تقارير البيان

«فتح» و«حماس» تتنافسان على أصوات المستقلين

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم التفاوت والتغير الذي تظهره نتائج استطلاعات الرأي العام في حصص القوائم المتنافسة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، الا ان نسبة واحدة تبدو ثابتة لدى مختلف الاستطلاعات وهي نسبة المستقلين الذين لم يقرروا بعد لمن سيدلون بأصواتهم والتي تتراوح بين 22-25 فى المئة من الناخبين.

ويقول خبراء الاستطلاع ان القائمة التي ستنجح في التأثير على النسبة الأكبر من هذه الفئة ستحقق فوزاً لافتاً في هذه الانتخابات.وحتى الآن تبدو القائمتان الأكبر( فتح وحماس) الأكثر قدرة على التأثير في هذه الفئة التي تتسم بالبساطة وقابلية التأثر بالأجواء السائدة ومنها قوة الحملة الانتخابية.

وبالنظر إلى حجم العقبات التي ما زالت تواجه حملة »فتح« الانتخابية فإن »حماس« تبدو اليوم في وضع أفضل للتأثير على هذه الفئة.ويقول الدكتور نادر سعيد مدير مركز دراسات التنمية في جامعة بير زيت الذي يعد من أفضل مراكز استطلاعات الرأي في الضفة والقطاع: »نتيجة الانتخابات ستتوقف على أي من القوائم ستتمكن من الوصول إلى النسبة الأكبر من الأصوات العائمة وإيصالها إلى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، وتجربتنا تشير إلى ان »حماس« في وضع أفضل لعدة أسباب منها انها أكثر تنظيما من حركة فتح«.

وكانت حركة »حماس« أظهرت قدرة تنظيمية عالية في جذب المصوتين لصالحها في الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية مستخدمة عمليات لوجستية ناجحة ومؤثرة. ففي مدينة نابلس –على سبيل المثال- التي حققت فيها »حماس« فوزا ساحقاً،

نجحت الحركة في تجنيد المئات من أعضائها وأنصارها لمتابعة الناخبين من بيوتهم إلى مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات. وقال نشطاء في الحركة إنهم رصدوا أمام مراكز الاقتراع أسماء الذين لم يأتوا للتصويت، واستخدموا عدداً كبيراً من السيارات في جلبهم إلى مراكزهم.

وشهدت شعبية حركة »فتح« تراجعاً ملحوظاً في استطلاعات الرأي الأخيرة وهو ما يعزوه المراقبون إلى تفاقم ظاهرة الانفلات الأمني التي تشكل المجموعات العسكرية المحسوبة على الحركة العامل الرئيس فيه فضلا عن الثغرات التي اعترت حملتها الانتخابية التي بدت حتى وقت قريب مترددة.

فقد بين استطلاع أجرته جامعة بير زيت وتنشر نتائجه اليوم السبت ان شعبية فتح تراجعت في الشهر الأخير بنسبة 10فى المئة . لكن الدكتور سعيد يشير إلى ان الحركة قادرة على استعادة شعبيتها والتأثير في الناخبين الذين لم يقرروا بعد في حال توحدت وراء حملة انتخابية واحدة وأوقفت مجموعاتها مظاهر الانفلات.

وقال: »فتح ما زالت قادرة على تحقيق الفوز في هذه الانتخابات لكن حجم المشكلات التي تعتري هذا الفوز كبيرة وعليها في الأيام المتبقية ان تحدث تغيرات جدية على حملتها وعلى مخاطبتها للجمهور«. ويأخذ المراقبون على حملة »فتح« الانتخابية حالة الانقسام السائدة بين مرشحيها في الدوائر وعدم جاذبية شعاراتها.

ويقول سعيد: »ليس سرا ان مرشحي فتح يقومون بحملاتهم في الدوائر بصورة غير موحدة. كما أن الشعار المركزي للحملة »صناع التاريخ.. بنّاء المستقبل« غير مقنع للجمهور بالنظر إلى حجم الأخطاء التي حفل بها تاريخ الحركة والحجم الأكبر من الأخطاء التي شهدتها عملية بناء السلطة«.

وتشكل التناقضات والصراعات بين مرشحي حركة »فتح« في الدوائر المشكلة الأبرز التي تواجهها الحركة في الوصول إلى الناخبين. وبيّن استطلاع جامعة بير زيت ان »فتح« قد تخسر غالبية المقاعد في الدوائر الثلاث الأكبر » مدينة غزة والخليل ونابلس« في حال لم تنجح في توحيد حملة مرشحيها في هذه الدوائر التي تضم 23 مقعدا من المقاعد الـ 66 المخصصة للدوائر.

وأظهرت حركة فتح في الأيام الأخيرة، أثناء فترة العيد، إشارات صحوة وقررت في اجتماع ترؤسه الرئيس محمود عباس وشارك فيه أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وأمناء سر الأقاليم إدخال تغيرات جوهرية في حملتها الانتخابية.

رام الله ـــ محمد إبراهيم

Email