أوباما يعتزم عقد مؤتمر دولي للسلام في الخريف

كشفت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأميركي باراك اوباما يفكر جدياً في عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط الخريف المقبل، حال فشل المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، المرجح إطلاقها خلال الأسابيع المقبلة، وسط تأكيد تقارير بريطانية أن الولايات المتحدة أعطت ضمانات خاصة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن امكان السماح لمجلس الأمن الدولي بإدانة أي نشاط استيطاني اسرائيلي جديد بارز.

ونسبت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس إلى مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «أوباما أوضح خلال محادثات مع عدد من الزعماء في الاتحاد الأوروبي أنه في حال استمرت المماطلة في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين حتى الخريف المقبل فإنه سوف يعقد مؤتمر سلام دولي».

وذكرت الصحيفة إن «المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يتوقع أن تبدأ خلال الأسبوعين المقبلين، لكن أوباما يستعد أيضاً لاحتمال فشل هذه المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود، وفي هذا السياق يستعد لإمكان عقد مؤتمر سلام دولي إذا تبين في شهر سبتمبر أو أكتوبر أنها لم تحقق تقدماً».

وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن «مؤتمراً دولياً كهذا سيتم عقده في إطار الرباعية الدولية التي تشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، وأن هدف المؤتمر سيكون على ما يبدو طرح مسار دولي لإقامة دولة فلسطينية يشمل عدداً من المبادئ المتعلقة بقضايا الحدود والترتيبات الأمنية واللاجئين الفلسطينيين والقدس».

وقال مسؤولون إسرائيليون إن «أوباما مصر على الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية، وإنه يحظى بتأييد زعماء أوروبيين الذين تعهدوا بأن يدعم الاتحاد الأوروبي أية خطة سلام أميركية يتم طرحها، وأن التقديرات في إسرائيل هي أن خطة سلام كهذه سيتم طرحها حتى نهاية العام 2010 الحالي».

ويتوقع البدء في المفاوضات غير المباشرة بعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية اليوم السبت، حيث يتوقع أن يفوض الوزراء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرة أخرى بالدخول في مفاوضات مع إسرائيل بوساطة أميركية لمدة أربعة شهور، ولذلك يبدو الشهران سبتمبر وأكتوبر المقبلان أنهما حاسمان بالنسبة لعملية السلام.

ضمانات خاصة

الى ذلك كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن الولايات المتحدة أعطت ضمانات خاصة لتشجيع الفلسطينيين على الانضمام إلى محادثات غير مباشرة حول السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك عرض للنظر في امكان السماح لمجلس الأمن الدولي بإدانة أي نشاط استيطاني اسرائيلي جديد بارز.

وذكرت الصحيفة إن الضمانات «أُعطيت شفهياً في اجتماع الأسبوع الماضي بين دبلوماسي أميركي بارز والرئيس الفلسطيني محمود عباس»، وبدا منذ ذلك الوقت وبعد أشهر من الدبلوماسية الأميركية أن الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين صاروا قريبين من بدء مفاوضات سلام غير مباشرة، ستكون الأولى على صعيد استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط منذ الحرب التي شنتها اسرائيل في قطاع غزة أواخر العام 2008.

وأضافت أن «أي تأكيد رسمي لم يصدر عن تفاصيل الاجتماع»، في ما نفى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وجود مثل هذه الضمانات، واعتبرها غير صحيحة، مشدداً على «أن الفلسطينيين ما زالوا يتحدثون إلى الأميركيين».

رام الله-محمد ابراهيم، والوكالات

الأكثر مشاركة