دفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا

العراق يتهم الجيش الحر بمجزرة حديثة ويداري تورطه

قوات عراقية قرب معبر اليعربية الحدودي مع سوريا ارشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تمض سوى أيام قلائل على إعلان القيادات العسكرية العراقية، عن تنفيذها عمليات واسعة في المناطق الصحراوية التابعة لمحافظتي صلاح الدين والأنبار، وقتلها العديد من المسلحين، وتدمير «أوكارهم»، والاستيلاء على أسلحة وأعتده مختلفة، حتى تكشف أن الهدف من تلك العمليات، هو تأمين طريق عبر العراق إلى سوريا، في حين دفع الجيش العراقي خلال نهار أمس بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا بهدف منع التسلل، متهماً مجموعة إرهابية متسللة من سوريا بتنفيذ مجزرة حديثة.

وبحسب مواطنين في تلك المناطق فإنّ ما أعلنته القيادات العسكرية، لم يكن صحيحاً، وربما كان الهدف منه تضليل القيادات العليا «بانتصارات» وهمية، لأن خسائر الجيش العراقي كانت كبيرة، ومنها إسقاط طائرة هليوكوبتر، وان ما تم الاستيلاء عليه هو مخلفات تركها المسلحون خلال تغيير مواقعهم، إضافة إلى أن المسلحين في المنطقة اعرف بطبيعة الأرض، من قوات الجيش الآتية من مناطق أخرى في البلاد، وأن هدفهم معاكس تماما، وهو قطع الإمدادات للنظام السوري.

تطهير

معارك الصحراء، لا يمكن التنبؤ بها، إلا انه كان من الممكن التنبؤ بأن تحاول الحكومة العراقية إعادة العسكريين السوريين الهاربين من معارك اليعربية، ومعهم أعداد أخرى من الموجودين في العراق أو إيران، عبر المناطق الصحراوية التي قال الجيش العراقي إنه تمكن من «تطهيرها».

وتشير الأرقام إلى أن عدد الذين قتلوا وجرحوا في مجزرة حديثة عكاشات، أكبر بعدة أضعاف من الأرقام التي أعلنت رسميا عن الهاربين من معارك اليعربية، والتي تتراوح بين 6 و 30 مقاتلا، ما يعني تدفق إمدادات إضافية، أو أكاذيب إضافية حول طبيعة المعارك التي تورط بها الجيش العراقي.

مجموعة إرهابية

ولغرض التمويه على الخيبة والفشل، والمشاركة الفعلية في الحرب السورية، اتهمت وزارة الدفاع العراقية، مجموعة «إرهابية متسللة» من سوريا، بتنفيذ الاعتداء «الإجرامي» الذي راح ضحيته أكثر من 67 من الجنود السوريين والعراقيين في محافظة الأنبار، معتبرة أن الحادث يشكل «اعتداءً سافراً» على سيادة العراق وأرضه وكرامته، و«انتهاكا صارخاً» لحقوق الإنسان، متوعدة «برد حازم وبكل الوسائل المتاحة» على كل من يسعى لنقل صراعه المسلح للعراق أو المساس بأمنه وحدوده.

وقالت الوزارة في بيان إنه «نتيجة للمعارك الدائرة في الجانب السوري وقرب الحدود العراقية السورية لجأ عدد من الجنود السوريين الجرحى والعزل لغرض العناية الطبية»، مشيرة إلى أنهم «وبعد أن تلقوا العلاج اللازم تم نقلهم إلى مخفر الوليد الحدودي لغرض تسليمهم عبر القنوات الرسمية»، مضيفة أن في بيانها، أنهم وفي «إثناء نقلهم تعرضوا إلى عدوان غادر من قبل مجموعة إرهابية متسللة إلى داخل الأراضي العراقية قادمة من سوريا»، مبينة أنه «نتيجة لهذا العمل العدواني فقد استشهد تسعة جنود عراقيين وجرح عدد آخر، ومن الجنود اللاجئين السوريين وقع 48 قتيلاً وعشرة جرحى».

وعدت الوزارة، هذا «العمل الإجرامي اعتداءً سافراً على سيادة العراق وأرضه وكرامته، وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان»، لافتة إلى أن «المغدورين كانوا جرحى وعزلا من السلاح»، مؤكدة أن «الرد سيكون حازماً وقاسياً وبكل الوسائل المتاحة لمن يحاول المساس بحدود العراق وأمنه».

تعزيزات إلى الحدود

من جانب آخر، أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار أمس بأن تعزيزات عسكرية عراقية وصلت إلى الحدود مع سوريا غربي المحافظة، مؤكداً أن هدف التعزيزات ضبط الحدود ومنع التسلل.

وقال المصدر إن «تعزيزات عسكرية تتكون من لواءين قتاليين ومروحيات وصلت إلى مناطق الرمانة ومكر الذيب وحصيبة والقرى والقصبات، منها نقطة دخول نهر الفرات في منطقة القائم»، مبيناً أن «هذه القوات ستقوم بمراقبة الشريط الحدودي وتعزيز أبراج المراقبة ونصب كاميرات لبليلة وكاشفات».

وفي حين أوضح مصدر قيادة عمليات النبار بأن «هدف التعزيزات ضبط الحدود ومنع التسلل»... أفاد مصدر عسكري في قيادة محافظة الأنبار بأن قوات عسكرية خاصة من الجيش العراقي معزة بالطائرات تنفذ عملية عسكرية واسعة غرب الأنبار بحثاً عن المسلحين الذين استهدفوا الرتل الذي كان ينقل الجنود السوريين في منطقة عكاشات.

أبوريشة: مسؤولية المالكي

من جانب آخر، حمّل زعيم مؤتمر صحوة الأنبار أحمد أبوريشة رئيس الحكومة نوري المالكي المسؤولية الكاملة عن «مجزرة حديثة»، ودعا أهالي الضحايا إلى تقديم شكوى ضده لأنه «أقحم الجيش» في الحرب الدائرة في سوريا.

وقال احمد أبوريشة، في تصريحات صحافية: «نحن ندين بشدة هذه المجزرة ونطالب أهالي الضحايا برفع دعوى قضائية ضد الحكومة العراقية باعتبارها المتسبب بمقتل الجنود العراقيين والسوريين»، موضحا أن «رئيس الحكومة زج الجيش العراقي في الحرب السورية الداخلية من خلال حمايته عناصر الجيش النظامي وهو يعلم انه ليس بمقدوره حمايتهم». وشدد على أن «الحكومة بعملها هذا تدخلت سياسيا وعسكريا في الشأن السوري الداخلي وأثبتت مساندتها لنظام بشار الأسد». وتابع «نحن نرفض أن ندخل معركة ندافع فيها عن الأسد»، وتساءل قائلا «العراق دخل الكويت فأصبح تحت الفصل السابع وفي حال تدخله في سوريا في أي فصل سيدرج».

ولفت أبوريشة المعروف بعلاقته المتوترة مع رئيس الحكومة بسبب دعمه للتظاهرات التي تجري في الأنبار، بالقول «نحن كثيرا ما طالبنا بتدريب القوات العراقية وتطوير قابليتهم القتالية، لكن الحكومة تدربهم فقط على فتح الكناتير (الخزانات في المنازل) وتفتيش المطابخ».

وأكد رئيس مؤتمر صحوة الأنبار أن «مجزرة الرطبة وقعت في المنطقة ينشط فيها تنظيم القاعدة فقط، واعتقد انه المسؤول عن الحادث».

 

قناص

أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى، بأن جندياً عراقياً قتل برصاص قناص من الجيش السوري الحر عند منفذ ربيعة الحدودي غرب الموصل. وقال المصدر في حديث لـ«السومرية نيوز»، إن «أحد الجنود العراقيين المنتشرين عند منفذ ربيعة الحدودي مع سوريا قتل، صباح أمس، برصاص قناص من الجيش السوري الحر»، مضيفاً أنه «تم نقل جثة الجندي إلى دارة الطب العدلي، فيما اتخذت إجراءات أمنية مشددة في المكان». البيان

 

سقوط منفذ

سقط منفذ اليعربية الحدودي مع العراق صباح السبت الماضي بأيدي عناصر الجيش السوري الحر، وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن سقوط المنفذ دفع بنحو واحد وثلاثين جنديا سوريا للجوء إلى العراق، ومن بين هؤلاء ضابط وخمسة من جنوده أصيبوا بالاشتباكات مع الجيش الحر، ولفتت المصادر إلى أن المصابين تم نقلهم إلى مستشفى الموصل حيث توفي أحدهم متأثرا بجروحه يوم الأحد الماضي، فيما تحفظت القوات العراقية على أربعة وعشرين جنديا داخل ثكنات عسكرية في الموصل، إلا أن أي أنباء لم ترد عن لجوء سبعين جنديا سوريا إلى العراق، كذلك لم تفصح القيادة العسكرية العراقية عن أي عدد للجنود السوريين الذين لجأوا إلى العراق.

 

 

Email