يشكلون خطراً حقيقياً على "فتح"

المستقلون "الحصان الأسود" في الانتخابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرك قادة حركة »فتح« حجم الخطر الذي تشكله عليهم حركة »حماس« في الانتخابات التشريعية الوشيكة، لكن ما يثير قلقهم أكثر هو العدد الكبير من المستقلين الذين يقاسمونهم أصوات المعسكر العلماني ما يضعف فرص مرشحيهم يعزز تالياً فرص مرشحي الحركة المنافسة »حماس«.

ويقول قادة فتح ان مرشحي حركتهم يواجهون منافسة في الدوائر ليس فقط من مرشحي حماس بل من 258 مرشحا مستقلا غالبيتهم العظمى، إما أعضاء في حركة »فتح« أو محسوبون عليها أو من أنصارها وهو ما يؤدي إلى تقاسم وضياع آلاف الأصوات وبالتالي زيادة فرص مرشحي »حماس«.

وما يزيد الأمر تعقيدا لدى »فتح« أن أربعة من هؤلاء المستقلين أعضاء في المجلس الثوري للحركة لم يجدوا مكانا لهم في قوائمها فقرروا خوض الانتخابات بصفة مستقلين.

والأربعة هم كل من محمد الحوراني من الخليل وبرهان جرار من جنين وأحمد الديك من سلفيت وفايز زيدان من نابلس وجميعهم أعضاء في المجلس التشريعي الحالي. ومع اقتراب موعد الانتخابات تتسارع الجهود التي تبذلها قيادة الحركة لإقناع هؤلاء المرشحين بالانسحاب لمصلحة مرشحي الحركة.

وقال الدكتور نبيل شعث رئيس الحملة انه وزملاءه في قيادة الحملة نجحوا حتى اليوم في إقناع 29 مرشحا بالانسحاب لمصلحة مرشحي »فتح« لكن بقي عدد كبير مصمم على خوض الانتخابات ما يؤدي لتقاسم الأصوات.

وكانت »فتح« واجهت وضعا شبيها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأولى عام 96 لكنها تغلبت عليها بتدخل مباشر من الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي اشتهر بقدرته العالية على التأثير على أعضاء وأنصار الحركة.

وبخلاف عرفات الذي اشتهر بإغراء المنصب الحكومي والمال لتطويع »العصاة« والمعارضين فان الرئيس الحالي محمود عباس (أبومازن) يميل لاستخدام الوسائل الرسمية.

وجمع أبومازن عدداً من »الفتحاويين« الذين ينافسون مرشحي »فتح« في الآونة الأخيرة في مقره في رام الله وعرض عليهم الانسحاب. وقال مشاركون في الاجتماع ان عباس عرض الأمر بصورة بالغة الحيادية وتجنب أي وعود شخصية أو ضغوط أو استجداء.

أما الثغرة الأخرى الكبيرة التي تواجهها هذه الحركة فهي احتواء قائمتها المركزية على بعض الشخصيات الطاردة للأصوات وذلك بخلاف شخصيات قائمة حركة »حماس« والكتل الأخرى التي تتسم بجاذبية عالية.

وقال الدكتور نادر سعيد مصمم استطلاعات الرأي في جامعة بيرزيت ان قائمة »فتح« المركزية تعد الأضعف بين القوائم الإحدى عشرة المتنافسة في هذه الانتخابات.

ومضى يقول: »لقد أخذت كتلة فتح تتراجع في استطلاعات الرأي الأخيرة وهو ما يعود في درجة كبيرة إلى تكوين الكتلة التي بخلاف الكتل الأخرى اشتملت على الأضعف وربما الأسوأ في الجيلين المتنافسين في الحركة«.

رام الله ــ محمد إبراهيم:

Email