بيروت انتصرت لوحدتها بخجل في الانتخابات البلدية

بيروت انتصرت لوحدتها بخجل في الانتخابات البلدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت سقف الانتخابات البلديّة والاختياريّة، شهد لبنان أول من أمس خوض أربع معارك سياسيّة دفعة واحدة، في بيروت والبقاع، ما أسفر عن خلط واسع للأوراق:

معركة تيار المستقبل في العاصمة لحماية المناصفة وحشد الأصوات للائحة «وحدة بيروت» فربح نصفها الأول وخسر نصفها الثاني، معركة القرار المسيحي في بيروت التي خيضت بين النائب ميشال عون والطاشناق من جهة و«قوى 14 آذار» من جهة أخرى في الدائرة الأولى (حيث نجح الفريق الأول في تعويض بعض ما خسره في الاستحقاق النيابي، معركة الوزير السابق الياس سكاف «الثأرية» في زحلة لاستعادة الزعامة والاعتبار وهي انتهت إلى نصر كبير لسكاف من شأنه أن يصحّح التوازن في عاصمة الكثلكة بعد نكسة يونيو النيابية، ومعركة المعارضة عموماً وتلك السنية خصوصاً في البقاع الغربي لإثبات الوجود.

وإذا كانت نسبة التصويت المرتفعة قد شكّلت واحدة من أبرز سمات المرحلة الأولى من الانتخابات في جبل لبنان، إلا أن انخفاضها، ولا سيما في بيروت، كان بمثابة العلامة الفارقة التي طبعت المرحلة الثانية، إذ اقتصرت المشاركة على 21 في المئة من الناخبين.

وما لفت الانتباه هو الهجوم الذي شنّه عضو تيار المستقبل النائب عمار حوري على وزير الداخلية زياد بارود، والذي ربط تدنّي نسبة الاقتراع في بيروت باعتماد النظام الأكثري البسيط معتبراً أن النظام النسبي كان يمكن أن يشكّل حافزاً لمشاركة أكبر، الأمر الذي ردّ عليه بحدّة النائب حوري من قريطم، واصفاً كلام بارود بـ «الكلام غير المسؤول الذي كنا نأمل ألا يصدر عن هذا الوزير الشاب في بداية مسيرته السياسية»، ومتمنياً عليه أن يترك رأيه السياسي «للوقت المناسب، ويدلي به في مجلس الوزراء أو في مقابلات إعلامية خاصة، وليس في لحظة وطنية جامعة ينتظر فيها اللبنانيون موقفاً مسؤولاً».

ولاحقاً، ردّ بارود على ردّ حوري، مؤكداً أن له صلاحياته وأنه لا يقبل أن يملي عليه أحد ماذا يقول، فـ «أنا لست مديراً عاماً كي أقرأ النتائج فقط». وفي المحصّلة، جاءت النتائج في صورتها شبه الرسمية لتكرّس طبيعة توزّع المواقع والتأثيرات، بصرف النظر عمّا رافق المحطة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية، في ظل صخب إعلامي وخطابي واتهامي كاد يغطي على حقيقة ما حصل فعلاً على الأرض.

ورسّخت العاصمة بيروت هويتها كحاضنة للعيش المشترك والوحدة الوطنية، فجاءت النتائج البلدية تكرّس هذه الحقيقة، مقترعة، لكل أعضاء لائحة وحدة بيروت، برئاسة المهندس بلال حمد، مناصفةً بين المسلمين والمسيحيين، ومراعية التوزّع داخل الطوائف.

فالنتائج التي كانت «محسومة» سلفاً ثبّتت، ولكن بـ «خجل» عكسته نسبة الاقتراع المتدنية التي لم تمنع تيار المستقبل من الاحتفال بالانتصار من دارة رئيس الحكومة سعد الحريري في قريطم، حيث أعلن رئيس البلدية بلال حمد فوز اللائحة بكامل أعضائها.

أما في زحلة، فقد استعاد الوزير السابق ايلي سكاف مكانته في عاصمة الكاثوليك في لبنان والمنطقة، والتي يسجّل في أقلامها ما لا يقل عن 200 ألف نسمة، أولاً عبر نجاح 14 مختاراً من أصل 18 من مخاتير المدينة، بينهما اثنان ل14 آذار، وثانياً على صعيد نتائج البلدية، وسط معلومات أكّدت فوز اللائحة المدعومة منه، مع إحداث خرق بمقعدين من قبل لائحة أسعد زغيب التي دعمتها قوى 14 آذار..

وذلك، وسط الحملات التي شنّت ضدّه ( سكاف) على امتداد النهار، والتي تضمّنت اتهامات من العيار الثقيل لم تقف عند حدود المال السياسي.

بيروت - وفاء عواد

Email