قصة خبرية

شمعة تحصد أرواح 3 أطفال في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقف عمر الحزين على شباك منزله الداخلي غرب مخيم النصيرات بقطاع غزة، صامتاً لم يستطع النطق بأية كلمة، محاولاً إخفاء دموعه عن زائري منزله لمواساته، بعدما قضى أطفاله الثلاثة في حريق سبّبته شمعة داخل غرفتهم وهم نيام.

وفجع أهل غزة قبل يومين، بوفاة الأطفال الثلاثة داخل منزلهم، بعدما تسببت شمعة في احتراق الغرفة بمن فيها، وحصدت أرواح الأطفال الثلاثة، لتزرع الحسرة في قلوب الجميع.
المنزل ضيّق لا تتعدى مساحته 80 متراً، والأب مواطن بسيط يعمل في مجال البناء ويتقاضى راتباً يومياً لا يتعدى 3 دولارات، والأمل مفقود، ثم تأتي الفاجعة لتزيد على الألم آلاماً. إسبست مهشم، وجدران محروقة، وأثاث وفراش لم يتبق منه سوى الرماد. هذا ما خلفته الشمعة التي أشعلها الأب لأطفاله قبل أن يخرج لشراء بعض الحاجيات لأطفاله الذين تركهم في المنزل.

حليب للطفل

طلب الطفل الصغير من والده الحليب، فتوجه إلى المطبخ أعد القليل منه، ثم توجه إلى محل البقالة لشراء بعض الحاجيات الناقصة لإعداد الحليب. وحين عاد وجد الجيران ينادون ويكبرون قرب منزله، وما أن وصل حتى شاهد النيران تلتهم غرفة الأطفال، ولم يتمكن أحد من دخول الغرفة لكثافة الدخان المنبعث منها، ما اضطرهم لإحداث ثغرة في الجدار لتخفيف حدة الدخان.
بدؤوا البحث عن الأطفال بين كومة الدمار والركام داخل الغرفة، فوجدوهم كومة من الركام المتفحم داخل الغرفة، ونقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، وأعلن هناك عن وفاة يوسف ومحمود ومحمد الحزين.

بعد الصمت

يخرج الأب صمته بعد لحظات ليقول «حسبنا الله ونعم الوكيل.. لم أتمكن من حمل أطفالي.. وجدتهم كومة من الفحم». يضيف لـ«البيان»: «لا مياه ولا كهرباء، لم أفرح بأطفالي بعد، لم تطل الفرحة بطفلي الذي دخل الروضة للتو.. وجدتهم كومة من ركام».  جد الأطفال أبو أسامة الحزين لم يتمالك نفسه قرب منزله نجله المحروق، بكى ثم بكى ثم صرخ، وقال: «ندائي إلى كل المسؤولين أنتم الكبار وعليكم احتواء الصغار، يجب توفير حياة كريمة للمواطنين، وتوفير المياه والكهرباء كمقومات لكل بيت».  ويعيل الجد أحفاده الثلاثة منذ فترة طويلة لعدم قدرة والدهم على توفير حاجياتهم الأساسية، فقبل ساعات من الحريق، جلس الأطفال الثلاثة مع جدتهم في لحظاتهم الأخيرة، ثم رحلوا عن الحياة.

Email