تقارير »البيان«

إسرائيل تستبق زيارة أوباما بمبادرات التفافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تثير زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة جدلا واسعا في الأوساط السياسية الرسمية والشعبية الفلسطينية والاسرائيلية، وحتى العربية. وبينما يصف البعض الزيارة بأنها استكشافية، يؤكد محللون وسياسيون لـ«البيان» على أهميتها في رسم ملامح المرحلة المقبلة، لاسيما ما يتعلق بالعلاقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

ويرى محللون أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يحاول تخفيف الاحتقان بينه وبين أوباما قبل وصول الاخير للمنطقة، من خلال تقديم بعض التسهيلات للفلسطينيين، إلا ان ما يمنعه الإجماع الإسرائيلي المتطرف الداعي إلى فرض مزيد من العقوبات والرافض لأي من التسهيلات.

نتانياهو مرتبك

ويشير المحللون إلى أن موقف نتانياهو الحالي المتزامن مع زيارة أوباما التي تأتي في وقت محاولته لتشكيل حكومة ائتلافية «صعبة» يضعه في دائرة الإرباك، فهو من يريد استرضاء أوباما من خلال نيته تقديم التسهيلات للفلسطينيين من جهة، ويريد أيضا إرضاء التيار الإسرائيلي المتطرف من خلال التشدد في مواقفه السياسية باتجاه الفلسطينيين من جهة أخرى، وهذا ما يفسر نفي مكتبه تقديم التسهيلات وتأكيده على شرط عودة الجانب الفلسطيني للمفاوضات دون شروط مسبقة قبل تقديمه للتسهيلات المذكورة.

التزامات لا بوادر

ويوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت لـ«البيان» أن ما تعتبره إسرائيل بوادر حسن نية أو تسهيلات، «هي التزامات عليها ان تفي بها». ويضيف رأفت: «بحسب اتفاق أوسلو، يجب على اسرائيل ان تطلق سراح الاسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل الاتفاق، وعدهم 132، وهناك اتفاق آخر بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت بإطلاق سراح 1000 أسير». ويتابع: «نحن نعتبر هذه الامور التزامات وردت في المرحلة الاولى لخطة خارطة الطريق، ويجب على اسرائيل تنفيذها».

مطالب

ومن جهة ثانية، يعرب رأفت عن استغرابه من التصريحات الرسمية الاميركية التي تقول أن أوباما قادم «من أجل أن يستمتع»، قائلا إنه «يعلم جيدا ما هو الموقف الفلسطيني وما هو الموقف الإسرائيلي، وإذا كان قادما للاستماع فلا داعي لزيارته».

وطالب رأفت مجلس الامن الدولي بـ«الإسراع في تنفيذ قراراته المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وفق خطة سياسية محددة بإطار زمني تضمن الانسحاب الإسرائيلي من كل البؤر الاستيطانية، ووقف كامل للبناء الاستيطاني من أجل قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو».

التفاف

بدوره، يؤكد المحلل السياسي طلال عوكل أن الحديث الإسرائيلي حول التسهيلات «يأتي في إطار الالتفاف على مشروع التسوية السياسية، لأن نتانياهو يريد أن يخفف الاحتقان بينه وبين أوباما». ويضيف: «يعلم نتانياهو أن هناك مشروع سلام قادم تريده أميركا، وهو يريد أن يدفع بملف المفاوضات نحو قضايا جزئية بعيدا عن القضايا الرئيسية، وفي نفس الوقت يريد أن يظهر كرجل سلام يقدم مبادرات وتسهيلات، في حين يضع الكرة في الملعب الفلسطيني ويتهم الفلسطينيين بتعطيل المفاوضات». ويرجح عوكل أن يطرأ تغير على آلية تعامل الإدارة الاميركية مع مفاوضات السلام، «بحيث تقترب أكثر من هذا الملف ولا تتركه بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وحدهما». ويقول: «أتوقع رسائل قوية من أميركا للإسرائيليين وكذلك للفلسطينيين، ولكن في جميع الاحوال أنا أشك بقدرة هذه المبادة الأميركية على تحقيق السلام العادل وإنهاء الصراع».

Email