مرضى وأطباء وعضو في مؤتمر الحوار ضمن الضحايا.. والزياني يدين «العمل الجبان»

عشرات القتلى بهجوم على وزارة الدفاع اليمنية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في تحد واضح للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي نشر قوات الجيش والأمن الخاص في شوارع صنعاء لوقف سلسلة الاغتيالات التي طالت عسكريين ورجال استخبارات وسياسيين، اقتحم مسلحون من تنظيم القاعدة أمس مجمع وزارة الدفاع في قلب العاصمة اليمنية، واشتبكوا مع القوات المتواجدة في المجمع، بعد أن قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة أمامه، لتنتهي العملية الدامية بعد ساعات بمقتل نحو 40 شخصاً، من ضمنهم مرضى وأطباء وعضو في مؤتمر الحوار، وسط إدانة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني «العمل الجبان».

وقالت مصادر عسكرية يمنية أمس إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة اقتحم البوابة الغربية للمجمع، الذي يضم مكاتب أيضا للرئيس هادي، إلى جانب مكتب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان.

وأشارت المصادر إلى أن سيارة أخرى تقل مسلحين دخلت المبنى واقتحمت مستشفى المجمع، ومبنى الإدارة المالية، حيث اخرج المسلحون العاملين الأجانب في المستشفى واعدموا ممرضات فلبينيات وأطباء في ساحة المجمع وأمام الموظفين.

وأكد مصدر طبي ان من بين القتلى ستة اجانب من بينهم فنزويلي وفلبينيتان.

واكد المصدر ايضا ان بين الأطباء القتلى ثلاثة يمنيين، اضافة الى خمسة مرضى يمنيين لقوا حتفهم، من بينهم عضو لجنة الحوار الوطني اليمني القاضي عبد الجليل نعمان وزوجته.

وقال عاملون في المجمع لـ «البيان» إن «العشرات من الجنود شوهدوا ملقون على الأرض في ساحة المبنى، وأعقب ذلك اشتباكات بين قوات الشرطة العسكرية وحراسات بقية البوابات والمقتحمين استمرت لثلاث ساعات، حيث أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المكان تولت إغلاق المنطقة بالكامل، وخاضت في مواجهات مع المسلحين، قبل ان تتمكن من القضاء عليهم».

لجنة تحقيق
وقال موظفون في مصارف مجاورة لمبنى وزارة الدفاع ان الانفجار «كان هائلا، وان زجاجات نوافذ المباني القريبة تحطمت بسببه»، مشيرين إلى أن «سحباً من الدخان تشكلت اعلى مبنى مجمع الدفاع الحصين، والذي فشل متمردون في الجيش من اتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اقتحامه العام الماضي».

وذكرت وزارة الدفاع اليمنية ان الرئيس هادي زار المجمع بعد نصف ساعة من انتهاء المواجهات، وترأس اجتماعا استثنائيا للقيادات العسكرية، وأمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم الإرهابي، وأمر برفع تقرير بنتائج التحقيق خلال 24 ساعة.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قال إن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت مستشفى مجمع الدفاع، المعروف باسم «العرضي»، وهو مقر الحاكم التركي لليمن، وان المهاجمين «استغلوا وجود بعض الإنشاءات الجارية هناك».

وبحسب المصدر، فإن سيارة «تحمل عددا من الأفراد دخلت إلى المبنى بعد الانفجار، حيث تم التعامل مع غالبية المجموعة المسلحة والقضاء عليها في نطاق المستشفى»، موضحا أن الوضع «تحت السيطرة».

بصمات القاعدة
من جانبه، قال الصحافي المتخصص في شؤون «القاعدة» عبد الرزاق الجمل لـ «البيان» إن «العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة، لأن طابعها انتحاري. ومن الصعب ان تقوم بذلك جهة اخرى، كما انها مشابهة لما تم في الهجوم على القاعدة العسكرية في حضرموت».

وأضاف الجمل: «هذه العملية تأتي بعد تهديد القاعدة بالانتقام لقمع قوات الأمن سجناء القاعدة لدى جهاز الاستخبارات، والتي ادت الى وفاة احد السجناء الشهر الماضي».

«التعاون» يدين
من جانبه، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني الهجوم، ووصفه بأنه «عمل جبان، يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الدينية والإنسانية».

وقال الزياني إن «هذا العمل الشنيع جريمة بشعة يسعى الإرهابيون من ورائها الى زعزعة أمن اليمن الشقيق واستقراره، وعرقلة الحل السياسي للأزمة اليمنية»، معربا عن ثقته بأن «مرتكبي هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب».

وأكد الأمين العام «استنكار دول مجلس التعاون لهذه الجريمة الإرهابية، ووقوفها مع اليمن رئيسا وحكومة وشعبا في كل ما يتخذ من إجراءات لحفظ أمن اليمن واستقراره»، معربا عن «تعازيه الحارة لأسر الضحايا»، ومتمنيا للجرحى «الشفاء العاجل».


بريطانيا تشجب
أدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجمات الانتحارية في صنعاء، وجدد تأكيد دعم بلاده لعملية الانتقال السياسي في اليمن وحربه ضد الإرهاب. وقال هيغ: «أشجب بأشد العبارات الهجمات المروعة على وزارة الدفاع في صنعاء والتي سببت الكثير من الوفيات، بما في ذلك الطاقم الطبي والمرضى في مستشفى الوزارة، وأبعث بالتعازي لأسر القتلى والمصابين، وأقدّم دعمي للرئيس (عبد ربه منصور) هادي». يو.بي.آي

 

Email