«القاعدة» يسعى إلى تجريد الرئيس اليمني من تحالف القبائل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت العملية الانتحارية التي نفذها تنظيم القاعدة في مدينة جعار بمحافظة ابين، والتي أدت إلى مقتل وجرح اكثر من 85 من أعضاء اللجان الشعبية، أن التنظيم انتقل إلى مرحلة الانتقام من رجال القبائل الذين قاتلوا إلى جانب الجيش ضده، كما أنها تكشف في جانب آخر أن الحرب مع «القاعدة» لا تزال بعيدة المدى.

وإذ جاءت العملية الانتحارية التي استهدفت قائد اللجان الشعبية في جعار عبد اللطيف السيد عشية بدء جلسات الحوار الوطني، فإن العدد الكبير من الضحايا يعكس مدى غضب أعضاء التنظيم المسلح من الدور الذي لعبته تلك اللجان في المواجهات الأخيرة، والتي أدت في النهاية إلى إنهاء سيطرته على محافظة ابين وأجزاء من محافظة شبوة بعد نحو عام على استيلاء التنظيم على تلك المناطق.

وإذا كان واضحا ان «القاعدة» يهدف من هذه العملية ردع كل رجال القبائل ومنعهم من التفكير في مساندة قوات الجيش في المواجهات، فإنها تبين انه مازال يخطط لاستعادة السيطرة على مناطق في محافظة ابين وغيرها من المحافظات، وان مثل هذه العمليات هي خطوة تمهد لعمل قادم، ولكن بعد تجريد السلطات من قوة فاعلة في المواجهة وإشاعة حالة من الرعب في صفوف رجال القبائل والتجمعات المحلية اذا ما تعاونت مع السلطات.

ولما كان من المعلوم أن عناصر «القاعدة» غادرت مدن محافظتي ابين وشبوة بعد المواجهات مع الجيش واللجان الشعبية إلى المناطق الجبلية، فإن احتفاظ التنظيم بكامل قواته عند انسحابها من هذه المدن يكشف عن أن اليمن مقدمة على نوع جديد من الحرب لا يقتصر الهجوم فيها على المصالح الغربية او مواقع الجيش والأمن ولكنها تستهدف أيضا كل مجموعة يعتقد أنها ستقف ضد مشروع إقامة الإمارة الإسلامية الذي يسعى التنظيم لتحقيقه.

جبهات عدة

وحيث ان الرئيس عبد ربه منصور هادي يصارع على جبهات عديدة سياسية واقتصادية وأمنية في ظل جيش منقسم وأجهزة امن مشتتة الولاء، فإن مهمة المواجهة مع التنظيم ستتطلب المزيد من الدعم الإقليمي والدولي، والا فإن «القاعدة» سيعود بقوة اكثر مما كان عليها من قبل، خصوصا في ظل تزايد معدلات الفقر والبطالة وعجز الحكومة عن وضع خطة إنقاذ اقتصادية شاملة وتردي في الخدمات وصعوبات بالغة تواجه مؤتمر الحوار الوطني.

ولأن العملية الانتحارية أتت بعد أيام من تحذيرات قيادة محافظة ابين من نقص واضح في عديد قوات الأمن، وأنباء عن استعادة «القاعدة» لقوته ولملمة عناصره بعد الهزيمة التي تلقاها من الجيش، وقيامه بمهاجمة بعض القرى، فإنها توضح ان السلطات غير قادرة على توفير قوات أمنية مدربة ومجهزة تتولى مهمة حماية المدن والاستمرار في ملاحقة عناصر التنظيم في المناطق الجبلية والصحراوية من اليمن.

Email