تقرير

قوات الصحوة تتهم واشنطن وبغداد بخذلانها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدم عيفان سعدون العيفان من إحدى القبائل في العراق حاملاً مسدسه وأطلق طلقةً واحدة في منطقة خلاء سقط على إثرها طائر على الأرض، وقال إن «قتل عناصر تنظيم القاعدة ساهم في تصويب مهاراتي».

ولكن يخشى من أن تلك الفترة التي قاتل فيها زعماء القبائل السنية إلى جانب القوات الأميركية ضد قيادات «القاعدة» فيما يعرف ب«قوات الصحوات» ماضية إلى الأفول لتفسح الطريق للنظام السياسي الجديد في العراق.

واعتبرت الانتخابات البرلمانية قبل شهرين ضربة قاصمة للصحوات التي كانت توصف بأنها قوة سياسية محتملة لإعادة تنظيم صفوف السنة، لكنها فشلت في المشاركة بجبهة منظمة واحدة وسط الانقسام، فيما لم يتمكن العيفان نفسه من النجاح في الانتخابات.

وبدأت قوة الصحوات بالتآكل شيئاً فشيئاً مع التهديدات المتواصلة من قبل «القاعدة» وفي ظل ما تصفه ب«نكث» الحكومة لوعودها لتوفير فرص عمل لعناصرها، في حين يبرز الخطر الأكبر من احتمال عودة دوامة العنف إن انضمت قوات الصحوات إلى المتمردين مجدداً.

ومع تضاءل دور الولايات المتحدة في العراق، فإن فقد الصحوات لأهميتها، وهي التي قامت أساساً على مواجهة أعمال العنف مقابل الأموال وتحسين ظروف معيشة المقاتلين ذاتهم الذين كانوا ضمن التمرد، يهدد هذه التركة التي ينظر إليها الكثيرون على أنها أكبر نجاح استراتيجي لواشنطن خلال الحرب في العراق.

ففي الأسابيع التي تلت انتخابات مارس الماضي، واجه أفراد الصحوات موجة من الاغتيالات شملت ذبح قرابة 24 من أقاربهم، في وقتٍ قام بعض العناصر بإعادة صلاتهم مع «القاعدة».

وفي اجتماعٍ مشترك عقد أخيراً في العاصمة بغداد في منزل زعيم إحدى العشائر من مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، عبر عناصر الصحوات عن خيبة أملهم إلى ممثل عن الحكومة التي استلمت ملف الميليشيا من القوات الأميركية العام الماضي. وقال أحدهم: «لم نحصل على ما نستحقه رغم التضحيات التي قدمناها»، مستطرداً: «لقد منحوني وظيفة عامل نظافة».

ويبدو أن الانتخابات كانت هزيمةً أيضاً لزعماء العشائر المتحالفين مع الصحوات والذين يعرفون ب«أبناء العراق» وسط العراق. ومع بعض الاستثناءات، رفض يدعم «أبناء العراق» رئيس قائمة «العراقية» ورئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي الذي يعتبر خصماً لدوداً لرئيس الحكومة الحالي نوري المالكي.

وحينما يحل شهر أغسطس المقبل، موعد انسحاب القوات الأميركية، تزداد مشاعر الإحباط والامتعاض لدى قيادات القبائل الذين اعتبروا «أصدقاء الولايات المتحدة المفضلين».

وأفاد أحدهم: «لم يرتق الأميركيون إلى مستوى وعودهم في فيتنام وألمانيا أو العراق». ويقول الناطق باسم القوات الأميركية اللواء ستيف لانزا: «لم يكن من الممكن أن نصل إلى ما نحن عليه الآن دون أبناء العراق وقوات الصحوات الذين كان لهم دور مهم».

وبالنتيجة، يعتري القلق الجميع بشأن ما الذي سيحدث إن حدثت انتكاسة وانزلق الأعضاء ال90 ألفاً الذين يشكلون عديد قوات الصحوات من قبضة الحكومة المركزية.

ترجمة- رؤوف بكر - عن «واشنطن بوست»

Email