ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة يبدعون في الفنون والحرف

ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة يبدعون في الفنون والحرف

ت + ت - الحجم الطبيعي

«بالإرادة نصنع من إعاقتنا إبداعاً» بهذه العبارة أخرج المعاقون ومصابو الحرب في غزة إبداعاتهم مسرحاً وغناءً ورقصاً وفنوناً تشكيلية وحرفاً يدوية، من خلال مسابقة تحت شعار «إرادتي أقوى من إعاقتي» التي نظمتها أكثر من 15 مؤسسة مجتمعية من قطاع غزة تعنى بهذه الفئة. جهاد أبو الغول 14 عاماً واحد المشاركين في المسابقة تحدي طائرات الاحتلال الاسرائيلي بعد أن فقد احد ساقيه وبات ي اعاقة دائمة أكد أن الإعاقة لن تقعده وتثبط من عزيمته، بل تغلب عليها وتحداها بأنامله الرائعة في رسم لوحات فنية تعبر عن حجم الجريمة التي اقترفها العدو ومعاناة أهالي القطاع والمرضى نتيجة الحرب والحصار المستمر.

ويقول جهاد بصوت فيه الكثير من التحدي والإرادة: «أراد الاحتلال قتل الطفولة والبراءة فينا، ورسالتنا اليوم له وللعالم أجمع أننا قادرون على العيش والتحدي رغم الحصار والدمار. وتساءلت جميلة الهباش التي فقدت إحدى ساقيها بفعل صاروخ من طائرة للاحتلال إبان الحرب على غزة وقتل إحدى شقيقاتها وابنة عمها: إلى متى ستبقى الطفولة في فلسطين تغتال أمام مرأى ومسمع العالم المتحضر دون أن يحرك ساكناً؟.

وقال رائد الترك أحد المشاركين في المسابقة قائلاً: «يستغرب الناس عندما يشاهدونني أقدم لوحات فنية واستعراضية من التراث الفلسطيني على أنغام الموسيقى رغم أننى أصم»، وأقول لهم: لا تستغربوا، لا شييء مستحيلاً ما دامت هناك إرادة.

وتؤكد نورا أبو عودة 14 عاماً أهمية المسابقات لأنها تظهر إبداعات المعاقين وتسلط الضوء عليهم كشريحة فاعلة ومنتجة ومبدعة تتحدى كل المعوقات وتصنع من الألم فرحة. وتتحدث أسماء صابر المشاركة في فعالية التعبير المسرحي عن تواجدها في المسابقة قائلة: «قررنا المشاركة ليرى العالم قدراتنا وما نستطيع فعله على المسرح، بغض النظر عن كوننا أشخاصاً معوقين لدينا قدرات وطاقات كبيرة».

الكاتب هاني السالمى الذي اختير ليكون أحد حكام المسابقة يقف مندهشاً أمام إبداعات وقدرات المشاركين، قائلاً: «لقد أثبتوا للعالم أن الإرادة أقوى فعلاً من الإعاقة». هذا وقد عرض الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة إبداعاتهم التي تنوعت بين الرسم العادي والرسم على الحاسوب، وإلقاء الشعر والأغنية، وعمل أشكال فنية، ولوحات فنية من التراث الفلسطيني «الدبكة الشعبية»، والتعبير المسرحي، والاستعراض الفني أمام لجنة مختارة من الحكام لتقيم إبداعاتهم ومشاركاتهم المتميزة. وسيطرت الدهشة في كثير من الأحيان على الحضور الذي احتشد بالمئات لمشاهدة فعاليات المسابقة .

غزة ـ ماهر إبراهيم

Email