تقارير «البيان»

»الإخوان« والسلفيون على حافة الصدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مُحددات عِدة رسمت العلاقة بين التيار السلفي وجماعة الإخوان عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، إذ بدا السلفيون في بداية الأمر كالسائرين في ركب الجماعة.

لكن مرحلة الصراع بين الطرفين بدأت منذ الانتخابات الرئاسية واتجاه حزب النور السلفي (أكبر الأحزاب السلفية، والتي تم تأسيسها عقب ثورة يناير 2011) إلى تأييد المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، بدلاً عن مرشح «الإخوان» محمد مرسي. وبعد فوز مرسي، بدأ الصراع يتفاقم تدريجيا بين الطرفين، حتى وصل إلى ذروته قبيل 30 يونيو، ما اضطر حزب النور للمشاركة في وضع «خريطة الطريق» التي أشرفت عليها القوات المسلحة المصرية في يوليو الماضي، وأقصت حكم الجماعة نهائيا.

وعلى الرغم مما أثير حول عدول السلفيين عن قراراهم في المشاركة بخريطة الطريق، وقيامهم بالمشاركة في اعتصام الجماعة المحظورة برابعة العدوية والنهضة، إلا أن الخلاف الذي دبّ حاليا بين الطرفين على خلفية الدستور الحالي كان خير دليل على وصول الصدام بين الطرفين إلى أعلى مستوياته، لدرجة تكفير بعض عناصر «الإخوان» لحزب النور، الذي أعلن دعمه وتأييده للتعديلات التي أفرزتها لجنة الخمسين وشارك الحزب في صياغتها.

مرحلة خطيرة

وبحسب ما رصده مُراقبون، فإن ذلك الصراع دخل مرحلة خطيرة، إذ قد يتفاقم إلى حد الصراع المسلح، وهو ما ظهر من خلال محاصرة بعض عناصر «الإخوان» لمنزل القيادي السلفي في حزب النور نادر بكار على خلفية تصريحات بكار المؤيدة للدستور والمناهضة للفصيل الإخواني وتوجهاته.

وفي هذا الإطار، يقول مؤسس جبهة مناهضة أخونة مصر الناشط محمد سعد خير الله إن «طبيعة التحالفات بين الفصائل الإسلامية المختلفة حول العالم كله دائما ما تفصل في النهاية، ويصبح هناك صداما بين تلك الفصائل وبعضها البعض، كما حدث في باكستان مثلاً، ومن ثم كان طبيعيا أن يحدث ذلك الصدام بين السلفيين وبين الإخوان في مصر»، قائلاً ان «مُحددات المشهد الآن والعلاقة بين الطرفين، تؤكد أن العد التنازلي للصراع المُسلح بدأ بين الطرفين، والذي قد يصل إلى حد الاغتيالات والعنف».

تجاوزات السلفيين

ويستطرد خير الله قائلاً: «السلفيون يُحاولون دائما السير في ركب الدولة والسلطة، ومن ثم فهم يؤيدون الإدارة المصرية الحالية، أملاً في الحصول على جزء من كعكة السلطة»، موضحا أن التيار السلفي «يراهن على كسب جزء من الساحة السياسية، لكنه لن يجني سوى صداما مباشرا ومسلحا مع الإخوان، وسوف تلعب القوى المدنية دورا في الترويج لفضائح وانحرافات السلفيين، ومن ثم فلا مكان لهم على الخريطة السياسية مستقبلاً».

في السياق ذاته، يلفت الناطق باسم حركة «إخوان بلا عنف» المنشقة عن التنظيم الإخواني حسين عبد الرحمن إلى أن العلاقة بين الطرفين «وصلت إلى حد الاقتتال في بعض المحافظات المصرية».

قائمة اغتيالات

وينوّه عبد الرحمن إلى أن «قيادات الجماعة تحاول تقويض سلطات التيار السلفي في المساجد، بالتعاون مع الجماعة الإسلامية، إذ تحاول جماعة الإخوان تحويل صراعها مع السلفيين، وخاصة حزب النور، من صراعٍ سياسي إلى دعوي، فراحت تروج إلى أن حزب النور تخلى عن الشريعة الإسلامية في الدستور الجديد، في محاولة لدفع عناصر الجماعة للاقتتال مع السلفيين». واستطرد: «هناك أنباء تتردد تزعم أن الجماعة لديها قوائم اغتيالات لبعض الشخصيات من داخل التيار السلفي».

Email