رفض التوقيع «إلا بحضور المعارضة» وحذر من حرب أهلية

صالح يراوغ.. والمبادرة الخليجية تترنّح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ساعات من الانتظار والترقب، واستعراض مسلّح في الشارع، ومحاصرة المفاوضين؛ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفيري الولايات المتحدة وبريطانيا وممثل الاتحاد الأوروبي، رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية بشأن نقل السلطة في اليمن، واكتفى بتوقيع حزب المؤتمر عليها، مشترطاً توقيع المعارضة عليها معه في القصر الجمهوري، الأمر الذي بات يضع المبادرة الخليجية عند مفترق طرق، قد يدفع دول مجلس التعاون الخليجي إلى سحبها.

وفي نهاية يوم طويل، كان الترقب فيه السيد والسلاح وسيلة للضغط، رفض الرئيس علي صالح التوقيع على المبادرة الخليجية وحذر من حرب أهلية.

وبينما كان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني يركب طائرته مغادراً صنعاء معلنا فشل الجهود التي بذلت على مدى شهر ونيّف لإيجاد حل للازمة السياسية... ظهر الرئيس اليمني في خطاب متلفز وشدّد على أنه لن يوقع على المبادرة الخليجية إلا إذا وقعت معه المعارضة عليها في القصر الجمهوري، قائلاً: «سأوقع إذا جاءت المعارضة إلى القصر للتوقيع لأنها ستكون شريكة في الحكم لمدة 90 يوماً». وأضاف: «يقولون إنهم لن يحضروا فكيف ستشكل الحكومة وكيف سيؤدون اليمين الدستورية؟ هل سنتعامل بالهاتف؟».

وبعدما عبّر عن تقديره لمواقف دول مجلس التعاون والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.. هدّد صالح بمواجهة معارضيه إذا لم يقبلوا بالخيار السلمي. وأضاف: «نحن صامدون وسنواجه التحدي بالتحدي.. وإذا لم ينصاعوا وأرادوا إدخال البلاد في حرب أهلية فعليهم أن يتحملوا كامل المسؤولية عن الدماء التي سفكت والتي ستسفك».

وبحسب المصادر المطلعة، اشترط صالح إيجاد آلية لتنفيذ المبادرة تتضمن مواعيد زمنية لرفع الاعتصامات ومعالجة قضية صعدة والوضع في جنوب البلاد قبل أن يقدم استقالته إلى البرلمان. وأكد الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي أن الرئيس «مستعد للتوقيع اذا وقعت معه المعارضة في القصر الجمهوري».

ووقع الحزب وحلفاؤه أمس على المبادرة الخليجية، وبث التلفزيون الرسمي صورا لمسؤولين في الحزب الحاكم يوقعون بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.

وكان الحزب الحاكم استبق التوقيع بالتشديد على ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع؛ المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسفراء الدول الصديقة والشقيقة المعتمدين، ووسائل الإعلام، وبما يجعل من هذه المناسبة حدثاً تاريخياً «يجسد الحكمة اليمانية والحرص على تجنيب الوطن الفتنة وإراقة الدماء».

 

حصار

وامتنع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم مطلع نهار امس عن توقيع المبادرة الخليجية متذرعا بقيام عشرات الآلاف من مناصريه بمحاصرة كلية الشرطة التي كان صالح يعقد اجتماعا حزبيا فيها.

وقال رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم طارق الشامي «مازلنا محاصرين بمقر كلية الشرطة ولم نتمكن من الخروج، بسبب قيام عشرات الآلاف من مناصري الرئيس ومنعه من التوقيع على المبادرة

على الضفة المقابلة، قال قيادي بارز في المعارضة لـ «البيان» إن الرئيس رفض التوقيع على المبادرة بعد ساعات من التلكؤ، حيث قام المئات من أنصاره بحصار مقر إقامة وفد الوساطة في العاصمة صنعاء، ومنعوا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من مغادرة المبنى إلى القصر الجمهوري لكي يتم التوقيع على المبادرة.

وأضاف القيادي أنه «بعد اتصالات أجريت مع السلطات اليمنية تم إرسال مروحية عسكرية إلى المبنى، حيث تم نقل الأمين العام لمجلس التعاون والسفراء الغربيين إلى القصر الرئاسي، حيث رفض الرئيس التوقيع رغم الجهود المضنية التي بذلت».

إلى ذلك، دعا الناطق باسم المعارضة اليمنية واشنطن والرياض الى الضغط على صالح ليوقع على المبادرة.

وقال الناطق محمد قحطان لوكالة «فرانس برس» ان الرئيس لا يريد ان يوقع «ويبحث عن اعذار.. الدول الراعية تتعامل معه باحترام زائد، واذا قالوا له بوضوح انهم سيحملونه مسؤولية فشل المبادرة فعندها سيوقع». وأضاف «وحدها الولايات المتحدة والسعودية يمكنهما ان تضغطا عليه».

وحذرت المعارضة صالح من ان الثورة «ستقتلعه» اذا لم يوقع على المبادرة الخليجية.

 

تظاهرة

قام المحتجون المطالبون بإسقاط النظام بتحرك ضخم أيضا في صنعاء قد يكون الأكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام قبل أربعة شهور، وكذلك في مدن أخرى. وأكد المتظاهرون بدورهم رفضهم للمبادرة الخليجية، مشددين على مطلب رحيل صالح ومحاكمته. ورددوا شعارات مثل: «يا زياني لا تبادر، علي صالح سيغادر». ولبس بعضهم ثيابا بألوان العلم اليمني، الأحمر والأبيض والأسود.

 

سحب المبادرة!

في هذه الأجواء، قال مصدر خليجي في العاصمة السعودية الرياض ان دول مجلس التعاون الخليجي ستسحب المبادرة الخليجية الخاصة بتسوية الوضع في اليمن إذا لم يوقع عليها صالح.

وتنص المبادرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحّي صالح في مقابل ضمانات بعدم ملاحقته قضائياً، على أن يسلّم صلاحياته إلى نائبه في غضون 30 يوماً ثم تنظم انتخابات رئاسية بعد 30 يوماً.

 

آلاف اليمنيين يحيون ذكرى الوحدة

 

خرج عشرات الآلاف من اليمنيين إلى شوارع العاصمة صنعاء للاحتفال بالعيد الوطني الـ21 لقيام الوحدة بين شمال وجنوب اليمن.

وتوافد ممثلون عن المتظاهرين والقبائل اليمنية من مختلف المحافظات على شارع الستين غربي صنعاء للاحتفال بالعيد الوطني وهو يحملون الأعلام. كما شارك في الاحتفالات عدد من أفراد الجيش الذين انشقوا عن الحكومة وأعلنوا ولاءهم للثوار. وأكد المتظاهرون أنهم ماضون في المطالبة بالحرية. وقال عدد من المشاركين إن هذه هي المرة الأولى التي يشاركون فيها في احتفالات بلادهم بالعيد الوطني. في الوقت نفسه، قام أنصار الرئيس علي عبدالله صالح بمحاولات لإغلاق الشوارع المؤدية إلى شارع الستين لمنع تدفق المزيد من المناهضين للرئيس من الوصول إليه.

وكانت المعارضة حشدت مئات الآلاف من أنصارها في صنعاء وعدن وتعز وإب والحديدة والبيضاء وذمار وحجة ومأرب وغيرها من المدن احتفاء بذكرى الوحدة. وتميزت هذه الاحتفالات بمشاركة وحدات من الجيش والشرطة التي أعلنت مساندتها للثورة الشبابية في صنعاء، كما شاركت الفئات الاجتماعية من أكاديميين ومعلمين وأطباء وشباب وفرق رياضية وحشود كبيرة من النساء.

Email