«ماوكلي» الإفريقي.. شبح الغابات الذي حيّر الشرطة الفرنسية عامين

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتقلت الشرطة الفرنسية، شاباً من أصول إفريقية اتخذ من غابات «غراند سانت» – شمال فرنسا- سكناً له، وامتهن سرقة زوار الغابة وهواة التخييم، حتى أطلق عليه ضحاياه «ماوكلي الشرير»، نسبة إلى الشخصية الكرتونية الشهيرة، واستمرت مطاردته منذ ديسمبر 2017 دون جدوى، إلى أن سقط في قبضة الشرطة مساء الأحد الماضي متلبساً بسرقة مجموعة من الفرنسيين من هواة التخييم في الغابة.. أحيل المتهم إلى النيابة التي تباشر التحقيق.

 

بلاغات

وقال نيكولا سيزان، مدير عام شرطة «غراند سانت، إن شرطة النجدة في المنطقة بدأت منذ بداية موسم أعياد الميلاد يوم 25 ديسمبر 2017 في تلقي بلاغات من نشطاء بيئيين وهواة التخييم في الغابات تفيد بتعرضهم للسرقة بالإكراه والضرب ومحاولة القتل في بعض الأحيان»أثناء مقاومة الضحايا«، وأقر أصحاب البلاغات آنذاك وعددهم 35 شخصاً، بأن شاباً في العقد الثالث من العمر، أسمر البشرة، يعتقد أنه من المهاجرين المنحدرين من دول العمق الإفريقي، يرتدي»سروالاً قصيراً «شورت» وسترة «حمالات» ويشبه إلى حد كبير الشخصية الكارتونية «موكلي»، ويحمل في يده عصا مدببة من الأمام تشبه الرمح، وأنه خفيف الحركة وقوي البنية الجسدية، وبانتقال فريق الشرطة المختص بتأمين الغابات لم يتم العثور عليه، واستمرت عمليات تمشيط المنطقة لأيام دون الوصول إلى أي شيء.

 

فك اللغز

وأضاف، تكررت البلاغات على مدار عامين بشكل متطابق، نفس المواصفات بالنسبة للجاني، ونفس الإفادة حول طريقة الهجوم والسرقة، لكن الأماكن تختلف وكلها داخل نطاق غابة «غراند سانت»، وبلغ عدد البلاغات خلال عامين 144 بلاغاً، ما مثّل لغزاً بالنسبة للشرطة، خاصة أن جميع حملات البحث والتمشيط لم تتوصل لشيء، إلى أن هاجم «ماوكلي» مجموعة من النشطاء البيئيين يوم الأحد الماضي، في محاولة لسرقتهم، فتمكنوا من إصابته في القدم والرأس فقد على إثرها الوعي فأوثقوا قدميه ويديه بالحبال واستدعوا الشرطة، وبالفحص تبين أنه الشخص «بطل جميع البلاغات السابقة»، وأنه يدعى «أوسيتا. م» 28 عاما، ينحدر من دول العمق الإفريقي، وأنه وصل إلى فرنسا قبل ثلاثة أعوام، ضمن وفود الهجرة الغير شرعية، وتم إيداعه في مخيم «كاليه» للاجئين القريب من غابة «غراند سانت»، وبعد أن أخلت الشرطة المخيم في يونيو 2017 ضمن محاولة إعادة تسكين وإدماج المهاجرين في المجتمع، هرب المهاجر الإفريقي نحو الغابة واتخذها سكناً له، وخلال فترة ثلاثة أشهر تقريباً عرف دروب ومدقات الغابة جيداً، وتكيف معها واتخذ من كهوفها وأغصان أشجارها العتيقة سكناً له، ومع توافد الزوار على الغابة في موسم أعياد الميلاد نهاية عام 2017 راودته فكرة مهاجمة الزوار وسرقة متعلقاتهم الشخصية للإنفاق على معيشته في الغابة، ولسهولة الأمر كرره أكثر من مرة، وعاش متخفياً في الغابة لمدة عامين، لا يخرج منها إلا لبيع المتعلقات المسروقة في المدينة وشراء ما يحتاجه من مستلزمات شخصية وأدوات معيشة ليعود من جديد إلى الغابة للتربص بضحايا جدد، إلى أن سقط في قبضة العدالة بعد فشله في سرقة ضحايا جدد.

Email