لقاء موسع للمعارضة السورية في الولايات المتحدة

رفض أي تغيير عسكري على دبابة أميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت في واشنطن أمس أعمال »اللقاء الأول للقوى الوطنية السورية في أميركا الشمالية« الذي أعد له ونظمه »المجلس الوطني السوري في الولايات المتحدة« و»التجمع الديمقراطي السوري في كندا«، وحضره وشارك في أعماله نحو 70 من المعارضين للنظام السوري، جاء سبعة منهم من سوريا وآخرون من كندا وفرنسا وسويسرا وألمانيا والولايات المتحدة.

ولم يعلن عن أسماء الذين حضروا من سوريا، لكن معارضين سوريين في الداخل بعثوا بكلمات ألقيت نيابة عنهم في اللقاء منهم نجاتي طباره وهيثم المالح.

وتناولت أعمال اللقاء أربعة محاور هي: حقوق الإنسان ومشاركة المرأة، التنسيق بين قوى المعارضة من أجل التغيير الديمقراطي واختيار الخطاب المناسب للداخل، آليات التغيير السلمي الديمقراطي، وتحديد الثوابت لأي حوار مع القوى العربية والدولية.

ويُعد هذا اللقاء منذ ظهرت المعارضة للنظام السوري في الولايات المتحدة، الأول من نوعه من حيث حجم وثقل المشاركين فيه، ومن حيث الموضوعات التي طرحت للنقاش، ومن حيث القرارات والتوصيات التي خرج بها، إذ لم يسبق أن شهدت واشنطن تجمعاً بهذا الشكل للمعارضة السورية.

وسألت »البيان« حسام الديري الأمين العام لتجمع الأحرار الوطني الديمقراطي، أحد أركان المجلس الوطني السوري في الولايات المتحدة، عمن دعم اللقاء ووفر له تكاليفه،

وإن كان هناك دعم أميركي، فأجاب بالنفي القاطع أن يكون للأميركيين أي دعم فيه، وقال: »إن الدعم والإعداد والتكاليف والتنظيم من المجلس الوطني السوري في أميركا والتجمع الديمقراطي السوري في كندا ولا علاقة لأي جهة أخرى بهذا اللقاء على الإطلاق.

وأضاف: بالإضافة إلى المحاور التي نوقشت في اللقاء كان العمل على توحيد صفوف المعارضة الوطنية، والبحث من أجل التوصل إلى الخطاب الذي سنتوجه به إلى الشارع السوري، لأن هذا هو الشيء الأهم والذي سيكون له التأثير الفعال في سوريا«.

وأكد على أن الكل متفق على أن أي تغيير للنظام يحتاج إلى دعم سياسي ومادي ومعنوي، والكل متفق تماماً على رفض أي تغيير عسكري يأتي على دبابة أميركية، والكل هنا متفق على العمل مع القوى الوطنية في الداخل وكل القوى المحبة للديمقراطية في العالم، وبما فيها الأوروبية«.

وقال: »إن تعاملنا مع الولايات المتحدة لإقناعها برفع الغطاء عن النظام السوري، وان القرارات التي طرحها بها اللقاء ستكون قرارات حقيقية، وإننا نؤمن ونعمل من أجل التغيير السلمي نحو الديمقراطية، وليس كما يقول البعض: التغيير السلمي بالوسائل الديمقراطية، فلا وجود لديمقراطية أو لوسائلها في سوريا، وهذا تعبير خاطئ يقع فيه الكثيرون«.

وبسؤاله عن الوسائل السلمية كما يراها قال الديري: هناك الكثير من الآليات لذلك، منها الاعتصامات المدنية، الضغوط الخارجية، تجميد أموال اللصوص، وضغوط من الخارج، ومنها الضغوط الاقتصادية على النظام، وألا تضر بحياة الشعب السوري المخنوق والذي يعاني منذ 40 سنة، وهناك الاعتصامات الطلابية، ثم العصيان المدني، وكل وسيلة سلمية ممكنة، ولكننا نرفض التغيير العسكري رفضاً قاطعاً.

وأعلن الديري أن هذا اللقاء الذي بدأ أعماله السبت الماضي، سيكون تمهيداً للقاءات أوسع وأكبر، فبعد شهرين سيكون لقاء آخر في كندا، ثم بعد ذلك في أوروبا، ثم عقد مؤتمر وطني شامل للخروج بتشكيل لجنة ممثلة لكل القوى الوطنية الحقيقية، فلا أحد في المعارضة الوطنية الحقيقية يريد برلماناً في الخارج أو حكومة مؤقتة تعيش من هذا أو ذاك«.

وقال عبدو الديري الذي يوصف بالأب الروحي للمجلس الوطني السوري لـ »البيان« ان المعارضة الوطنية ترفض رفضاً حاسماً وقاطعاً أي تغيير بالطرق العسكرية، خصوصاً من الخارج، فهذا أمر مرفوض، والتغيير لا يمكن أن يكون على ظهر دبابة أميركية أو غير أميركية، وأكد أن قوى المعارضة الوطنية السورية في الداخل والخارج قادرة بالعمل الموحد على إنجاز التغيير المطلوب.

واشنطن ـــ محمد صادق

Email