بحضور محمّد بن راشد والقادة.. صباح الأحمد يشدد على قدرة دول «التعاون» على مواجهة التحديات

قمة الكويت تتجه لقرارات تعزز التعاون العسكري والأمني

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت الدورة الـ34 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس في الكويت بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مترئّساً وفد الدولة، بكلمة لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أكد فيها قدرة الدول الأعضاء «على الصمود والتواصل لخدمة ابنائها» وتكاتفها وصلابتها.. وبالتأكيد على ترحيب مجلس التعاون باتفاق جنيف بين ايران والدول الكبرى على ان يؤدي الى اتفاق دائم «يبعد شبح التوتر» عن المنطقة.. في حين يتوقع أن تعتمد القمة قررات تعزز التعاون العسكري والأمني مثل إنشاء قيادة عسكرية موحدة وجهاز الإنتربول الخليجي.

وأكد أمير الكويت، في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة الـ34 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، انه «رغم الظروف المحيطة بنا اقليمياً ودولياً فإنّ دول مجلس استطاعت ان تثبت للعالم قدرتها على الصمود والتواصل لخدمة ابناء دول المجلس». وشدد على ضرورة التشاور و«تبادل الرأي حيال تلك الظروف وتداعياتها على منطقتنا بما يعزز من تكاتفنا ويزيد من صلابة وحدتنا».

ترحيب باتفاق جنيف

وعبر أمير الكويت عن ارتياح دول المجلس لاتفاق جنيف بين ايران والدول الكبرى على ان يؤدي الى اتفاق دائم «يبعد شبح التوتر» عن المنطقة. وقال في هذا الصدد: إنّ دول المجلس «عبّرت عن ارتياحها لاتفاق جنيف التمهيدي حول البرنامج النووي الايراني». واكد ان دول المجلس تتطلع الى ان يتحقق له (الاتفاق) النجاح ليقود الى اتفاق دائم يبعد عن المنطقة شبح التوتر».

عجز أمام المأساة السورية

وفي حين أشاد الشيخ صباح الأحمد بالجهود التي تبذلها الادارة الاميركية لاحياء مفاوضات السلام في الشرق الاوسط مؤكدا ان «المنطقة لن تنعم بالسلام الا بتطبيق اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة».. أعرب عن الأسف لأنّ «مجلس الأمن الدولي وقف عاجزا عن وضع حد لإنهاء الكارثة الانسانية في سوريا».

واضاف صباح الأحمد ان دولة الكويت استجابت الى نداء الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لعقد المؤتمر الثاني لدعم الوضع الانساني في سوريا المقرر عقده بالكويت منتصف شهر يناير 2014.

طلب دعم يمني

وفي مجال آخر، أوضح الشيخ صباح في افتتاح القمة أن الرئيس اليمني يطلب دعم دول الخليج السياسي والاقتصادي. وأشار إلى تلقيه رسالة من هادي يشكر فيها قادة دول المجلس على ما قدموه من دعم لبلاده مطالبا بمواصلة الدعم لمواجهة المصاعب والظروف الراهنة التي تمر بها اليمن.

جلسة مغلقة.. وملفات عديدة

ورفع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: سمو الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، جلستهم الافتتاحية وباشروا جلسة العمل المغلقة لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وتدارس مشاريع القرارات التي تعزز مسيرة التعاون بين الدول الأعضاء وبما يخدم مصالح وشعوب دول المجلس كافة.

وعلى طاولة القادة العديد من القضايا في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية كما ينتظر أن يناقشوا مسائل حيوية كحقوق الانسان والبيئة والتعليم ومكافحة الامراض المعدية والشؤون الثقافية والاعلامية بالاضافة الى ملفات اخرى لاسيما المتعلق بالعملة الخليجية الموحدة. ويتوقع أن يتم مناقشة ما تم تنفيذه بشأن الاتحاد الجمركي بين دول المجلس ومعوقات التبادل التجاري للوصول الى ما يهدف إليه الاتحاد الجمركي من توحيد النظم والإجراءات الجمركية والمالية والإدارية وانسياب السلع بين دول المجلس دون قيود جمركية ومعاملة السلع المنتجة في أي دولة من دول المجلس معاملة المنتج الوطني.

وفي الشأن السياسي من المتوقع أن تجدد القمة التأكيد على موقف دول مجلس التعاون الرافض لاستمرار احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث، كما ستناقش قضايا اقليمية مهمة وفي مقدمتها الأزمة السورية ومسألة انعقاد مؤتمر جنيف 2 الرامي لايجاد تسوية سياسية بما يضمن وقف الاقتتال وحقن الدماء في سوريا.

مقرّرات تعاون عسكري

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون عقدوا صباح أمس جلسة العمل التكميلية المغلقة الثانية لمناقشة مشروعات القرارات ومشروع البيان الختامي التي سترفع إلى القادة. وأكد وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله أن مشروع البيان الختامي سيعتمد إنشاء قيادة عسكرية موحدة لدول مجلس التعاون وأكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية وجهاز الإنتربول الخليجي.

وقال الجارالله، في تصريحات للصحافيين قبل ساعات من التئام القمة، إن «البيان الختامي سيتضمن ترحيب دول المجلس بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته الدول الست (5 1) وإيران في نوفمبر الماضي حول البرنامج النووي الإيراني». وأضاف أن «الوضع في سوريا والمشاركة في مؤتمر جنيف 2 بما يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية ستكون حاضرة بقوة».

وأضاف الجارالله أن هناك بندا يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الاوسط، مبيناً أن البيان الختامي يتضمن «تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي على أن السلام العادل لا يمكن له أن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة في العام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لما نصّت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن مقررات القمة ستسلط الضوء على التعاون العسكري والأمني، إذ تتضمن مواقف واضحة في مجالات التعاون الأمني والعسكري والربط المائي وبرامج الشباب وامور كثيرة تم الاتفاق عليها.

وأشار وزير الخارجية البحريني إلى أنّ التوصيات التي تصدر عن قمة الكويت الخليجية تتعلق كذلك بمشاريع السكة الحديد ووضع استراتيجية وبرنامج وخطة عمل للشباب ومستقبلهم.

وتنعقد الدورة 34 لقادة مجلس التعاون الخليجي وسط تزايد التباينات بين الدول الخليجية بشأن الملفات الإقليمية وعلى رأسها سوريا ومصر والنووي الإيراني. كما يبرز التباين بين الدول الخليجية حول اقتراح تقدّم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة العام 2011 لإقامة مشروع الاتحاد الخليجي في ظل تهديد سلطنة عُمان بالانسحاب في حال إعلانه.

Email