واشنطن تحذر من الفوضى في اليمن

الشرطة اليمنية تمنع وصول متظاهرين إلى القصر الرئاسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اشتبك متظاهرون يمنيون وقوات الأمن المركزي في العاصمة صنعاء عند محاولة هؤلاء الوصول إلى دار الرئاسة، فأصيب أربعة كما احتجز ‬10 من المشاركين في التظاهرة، في وقت في واصل زهاء خمسة آلاف شاب احتجاجاتهم بالنوم في شارع التحرير في مدينة تعز، في أول موجة احتجاجات من نوعها يشهدها اليمن، يحاكي بها المذكورون التجربة المصرية، فيما حذرت واشنطن من استمرار الفوضى في اليمن، بينما أعلنت أحزاب المعارضة موافقتها على مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار.

وقال شهود عيان لـ«البيان» ان أفرادا من قوات الأمن المركزي اعتدوا بالضرب على ناشطين حقوقيين كانوا يتظاهرون للمطالبة برحيل رئيس الجمهورية وأقاربه بعد أن منعوا من الوصول إلى ميدان السبعين القريب ممن دار الرئاسة الذي يقطنه الرئيس.

وحسب هؤلاء، اعترضت قوات الأمن العشرات من المتظاهرين بعد مشاركتهم في مسيرة ضمت نحو ألف متظاهر من طلبة الجامعة، كما اشتبكت مع هؤلاء للمصادر أنه تم اعتراض المسيرة في جولة الرويشان واعتدت بالضرب على المتظاهرين ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص.

وقالت زوجة المحامي خالد الأنسي انها تلقت اتصالا منه يبلغها بأنه تم اعتقاله وانه تم الاعتداء على الناشطة الحقوقية توكل كرمان وان الناشطة الأخرى سامية الاغبري تعرضت للضرب المبرح. وتم نقلها إلى المستشفى.

وواصل ما يقارب ألف شاب التظاهر لليوم الثالث على التوالي للمطالبة برحيل الرئيس صالح أمام مقر الأمن المركزي بالقرب من دار الرئاسة، حيث تم توقيفها من قبل الأمن المركزي.وهتف المحتجون: «الشعب يريد رحيل النظام»، مطالبين أيضا برحيل أقرباء الرئيس من مواقعهم على رأس القوات العسكرية والأمنية.

وجاء في بيان وزعته مجموعة شبابية تسمى «حركة ‬3 فبراير» الشبابية أن على الرئيس صالح القيام بإجراءات ملموسة وعاجلة إن أراد أن يجنب نفسه السقوط ويجنب الشباب تبعات التظاهر.

اعتصامات شارعية

في هذه الأثناء، ذكرت مصادر يمنية أن زهاء خمسة آلاف شاب معظمهم من أحزاب المعارضة، واصلوا احتجاجاتهم في مدينة تعز التي بدأوها السبت بالنوم في شارع التحرير، في أول موجة احتجاجات من نوعها تشهدها اليمن، ويحاكي بها المحتجون التجربة المصرية.

وأكد موقع «نبأ نيوز» اليمني أن المحتجين الذين لم يكن عددهم يتجاوز الـ‬300 شاب عند انطلاق مسيرتهم صباح السبت والتي طافت شوارع تعز وانتهت بالاعتصام في شارع التحرير، انضمت إليها أعداد كبيرة من الشباب وصلت في ذروتها إلى نحو ثمانية آلاف شاب، تسرب الكثير منهم بحلول المساء، ولم يبق سوى بحدود خمسة آلاف. وأشار إلى أن الشباب استخدموا مكبرات الصوت في ترديد الهتافات ضد السلطة، داعين إلى التغيير، فيما تسبب اعتصامهم في الشارع الذي يقع في قلب المدينة بشل الحركة في المدينة واختناق مروري.

واشنطن تحذر

إلى ذلك، رأى السفير الأميركي لدى صنعاء شيرالد فايرستاين ان «الوضع في اليمن يختلف عن مصر وتونس لان لديها ميزات هامة ولديها معارضة منظمة، لكنه قال إن بلاده ستكون قلقة «في حال لم يتم استئناف الحوار»، وحذر من أن «الفوضى لا تخدم الشعب اليمني». ودعا المعارضة إلى العودة إلى المفاوضات بدلا من اللجوء إلى الشارع، مشيراً إلى أن «الحوار الوطني كفيل بحل قضية الجنوب وصعدة».

المعارضة تقبل الحوار

إلى ذلك، أعلنت أحزاب اللقاء المشترك قبولها لمبادرة الرئيس صالح التي ضمنها التزامه بعدم الترشح لولاية جديدة أو توريث الحكم لنجله، وتأجيل الانتخابات النيابية، إضافة إلى سحب التعديلات الدستورية.

وقال عدد من قادة المعارضة في مؤتمر صحافي انهم يرحبون بأي مبادرة لإنقاذ البلاد وليس «إنقاذ النظام»، وطالبوا بمعالجة القضية الجنوبية في إطار دولة لامركزية ومعالجة المشكلة القائمة في محافظة صعدة وبما يضمن عدم تجدد الحرب مرة أخرى.

ودعت المعارضة اليمنية الحزب الحاكم إلى استيعاب ما حدث في كل من تونس ومصر وما جرى في اليمن من تفاعلات بلغت أشدها. واشترطت مشاركة «مجموعة أصدقاء اليمن« كشاهد ومطلع على ما يتم الاتفاق عليه من اتفاقات تنظم الحوار.

دعوة الى التعقل

الى ذلك، وصف رئيس البرلمان اليمني يحيى الراعي ثورة الشباب في مصر بغير «المشرفة»، داعيا اليمنيين الى التعقل.

ونسب موقع «نيوز يمن» المستقل إلى الراعي قوله خلال جلسة للبرلمان «ما حدث في مصر لا يشرف مصر ولا يشرف أبناءها وعلى اليمنيين أن يعقلوا».

Email