صدامات متقطعة في الميدان ومحيط «الداخلية» ساحة حرب

ثورة مصرية ثانية في «مليونية الإنقاذ الوطني»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت «مليونية الإنقاذ الوطني»، التي أغرقت بالحشود ميدان التحرير وسط القاهرة، والتي غابت عنها جماعة الإخوان المسلمين، تجدَّد الاشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين بميدان التحرير، وامتدت إلى شارعي منصور ومحمد محمود المؤديين من الميدان إلى وزارة الداخلية.

وأطلق عناصر الأمن الغازات المسيلة للدموع وطلقات الصوت، فيما رد المعتصمون برشق الأمن بالحجارة. وطالب المتظاهرون برحيل رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني. وتواصل توافد عشرات الآلاف من المصريين للانضمام إلى الاعتصام، رغم الإعلان عن تقديم الحكومة المصرية استقالتها وهو أحد مطالب المعتصمين.

وأدى المعتصمون في ميدان التحرير صلاة الجنازة على أحد ضحايا الاشتباكات.. في وقت أعلنت مصادر طبية وحقوقية متطابقة أن حصيلة قتلى الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمعتصمين بلغ 35 قتيلاً، وأن اشتباكات الأمس، أدت الى جرح 30 شخصاً. إلى ذلك، رفع المعتصمون في التحرير لافتة كبيرة يؤكدون فيها أن الناطق الرسمي باسم المعتصمين «هم المعتصمون أنفسهم»، في إشارة إلى رفضهم الاجتماع الذي عقده المجلس العسكري مع بعض القوى السياسية أمس.

وكان لافتاً الهتافات التي دوت في أرجاء الميدان في القاهرة، وأرجاء المحافظات المصرية «ارحل.. ارحل.. الشعب يريد إسقاط المشير»، في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي. وذكر المشهد بالتظاهرات التي شهدها الميدان في يناير الماضي، للمطالبة برحيل الرئيس السابق حسني مبارك، والتي انتهت بإسقاطه في 11 فبراير الماضي، وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة في البلاد.

ويتهم الناشطون الشباب، الذين دعوا الى المليونية، المجلس العسكري بالتشبث بالسلطة، وبالإبقاء على سياسات نظام مبارك، وينتقدون بشدة إحالته المدنيين إلى محاكمات عسكرية.

ولخصت صفحة «خالد سعيد»، التي لعبت دوراً محورياً في الدعوة الى تظاهرات يناير ضد مبارك، أمس، موقف الناشطين الشباب، وقالت إن إصرار المجلس العسكري على احتكار كل السلطات وتأجيل انتخاب رئيس حتى 2013، اسمه انقلاب على وعوده، بعدما استلم السلطة، وانقلاب على الثورة».

 

غياب الإخوان

من جهة أخرى، وفي حين تزايدت الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بتخليها عن الثورة المصرية، إثر رفضها المشاركة في مليونية الإنقاذ الوطني، التي شهدها ميدان التحرير، أمس.. أكد الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين د. محمود غزلان، أن عدم مشاركة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، جاء حرصاً على عدم استدراج الشعب إلى مواجهات دامية جديدة مع أطراف تسعى إلى مزيد من الاحتقان.

وطالب غزلان في تصريحات لـ«البيان»، بإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، معتبراً إياها مخرجاً رئيسيّاً لانتزاع السلطة التشريعية، بجانب سرعة تحديد تسليم السلطة لمدنيين في موعد أقصاه منتصف العام المقبل. وبشأن الحكومة المصرية الجديدة، المزمع تشكيلها حال قبول استقالة حكومة شرف بشكل نهائي، صرّح غزلان بأن جماعة الإخوان تنأى بنفسها عن تولي الحكومة المقبلة، وخاصة أن التجربة السابقة لحكومة شرف أثبتت أن الوزارة مجرد سكرتارية للمجلس العسكري، وهذا ما ترفضه الجماعة لأعضائها أن يتحولوا إلى مجرد تابعين.

في سياق متصل، تظاهر عشرات الآلاف في أرجاء محافظات مصر، أمس، تضماناً مع المتظاهرين في ميدان التحرير، كان أكثرها سخونة في محافظتي الإسكندرية والسويس، اللتين كانتا مهد الثورة. كذلك الحال كان في محافظات الشرقية والغربية والمنيا، وعدد من المحافظات الأخرى.

 

 

Email