العراقيون يتجنبون إقامة مجالس العزاء خشية التفجيرات

العراقيون يتجنبون إقامة مجالس العزاء خشية التفجيرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

امتنع عبد الله خالد الحسن عن اقامة مجلس عزاء لوالده خالد الحسن أحد شيوخ عشائر بني جميل السنية وقف التقاليد العراقية حتى لا يشكل استقبال المعزين فرصة ينتهزها المسلحون للانقضاض على الابرياء.

فالتفجيرات المتنقلة لم تقتصر على استهداف العسكريين سواء اميركيين او عراقيين بل اختارت اهدافا اسهل كالاسواق الشعبية وزوار المراقد الدينية والمساجد ولم توفر مجالس العزاء التي يتمسك العراقيون باقامتها سواء كانوا من الاغنياء او الفقراء.

لم يمتنع عبد الله عن اقامة مجلس العزاء بمبادرة منه خصوصاً وان حجم هذه المجالس يرتبط بموقع المتوفي، بل تنفيذاً لوصية والده الذي كان من وجهاء العشيرة التي ينتشر ابناؤها في محافظة ديالى. ويقول »أوصانا الوالد رحمه الله أن لا نقيم مجلس عزاء خوفًا من أن يكون التجمع هدفا للإرهابيين«.

وأضاف »اعرف ان الكثير من افراد العشيرة والاقارب سيلوموننا ويعتبروا إننا لم نف الوالد حقه، لكنها وصيته وهي امانة في اعناقنا«. وينقل عبد الله عن والده قبل ايام من وفاته قوله »لا اريد ان يتسبب موتي بهلاك وقتل الناس«.

ويقول سيف الدين الحسن في الثلاثين من عمره قبل ان يتوفى شقيقي (خالد الحسن) بعدة أيام زارني في داري وسألني كم تقدر عدد الذين سيأتون الى مجلس العزاء عندما اموت فأجبته سيكون المعزون بالمئات.

ويتابع المزارع: »قال لي ماذا لو استغل الارهابيون الفرصة فقتلوا عددا

كبيراً من هؤلاء واصابوا آخرين، عندها سأكون انا المسؤول امام الله. وزعوا كلفة مجلس العزاء على الفقراء والارامل«.

وهكذا كان فأقيم مجلس عزاء بسيط لـ خالد الحسن بدون المراسيم المعتادة

والمتمثلة بنصب الخيام واستقبال المعزين وتقديم الطعام لهم لمدة ثلاثة ايام على

الأقل.اما طالب عبد الحسين وهو فلاح في العقد الرابع من العمر من عشيرة بني تميم

الشيعية التي تسكن محافظة ديالى فكان هو المبادر لعدم اقامة مجلس عزاء لشقيقه للاسباب نفسها.

ويقول: عندما توفي أخي سلمان عبد الحسين لم يوص بعدم اقامة مجلس فاتحة على روحه انما اخترت عدم اقامتها لصعوبة الظروف الامنية التي نمر بها وحفاظا على ارواح المعزين.ويعتبر مجلس العزاء من العادات المتأصلة في العراق من شماله الى جنوبه وتقتصرمدته على ثلاثة ايام في المدن لكن يستمر لعدة ايام في الارياف وفق مكانة المتوفي الاجتماعية.

والمتمسكون باقامته رغم التفجيرات يؤمنون الحماية عبر حراسة مشددة تقوم بها

قوات الشرطة او المليشيات العاملة في المنطقة او افراد الحماية المكلفين بحماية

المسجد المقامة فيه.فالامتناع عن اقامة مجالس العزاء يعتبر خرقا للتقاليد الاصيلة سواء كانت العائلة غنية ام فقيرة. وغالبا ما يلجأ متوسطو الحال لاقتراض كلفتها احتراما

للمتوفي.

وكانت مجالس العزاء في الاشهر الاخيرة هدفا مفضلا للارهابيين. ففي 20 نوفمبر قتل عشرون شخصا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف خيام مجلس عزاء عم رئيس المجلس البلدي في ناحية ابو صيدا القريبة من بعقوبة مركز محافظة ديالى. وقبل نحو شهر فجر انتحاري نفسه في مجلس عزاء رئيس مجلس عشائر سامراء شمال بغداد شيخ عشيرة البو باز حكمت ممتاز في بلدة الخالص في المحافظة نفسها.

Email