3 مساجد في الزرقاء تروي تاريخ المدينة

3 مساجد في الزرقاء تروي تاريخ المدينة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كحال بقية المدن الاسلامية والعربية تتوسط مساجد «العرب» و«الشيشان» و«الشوام» محافظة الزرقاء المدينة القديمة التي تقع مع بداية رمال الصحراء الشرقية في المملكة الاردنية الهاشمية.

مساجد تربض شاهدة على حقبة تاريخية من ولادة المدينة، حيث بنيت جميعها مطلع القرن الماضي متزامنة ولكل منها قصة.

لقد وصلت بعض قبائل الشيشان عام 1902 إلى منطقة الزرقاء قادمة من موطنهم الأصلي بلاد القوقاز منطقة الزرقاء التي كانت حينها لا تزال قرى متباعدة بعضها عن بعض، فحضر إليها الشيشان، و«الشوام» وأهل فلسطين واحضروا معهم كل ما يلزم بداية الحضارة المدنية، من صنّاع وحرفيين.

وكما هي عادة المسلمين، أول ما بدأ الشيشان بناءه في الارض التي استقروا فيها المسجد الذي اطلق عليه اسم جامع الشيشان، او ابو بكر الصديق، في حين كان العرب الذين استقروا في تلك الفترة بالمنطقة قد انتهوا كذلك من بناء مسجدهم الذي اطلق عليه اسم جامع العرب غير بعيد زمنيا عن مسجد سيحمل شهرة واسعة في المدينة بناه الشوام وعرف لفترة باسمهم مسجد «الشوام» قبل ان يطلق عليه اسم مسجد عمر بن الخطاب. وكان المصلون العرب من غير أبناء اهل الشام يصلون في جامع «العرب» فيما كان الشيشان يصلون في مسجد الشيشان وكذلك حال الشوام مع مسجدهم.

يقول مدير أوقاف الزرقاء أحمد الخوالدة إن مدينة الزرقاء تضم في حاضنتها العديد من المساجد القديمة والتي واكبت ولادة مدينة الزرقاء.

ويروي الشيخ احمد الزعبي ـ وهو أحد الذين عايشوا شيئا من الحكايات الحية للمساجد الثلاثة ـ قصة انشاء هذه المساجد فيقول إن أبناء الشيشان قاموا ببناء مسجد يحمل اسمهم وسمي كذلك باسم مسجد ابي بكر الصديق، فقام الشوام «أهل الشام» ببناء مسجد اطلق عليه حينها اسم جامع الشوام والذي سمي فيما بعد جامع عمر بن الخطاب، مشيرا الى أن هذين المسجدين كانا يقعان جغرافيا وسط المدينة.

ويتابع الشيخ الزعبي في هذه الفترة راودت الفكرة البعض بان يبنوا جامعا ثالثا يحمل اسم العروبة من جميع المنابت والاصول خاصة وان مدينة الزرقاء تضم جميع الشرائح الاجتماعية والعشائر الاردنية، فأنشئ مسجد العرب.

واضاف ان اول امام لجامع العرب كان الشيخ عبدالغني الطهراوي رحمه الله ثم جاء الامام عبدالحليم ابو فرحة.

ومر المسجد بمراحل متعددة من التوسعة ووفق الشيخ الزعبي فان التوسعة الاولى كانت عام 1960 حيث تمت توسعته حوالي 200م2 واصبح يتسع لحوالي 300 مصل وشهد الجامع توسعة اخرى عام 1970 بحيث تمت زيادة المساحة 600م2 واصبح يتسع لحوالي 1300 مصل وفي اواخر السبعينات تمت توسعة السدد التي تخص مصلى النساء أيضاً. اما مسجد الشوام او المسجد عمر بن الخطاب فيقول امامه الحالي الشيخ حاتم عبدالله انه تأسس بداية الثلاثينات بعد جامع الشيشان وكانت مساحته لا تتجاوز الـ 500 متر مربع حيث البناء الاولي من لبن الطين القديم الموجود في تلك الفترة.

عمان ـ «البيان»

Email