق سراحه.

فيما قالت زوجة السفير فواز العيطان إن الخاطفين اتصلوا بها وأكدوا أنه بخير. بدوره، سرد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة حيثيات خطف السفير الأردني، قائلا إن «مجموعة مسلحة تتكون من عناصر ملثمة قامت بالاعتداء على سيارة العيطان، وخطفه وأصابت سائقه بأعيرة نارية».

وقال جودة: «نعرف تماما ان الوضع الأمني في ليبيا وضع صعب جدا، ولم تصلنا حتى الان اية اتصالات من الجهة الخاطفة»، محملا الجهة الخاطفة المسؤولية الكاملة عن حياة السفير الأردني والحفاظ على امنه وسلامته، ومطالبا بالإفراج عنه فورا.

اتصال مستمر

وأكد جودة أن الحكومة الأردنية على اتصال مستمر مع المسؤولين الليبيين. ونقل عن نظيره الليبي محمد عبد العزيز أسفه الشديد عن هذه الحادثة، وتأكيده بذل كافة الجهود لتحرير العيطان.

كما أجرى رئيس الحكومة الليبية المؤقتة المكلف عبد الله الثني اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء عبد الله النسور «عبّر فيه عن أسفه الشديد لاختطاف السفير الأردني»، وأبلغ الثني النسور أن «حكومته في حالة انعقاد طارئ»، لافتاً إلى أن «السلطات الليبية تبذل كافة الجهود للتعامل مع حادث اختطاف السفير وتأمين إطلاق سراحه».

إلغاء رحلات

إلى ذلك، أعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية إلغاء رحلتها التي كانت مقررة إلى العاصمة الليبية طرابلس.

وذكرت الشركة، في بيان، أنها «تتابع الوضع في ليبيا لاتخاذ القرار المناسب بشأن الرحلات الجوية التي تشغّلها الشركة بين البلدين».

شرق أوسط مستقر

 

شدد رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور أمس على ضرورة ايجاد شرق أوسط مستقر يحظى بالسلام المبني على العدل. وذكرت رئاسة الوزراء، في بيان، أن النسور شدد خلال استقباله النائب الأول لوزير الخارجية الصيني زانغ ييسوي الذي وصل إلى العاصمة الأردنية عمان في وقت سابق على «ضرورة ايجاد شرق أوسط مستقر يحظى بالسلام المبني على العدل هو مصلحة للجميع بما فيها الصين».

 ورأى النسور أن «جميع المشاكل في الشرق الأوسط منذ 100 عام لها جذور وارتباطات بعدم ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية». وذكر البيان أن الجانبين «بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين». يو.بي.آي

الأكثر مشاركة