اشترط برهانا إسرائيليا بالرغبة في السلام ودعماً مالياً كبيراً

"معاريف": مروان البرغوثي خطط لإزاحة عرفات في 2001

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكرت صحيفة »معاريف « الإسرائيلية أمس، أن أمين سر حركة» فتح« في الضفة الغربية الاسير مروان البرغوثي، طرح في عام 2001 خطة لإزاحة الرئيس الراحل ياسر عرفات واقامة حكم فلسطيني جديد بمشاركة القوى الاخرى، مشترطا »برهانا « إسرائيلياً بالرغبة في السلام.

وأشارت الصحيفة في مقال كتبه بن كاسبيت احد ابرز كبار كتابها، إلى ان هذا الامر حدث في مطلع انتفاضة الاقصى. وانه تم اعداد وثيقة بهذا الامر، لكن اغلب نسخها أُبيدت.

و أُخفيت بأوامر عليا، لكن الكاتب اطلع قبل مدة غير وجيزة على هذه الوثيقة التي احتفظ بها لنفسه طرف كان في ذلك الحين مقربا من مجريات الأمور.

وحسب الوثيقة التي أُعدت من قبل الناطق بلسان سفارة اسرائيل في الاردن في ذلك الحين أمير فايسبرود، فقد عُقد في الرابع من سبتمبر 2001 لقاء في السفارة الاسرائيلية في الاردن.

وشارك في ذلك اللقاء اربعة اشخاص: السفير الاسرائيلي دافيد دادون والناطق بلسان السفارة فايسبرود وقبالتهما فلسطينيان احدهما طبيب ثري وهو ابن عم مروان البرغوثي.

وانهما جاءا للقاء، حسب قولهما بتكليف من مروان البرغوثي الذي كان في حينه قائدا للتنظيم وما زال حرا طليقا ومطلوبا من الجيش الاسرائيلي و»الشاباك«.

وأعلما المسؤولين الإسرائيليين بالإرهاق الفلسطيني من الانتفاضة والرغبة في إنهاء ذلك بسرعة واستئناف المفاوضات. وقالا إن ثلاثة لقاءات تمت في رام الله بوجودهما ووجود مروان نفسه. اللقاء الاول جرى مع رجال اعمال ومصرفيين في بنك القدس.

أما الثاني فجرى مع أطراف سياسية ومن بينها اشخاص من الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية والاكاديميين. اللقاء الثالث جرى مع مصطفى البرغوثي في منزله.خلاصة اللقاءات كانت متشابهة، حسب قولهما، وهو ان التعب من الانتفاضة ومن ياسر عرفات.

وذكرت »معاريف « ان قريب مروان البرغوثي الذي كان رجل ارتباط بين مروان والعالم الخارجي، قال إن الجهاد وحماس ايضا تنظران إلى الواقع بصورة واعية وواقعية وتدركان الحاجة الى التوصل الى تسوية ما مع اسرائيل.

واضافت ان الإجماع في كل اللقاءات كان أن عرفات يواصل السيطرة على المجريات بواسطة سيطرته على المال. هو يوزع الرواتب ويُمسك بصنبور المال مواصلا ادارة الوضع الحرج القائم.

وأشارت الوثيقة إلى ان مروان أرسل رسالة تفيد ان الجميع مُرهقون من حكم عرفات. كلهم يعتقدون أن هناك حاجة لاستبداله. أنا استطيع أن اقود مثل هذه الخطوة بالمشاركة مع أطراف اخرى في الساحة.

وتوضح الوثيقة: » كانت لديه عدة شروط: الحصول على موافقة سرية من المجلس الوزاري الاسرائيلي تبرهن له على أن »إسرائيل ترغب بالسلام«، والحصول على موافقة ودعم الولايات المتحدة للخطوة ونقل السيطرة على اموال السلطة له حتى يتمكن من تحييد عرفات ودفع الرواتب بدلا منه.

بهذه الطريقة سيتمكن حسب قوله، من السيطرة على الاجهزة الأمنية واستخدام اموال عرفات لبناء نظام جديد بديل. البرغوثي أكد أن ذلك يتطلب دعما وتعاونا من الجهاد وحماس والجبهة الشعبية وتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على تحدي عرفات.

خطة البرغوثي كانت بسيطة: بعد أن يحصل على الموافقة السرية من كل الأطراف سيعقد مؤتمرا صحافيا في رام الله ويعلن أمام العالم كله عن إنهاء »خدمات عرفات للشعب الفلسطيني«. الخطوة ستطرح كضرورة بسبب سن عرفات المتقدمة ووضعه الصحي مع تفخيمه.

وإبداء الاحترام له وتتويجه زعيما تاريخيا نموذجيا للشعب الفلسطيني، وما الى ذلك. البرغوثي استخدم مثالا تاريخيا وهو استبدال الجنرال زين الدين العابدين في عام 1987 للحبيب بورقيبة في تونس. زين الدين العابدين نجح هناك. فلماذا لا ننجح نحن؟

البرغوثي قال انه يستطيع السيطرة التامة على الضفة الغربية وغزة خلال فترة قصيرة. وقد تفاخر أمام قريبه بأن قوته في غزة أكبر منها في الضفة، وتضيف الصحيفة : حسب خطته كان من المفترض أن يصدر بيان من ثلاث نقاط مشتركة بين السلطة واسرائيل.

كما قال ممثلو البرغوثي للسفير الاسرائيلي وزميله. البيان يمكن أن يتبلور بصورة متأخرة، ولكنه يجب أن يشمل هدفا نهائيا باقامة دولة فلسطينية وعاصمتها شرقي القدس.

وأضافت الصحيفة : اللقاء جرى، في الرابع من سبتمبر حين كان عمر الانتفاضة سنة واحدة. وفي اليوم التالي أُرسلت برقية لوزارة الخارجية الإسرائيلية. وبعد أسبوع بالضبط حدثت هجمات سبتمبر في نيويورك وواشنطن فأُعيد ترسيم العالم من جديد. البرقية وصلت الى القدس، ومن ثم وضعت في الأرشيف.

Email