الجيش الحر يطلق حملة على مقرات الاستخبارات ويتزود بصواريخ "أرض ـ جو"

قوات الأسد تواجه حلب بالطائرات الحربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تصعيد هو الأعنف منذ بدء معركة حلب، استخدمت القوات الموالية للنظام الطيران الحربي لقصف المدينة امس لمواجهة الانتكاسات المتتالية التي منيت بها، في وقت أكدت الأمم المتحدة أن المنشقين يستخدمون الدبابات في بعض المعارك، فيما أفادت تقارير بحصولهم على صواريخ أرض ـ جو، في مؤشر على تحول نوعي في قدرات الجيش الحر، الذي أعلن مقرات الاستخبارات هي الهدف المقبل لعملياته، بينما عادت جبهة دمشق إلى النشاط مجددا بعد اندلاع قتال لاول مرة في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين المنشقين والقوات الموالية للنظام.

وفي تفاصيل المعركة الكبرى التي تشهدها مدينة حلب، قالت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة لوكالة «فرانس برس» أمس ان القوات الموالية للنظام تستخدم الطيران الحربي في قصف المدينة. واكدت غوشة في رد على اسئلة للوكالة عبر الانترنت ان وفدا من المراقبين في حلب «شاهدوا طائرة حربية تقصف». ولفتت الى ان المراقبين الدوليين يملكون كذلك «معلومات مؤكدة» عن ان الجيش الحر في حلب تملك «اسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات».


قصف مروحي


وفي السياق ذاته، قصفت مروحيات ونيران المدفعية التابعة للنظام حلب حتى وقت متأخر الليلة قبل الماضية. وبعد حلول الليل سمع مراسلو وكالة «رويترز» في المدينة دوي انفجارات في مكان ما قرب المدينة. وأضاءت القذائف السماء ليلا وطغت أصواتها على الأذان.

وترددت أصداء المدفعية الثقيلة حول حي صلاح الدين، فيما افاد مراسلو «رويترز» الى انه لا القوات الموالية للنظام ولا الجيش الحر يسيطرون تماما على الحي الذي قالت الحكومة انها استعادت السيطرة عليه الأحد الماضي. ويشبه حي صلاح الدين ما وصفه أحد المراسلين بأنه «مدينة اشباح».


مقرات الاستخبارات

الى ذلك، قال قائد رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العقيدي إن هدف الجيش الحر التقدم نحو وسط المدينة والسيطرة على منطقة تلو الأخرى «في غضون أيام وليس أسابيع». واردف ان النظام «حاول على مدى ثلاثة أيام استعادة السيطرة على صلاح الدين لكن محاولاته باءت بالفشل ومني بخسائر فادحة في الارواح والاسلحة والدبابات واضطرت القوات الحكومية للانسحاب».

من جهته، افاد أحد قادة الجيش الحر العميد عبد الناصر فرزات لمراسل «فرانس برس» بالقرب من حلب إنهم يسعون للسيطرة على مقرات الاستخبارات. ووصف فرزات سيطرة عناصر الجيش الحر على ثلاثة مراكز للشرطة في باب النيرب والمنطقة الجنوبية من الصالحين وحي هنانو بانه «نصر صغير» يرفع المعنويات»، لكنه شدد على ان «الامر الاكثر اهمية بالنسبة لنا هو الاستيلاء على فروع الاستخبارات»، موضحا انه «في حال سقوط هذه المقرات، فان النصر يصبح ممكنا».


أرض ـ جو


وفي السياق الميداني، ذكر تقرير لشبكة «إن.بي.سي نيوز» أن المنشقين حصلوا على نحو 20 صاروخ أرض ـ جو جرى تسليمها إليهم عبر تركيا. ولم يتضح إذا كان مقاتلو الجيش الحر تلقوا تدريبا على استخدامها، لكن من الممكن ان تحدث الصواريخ تحولا في ساحة المعركة إذا تمكنوا من استهداف العمليات الجوية للنظام. وأوضحت مصادر في الادارة الاميركية ان حكومات عربية سعت الى تقديم مثل هذه الصواريخ المضادة للطائرات والتي تعرف ايضا باسم «مانباد» وتطلق من الكتف.


اشتباكات دمشق


في غضون ذلك، شهدت دمشق ولأول مرة اشتباكات في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين الجيش الحر والقوات النظامية. ولفت المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان الى ان «المعلومات الاولية تشير الى سقوط قتيل على الاقل في صفوف القوات النظامية» نتيجة هذه الاشتباكات. ويقع الحيان المسيحيان في قلب دمشق القديمة ويتميزان بوجود العديد من الفنادق وحركة سياحية لافتة، كما شهدا تظاهرات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد. وافاد شاهد لـ«فرانس برس» ان «مسلحين مجهولين هاجموا مركزا للجيش النظامي مقابل باب شرقي» ، مشيرا الى ان «الاشتباكات استمرت زهاء ربع ساعة».

وكانت لجان التنسيق المحلية اشارت في وقت سابق الى اصوات اطلاق نار كثيف في وسط دمشق وتحديدا في شارعي بغداد والملك فيصل وحي العمارة، مشيرة الى «قصف عنيف بقذائف الهاون على جنوب حي التضامن» في جنوب العاصمة الذي شهد قبل حوالي اسبوعين اشتباكات عنيفة.


القرابيص


اشار المرصد السوري لحقوق الانسان امس الى ان «القوات النظامية سيطرت بشكل كامل على حي القرابيص في مدينة حمص بعد انسحاب اخر كتيبة من الكتائب الثائرة المقاتلة كانت متواجدة فيه». وكانت القوات النظامية سيطرت على حوالي 70 في المئة من الحي قبل يومين.

Email